قتل ما لا يقل عن 92 شخصاً في غارات التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن والمعارك بين الموالين للرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي والحوثيين في جنوب اليمن، حسبما اعلنت مصادر طبية وعسكرية، اليوم السبت. وقال المسؤولون إن المواجهات اندلعت في مدينتي الضالع ولودر، حيث كان الحوثيون سيطروا على صنعاء في كانون الثاني قبل أن يتوجهوا إلى الجنوب. واليوم، تواصلت الغارات والمعارك الدامية في اليمن، غداة دعوة الرئيس السابق على عبد الله صالح حلفاءه في جماعة "أنصار الله" الحوثيين للانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها بغية استئناف عملية الحوار. وفي ما يتعلق بالقوات الإيرانية البحرية في خليج عدن، نفى قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري، ما نقل عن مسؤول أميركي قال إن الإسطول الإيراني قد غادر خليج عدن. وأكد سياري أن الأسطول ال34 للقوات البحرية متواجد في خليج عدن الذي يقع عند مدخل مضيق باب المندب، ويقوم بإدارة الدوريات والمهام في المنطقة. وأوضح أن سلاح البحر الإيراني يتواجد في خليج عدن لمرافقة السفن التجارية ومكافحة القرصنة في هذه المنطقة التي تعد من الممرات المائية المهمة والإستراتيجية في العالم. ووصلت المجموعة ال 34 للسفن التابعة للقوة البحرية الإيرانية إلي خليج عدن يوم الأربعاء الماضي، والتي تتكون من الفرقاطة القتالية "البرز" الراجمة للصواريخ وفرقاطة الإسناد "بوشهر"، اللتان بدأتا مهمتهما منذ اسبوعين. وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أفاد بأن أسطولاً يتألف من تسع سفن تابعة للأسطول الإيراني وسفن شحن (كان مسؤولون أميركيون يخشون من أنها تحمل أسلحة إلى اليمن) قد أبحر نحو الشمال الشرقي في اتجاه إيران، أمس الجمعة، وإن هذا ينبغي أن يهدئ المخاوف الأميركية. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أمس الجمعة، لمجموعة صغيرة من الصحافيين المرافقين له بعد رحلة إلى ولاية كاليفورنيا "لقد حولت السفن (الإيرانية) وجهتها... بوضوح نحن لا نعرف ما هي خططهم المقبلة. وأضاف كارتر "إنه أمر موضع ترحيب لأنه يساهم في الحد من التصعيد وهذا ما نحاول أن نقترحه على جميع الأطراف هناك باعتباره المسار الأفضل وبين هذه الأطراف الإيرانيون". وقال المتحدث باسم البنتاغون العميد ستيف وارن، في وقت سابق، إن القافلة كانت في المياه الدولية في نحو منتصف الطريق على طول ساحل عمان، أمس الجمعة، ولا تزال وجهتها صوب الشمال الشرقي. ورفض وارن القول إن السفن عائدة إلى إيران أو في طريقها إلى إيران. وقال وارن إن الجيش الأميركي لا يعرف نيتهم، مضيفاً أن السفن يمكن أن تغير اتجاهها في أي لحظة. في الوقت نفسه، أرسلت البحرية الأميركية حاملة الطائرات "تيودور روزفلت" وسفينة حربية مرافقة لها إلى بحر العرب الأسبوع الماضي، لدعم سبع سفن حربية أميركية موجودة في المنطقة بالفعل في محيط خليج عدن، بسبب المخاوف من الاضطرابات المتزايدة في اليمن. في الشأن السياسي الداخلي، وغداة دعوة صالح الحوثيين إلى "القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها" في ما يتعلق بانسحابهم، أكد الحوثيون أنهم وضعوا الوقف الكامل للضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الرياض شرطاً لعودتهم إلى طاولة المفاوضات برعاية الأممالمتحدة. من جهتها، أعربت الولاياتالمتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري عن أملها في إجراء الحوار. وقال كيري: "نحن بحاجة لأن يكون الحوثيون