قالت منظمة العفو الدولية المعنية بمجال حقوق الإنسان في تقرير لها، اليوم الاثنين، أن الملايين من اللاجئين يعيشون حياة ملية بالبؤس في أسوأ أزمة لنزوح الملايين منذ الحرب العالمية الثانية، ملقية باللوم على إهمال قادة العالم في مقتل الآلاف من المدنيين الفارين من الحروب في الشرق الأوسط وأفريقيا. ونقلت صحيفة الجارديان البرطانية عن "سليل شيتي" الأمين العام للمنظمة قولها في بيان لها "نحن نشهد أسوأ أزمة لاجئيين في العصر الحديث، مع الملايين من النساء والرجال والأطفال يناضلون من أجل البقاء على الحياة في وسط الحروب الوحشية، وشبكات تهريب البشر والحكومات الأنانية التي تهتم بالمصالح السياسية بدلًا من إظهار التعاطف الإنساني". وأضافت "أزمة اللاجئين هي واحدة من أكبر التحديات في القرن 21، ولكن كان رد المجتمع الدولي مخزيًا". وركز التقرير الذي جاء تحت عنوان "الأزمة العالمية للاجئين: مؤامرة من الإهمال" على الأزمة السورية، مشيرًا إلى أن المفوض السامي للاجئين بالأممالمتحدة سجَل حوالي 4 ملايين لاجئ من سوريا. وأوضح التقرير أن العبء بالكامل ملقى على الدول المجاورة التي تستضيف 95% من اللاجئين، ففي لبنان يمثل واحد من بين خمسة أشخاص لاجئ سوري أي ما يعادل نصيب الفرد في المملكة المتحدة والتي تستضيف ما يقرب من 13 مليون لاجئ. ونوهت إلى فرض الحكومة اللبنانية قيودًا أكبر على اللاجئين بعد تعرض بنيتها للإنهيار وضرب الفوضى للحكومة، ما أدى لانخفاض التسجيلات الجديدة بنسبة 80% عن العام الماضي بالرغم من تواصل ضراوة الحرب السورية. وخلص التقرير إلى أن الدول التي تستضيف اللاجئين "لا تتلقى أي دعم دولي حقيقي" مع مطالبات للأمم المتحدة بتغطية تكاليف رعاية اللاجئين الذين يتلقون أقل من ربع الأموال اللازمة. وأضافت "في تركيا يستخدم حرس الحدود خراطيم المياه في عطلة نهاية الأسبوع لإبعاد مزيد من تدفق اللاجئين الجدد الفارين من القتال بين داعش والمليشيات الكردية على الحدود مع سوريا". وانتقدت منظمة العفو المجتمع الدولي لعدم على فشلها المماثل في الاستجابة لأزمات النزوح الضخمة في صحراء جنوب أفريقيا، حيث يوجد ما يقرب من 3 ملايين لاجئ بيهم مئات الآلاف الفارين من نيجريا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوروندي في السنوات الأخيرة. ومن جانب أزمة لاجئي البحر المتوسط، دعت منظمة العفو الدول الأوروبية على تقاسم عبء إعادة توطين اللاجئين، مشيرة إلى أن ما يقرب من 3500 شخص توفي خلال عملية عبور البحر المتوسط إلى أوروبا في عام 2014، وحوالي 1865 شخص هذا العام حتى الآن، حيث أن غالبية الفارين عبر البحر هم من اللاجئين السوريين. وقالت شيتي في تقريرها "الحكومات الغربية دفعتهم للغرق بدلًا من إعادة توطينهم" وبشكل أعم، أضافت شيتي أن "العالم يدير ظهره لأناس أكثر ضعفًا". وفي جنوب شرق أسيا، لقى 300 لاجئ ومهاجر حتفه في البحر بسبب المجاعة والجفاف وسوء المعاملة من قبل طواقم القوارب، مع رفض كلًا من أندونيسيا وتايلاند وماليزيا في بادئ الأمر السماح للقوارب التي تقل المهاجرين بأن تدخل أراضيها، مُعرضِين حياة العديد للخطر. واتهمت المنظمة بشكل خاص الحكومة الأسترالية بسبب شروط الإذلال القاسية لطالبي اللجوء. وقدَرت منظمة العفو عدد النازحين حول العالم بما يقرب من 50 مليون، وهي الأزمة الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، مطالبة بتوطين 1.5 مليون لاجئ على مدى السنوات الخمس المقبلة وتحديد أولويات إنقاذ حياة اللاجئين وإنشاء صندوق للاجئين وعقد قمة عالمية للتعامل مع الأزمة والتصديق على اتفاقية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين.