كشفت وثيقة داخلية لوكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي آي إي) تفاصيل جديدة بشأن إتلاف الوكالة في العام 2005 لعشرات الأشرطة التي توثّق التحقيقات القاسية مع اثنين من معتقلي القاعدة، وتبيّن أن مديرها آنذاك بورتر جوس أعطى موافقته على العملية بعد حصولها. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية انه بحسب الوثيقة فإنه بعد فترة وجيزة من إتلاف الأشرطة بأمر من خوسيه رودريجز، الذي كان حينها رئيساً للجهاز السري في (سي آي إي)، أبلغ جوس رودريجز انه يوافق على القرار. وتشير الوثيقة إلى أن جوس قال ممازحاً انه على استعداد لتلقّي الانتقادات، غير أنه لم يخف انزعاجه لأن رودريجز لم يستشره أو يأخذ رأي كبير محامي الوكالة قبل إعطاء الأمر بإتلاف الأشرطة. وتم رفع السرية عن الوثيقة الجديدة التي تتضمن رسالتين إلكترونيتين كجزء من القضية التي رفعتها الجمعية الأمريكية للدفاع عن الحريات المدنية ضد الوكالة. ومن المعروف أن جوس أبلغ من قبل كبار مساعديه في نوفمبر بأن الأشرطة أتلفت إلاّ ان الوثيقة الجديدة تتضمن تفاصيل تعطي صورة واضحة عن المداولات التي جرت في الوكالة بشأن الأشرطة وعن القلق الذي أثير لدى المسئولين فيها من أن يعرضها القرار للمساءلة القانونية. وتكشف الوثيقة أن مسئولي البيت الأبيض آنذاك كانوا غاضبين لأن (سي آي إي) لم تبلغهم مسبقاً بأنها ستتلف الأشرطة، وتتضمن الرسالتان الإلكترونيتان محادثة جرت بين مستشارة البيت الأبيض هارييت مايرز وكبير محامي الوكالة جون ريتزو، أعربت فيها الأولى عن انزاعجها الشديد لعدم إبلاغ البيت الأبيض مسبقاً بالقرار. ويشار إلى أن الأشرطة وعددها 92 تكشف عمليات تعذيب أثناء استجواب لمعتقلين في العام 2002، في تايلند هما عبد الرحيم الناشري، المتهم بالتورط في تفجير البارجة الأمريكية (يو اس اس كول) في اليمن في العام 2000، وأبي زبيدة الذي اعتبرته الإدارة السابقة أكبر قيادي تعتقله في القاعدة، إلاّ ان المحققين خلصوا إلى انه ليس مسئولاً بارزاً في التنظيم. وتم تسجيل أكثر من مئة شريط أثناء الاستجوابات وتم الاحتفاظ بها في مركز (سي آي إي) في بانكوك إلاّ ان رودريجز أمر في العام 2005، بإتلافها لأنه كان يخشى من أن يؤدي الكشف عنها إلى تعريضهم للمساءلة القانونية. وبحسب الوثيقة الجديدة، فقد قال رودريجز لجوس إن الأشرطة ستجعل (سي أي إي) في وضع مزرٍ وسيكون ذلك مدمّراً لنا.