وأولئك الذين لديهم تأثير عليهم مستعدين للذهاب إلى طاولة المفاوضات". وأضاف "نأمل أن تحمل الأيام المقبلة مزيداً من التهدئة، وأن نتمكن من الوصول إلى مكان يمكن فيه إجراء مفاوضات". في غضون ذلك، اكدت الاممالمتحدة ، اليوم السبت، تسمية الديبلوماسي الموريتاني اسماعيل ولد شيخ أحمد، مبعوثاً أممياً جديداً الى اليمن. وأبلغ الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، الخميس الماضي، مجلس الأمن الدولي بأنه يعتزم تعيين اسماعيل ولد شيخ احمد في حال لم تبد أي دولة من المجلس واطراف الازمة اليمنية اي معارضة. وقالت الاممالمتحدة، في بيان، إن المبعوث الجديد "سيكون صلة الوصل بين دول مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي وحكومات المنطقة وشركاء اخرون". وفي رسالته أكد بان كي مون أن المبعوث الجديد "سيتابع الجهود الاقليمية والدولية التي تبذلها الاممالمتحدة" لحل النزاع، خلفاً للمغربي جمال بن عمر، الذي قدم استقالته الاسبوع الماضي، بعدما واجه انتقادات من دول خليجية لجهود الوساطة التي قام بها. ويتولى ولد شيخ احمد (55 عاماً)، حالياً، بعثة الاممالمتحدة لمكافحة مرض "ايبولا" بعدما شغل عدة مناصب في الأممالمتحدة على مدى 28 عاماً، لا سيما منصب المنسق الانساني في سوريا (2008-2012) واليمن (2012-2014) ثم مساعد رئيس بعثة الاممالمتحدة في ليبيا. وكان بان كي مون اعلن الاربعاء ان الاممالمتحدة مستعدة لاستئناف وساطتها بين الاطراف المتحاربة وخصوصاً "تأمين التسهيلات الديبلوماسية اللازمة لحل هذه الازمة عبر الحوار". واعلنت الاممالمتحدة، من جهة ثانية في بيان، تعيين الهولندي بيتر يان غراف مكان ولد شيخ احمد رئيساً بالوكالة لبعثة الاممالمتحدة لمكافحة "ايبولا". وفي الجنوب، قتل 40 شخصاً على الأقل، اليوم السبت، في معارك بين "أنصار الله" وأنصار الرئيس هادي، بينما استهدفت غارات التحالف العربي مواقع للحوثيين في عدن، ثاني مدن البلاد، وفي محافظة لحج المحاذية. وقال مسؤول إن سبعة مقاتلين موالين لهادي على الأقل و22 من الحوثيين قتلوا في المواجهات التي جرت فجر اليوم، في الضالع الواقعة شمالي مرفأ عدن. وأفاد مسؤول محلي آخر بأن مقاتلين موالين للرئيس هادي قتلوا تسعة من جماعة "أنصار الله" في هجوم بقذائف مضادة للدروع في مدينة لودر. في غضون ذلك، قصفت طائرات التحالف، خصوصاً، القصر الرئاسي في عدن حيث انتقل هادي قبل أن يلجأ إلى السعودية في آذار، بينما يسيطر الحوثيون على القصر اليوم. وفي محافظة لحج، قصفت طائرات التحالف العربي قاعدة العند العسكرية التي كان يتمركز فيها عسكريون اميركيون قبل اجلائهم بسبب النزاع وسيطرة الحوثيين عليها. وقال ضباط وشهود عيان، ليل الجمعة السبت، إن معارك وقعت في محافظة مأرب (شرق). وتشهد مدينة صرواح خصوصاً، معارك عنيفة، لكن لم تتوفر أي حصيلة لهذه المواجهات. وتخطت حصيلة القتلى في اليمن ألف قتيل، نصفهم من المدنيين، وجرح 4352 شخصا اخرين، بين 19 آذار و20 نيسان، حسبما أعلنت منظمة الصحة العالمية. وبحسب الأممالمتحدة، فإن 115 طفلاً فتلوا في المعارك. من جهتها، طلبت منظمة العفو الدولية فتح تحقيق حول القتلى المدنيين الذي سقطوا بسبب الضربات الجوية. وقال نائب مدير المنظمة غير الحكومية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا سعيد بومدوحة "لم يتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية دائماً لمنع سقوط ضحايا مدنيين". وأضاف "لقد حسمنا الأمر بإجراء تحقيقات نزيهة ومستقلة لمعرفة ما إذا حصل انتهاك للقانون الإنساني الدولي".