في رقم قياسي غير مسبوق منذ الاحتلال؛ أكّد تقرير صادر عن بعثة الأممالمتحدة بالعراق، المعروفة اختصاراً باسم "يونامي"، أنّ نحو ثلاثة آلاف وسبعمائة مدني عراقي قُتلوا خلال شهر أكتوبرالماضي، وأنّ "تأثير الميلشيات المسلحة في ازدياد مع استمرار عمليات التعذيب على الرغم من التزام الحكومة بمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان"، كما جاء في التقرير. وقالت البعثة في تقريرها الصادر عن حالة حقوق الإنسان في العراق المحتل لشهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) الماضيين، "إنّ مئات الجثث ظهرت في أماكن متفرقة من بغداد، بعضها مغمض العينين ومقيّد، وجميعها عليها آثار التعذيب"، حيث أشار شهود أنّ من يقفون وراء هذه الاغتيالات يرتدون ملابس المليشيات أو الشرطة أو الجيش العراقي. ويرسم التقرير صورة قاتمة، من اعتداءات على الصحفيين والقضاة والمحامين، إلى التشرد والعنف الطائفي واستهداف المنازل. وأورد التقرير نقلاً عن إحصائيات وزارة الصحة العراقية والمستشفيات عبر البلاد والمعهد الطبي القانوني في بغداد، أنّ نحو 7054 مدنياً قتلوا في العراق خلال شهري سبتمبروأكتوبر، من بينهم 351 امرأة و110 طفلاً. وتحدث التقرير عن استهداف المدنيين العراقيين ب"الاعتقال التعسفي، والأوضاع السيئة داخل المعتقلات، كما تبقى المزاعم بشأن عمليات التعذيب داخل السجون مصدر قلق بالغ في العراق". وقال التقرير إنّ مكتب حقوق الإنسان بالبعثة يتلقى تقارير بصورة مستمرة إما عن وجود عناصر دخيلة في صفوف الشرطة والأمن أو عن تعاون بين هؤلاء والمليشيات.