لم يتوقع احد يوماً أن يعلن اى فصيل فى مصر "بيعته لتنظيم الدولة الإسلامية" داعش ولكن هذا ما فعله ولايه سيناء المنتشرة فى الجنوب هناك وقيل ان هذه الحركه خرجت على يد من تعذبو وفقدو ذويهم على أيدى العسكر فى سيناء التى لا يعرف أحد عنها شئ بل وصدر قرار من العسكر بعدم نشر أى أخبار تتعلق بالعملية نسر التى قامت بها القوات المسلحة هناك خوفاً من نشر فضائحها من قتل وتعذيب وهدم للمساجد والمنازل هناك. فتحاول “الدولة الإسلامية” استمالة القبائل وشيوخها تجاهها خلال الفترة الأخيرة، أو على الأقل تحييدها في المواجهات والصراع القائم مع الجيش المصري. وتعدّ القبائل في محافظة شمال سيناء المسيطر والمسيّر لشؤون أبناء العائلات الكبرى، وتحديداً في مدينتي الشيخ زويد ورفح. ولشيوخ تلك القبائل الرأي الأول في القضايا الكبرى. وتسعى ولاية سيناء، التي أعلنت مبايعتها ل “الدولة الإسلامية” قبل فترة، إلى ضرب نقاط القوة التي يمكن أن يركن إليها الجيش المصري وهي مساعدة القبائل في الاشتباكات معه، ولا سيما أن موقف القبائل يشكل أحد أبرز العوامل التي قد تحسم المواجهات بين “ولاية سيناء” والجيش. ضمن هذا السياق، وزع عناصر ملثمون تابعون ل “ولاية سيناء” بياناً في الشارع السيناوي وتحديداً في الشيخ زويد ورفح، نقاط تمركز وقوة الولاية، حاولت من خلاله استمالة المواطنين فضلاً عن توجيه رسالة لشيوخ القبائل. وبدأت ولاية سيناء بيانها بالتذكير بانتهاكات الجيش وجرائمه في سيناء على مدار أشهر عديدة، بقولها “كلكم رأى ما فعله الجيش في سيناء من جرائم، من قتل المدنيين وحرق الجثث، وهدم المساجد والبيوت، والكل رأى قصف منازل الآمنين بالليل والنهار، وتخريب المزارع والآبار”. وأضاف البيان “كل منّا ذاق نصيبه من هذا الإجرام فلا يخفى عليكم شيء، وهناك من قُتل أخوه وأسر أهله، وحرق بيته أو هدم، فضلاً عن الضيق في الرزق”. وشدد البيان على أن هذا الإجرام ما هو إلا لتهجير أهالي سيناء عن منازلهم، حتى يقيموا معسكرات لحماية أوليائهم من اليهود، وهو ما قاله (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي الطاغوت أكثر من مرة، إنه يريد حماية اليهود”. وأكد البيان أن من شارك من الجنود والضباط في هذه الحرب، فإنه ارتد عن دين الإسلام بهذه الموالاة لليهود، كذلك أبناء القبائل من الجواسيس الذين شاركوا في هذه الحرب، فخسروا الدنيا والآخرة. ووجه البيان حديثه للقبائل قائلاً “يا قبائلنا الأبيّة اطردوا هذه الشرذمة من بينكم ولا تجالسوهم ولا تركبوا معهم، لئلا يصيبكم ما أصابهم من المجاهدين، فوالله لن تأخذنا شفقة ولا رحمة بكل من سلك هذا الطريق وليس لدينا إلا الذبح، إلا من تاب قبل القدرة عليه”. كما وجهت ولاية سيناء، عبر البيان، رسالة أخيرة إلى القبائل، بقولها لهم “قفوا في صف أبنائكم المجاهدين، فوالله ما خرجنا إلا لنصرة دين الله ودفاعاً عن دمائكم وأعراضكم، فنحن منكم وأنتم منّا، ورأيتم كيف فتح الله علينا وكسرنا شوكتهم، على الرغم من قلة العدة والعتاد”. ولاية سيناء ومن المتوقع أن تتأثر القبائل بالصراع ضد الجيش، على اعتبار أن مدنيين أغلبهم من النساء والأطفال يسقطون يومياً ضحايا للحملات العسكرية التي يقوم بها الجيش، عبر قصف المنازل بصورة عشوائية، فضلاً عن استهداف أشخاص بصورة عشوائية في الطرقات أو بالقرب من مقرات أمنية. وتعتمد سيناء في الأساس على نظام قبلي، على رأسه شيخ القبيلة، الذي يراعي مصالح العائلات والأفراد فيها. أما استراتيجية الجيش المتبعة حتى الآن في المنطقة فتهدم وتضعضع النظام الذي عرفته سيناء على مدار سنوات طويلة. وتضرّ سياسات الحكومة والنظام الحالي بمصالح القبائل وتعاملاتها اليومية، فحظر التجول وقتل الأبرياء من أبناء القبائل الكبرى في سيناء، يضع كبير القبيلة في حرجٍ شديد، لعدم قدرته على الدفاع عن عشيرته. وتأتي تحركات “ولاية سيناء” من خلال البيان الأخير الموزع والرسائل إلى القبائل، لتؤكد فشل ما تحدث عنه البعض حول تسليح بعض أبناء القبائل لمواجهة الجماعات المسلحة، ولا سيما عقب هجمات الدولة الإسلامية على مواقع عسكرية وأمنية عديدة في المدن الثلاث؛ العريش ورفح والشيخ زويد. وكانت مجموعة من أبناء قبائل سيناء، بحسب التوصيف الذي اعتمدته لنفسها قد أعلنت تشكيل ما سمّته “أبناء سيناء” لمساعدة الجيش في مواجهة الجماعات المسلحة. وهو ما لم يظهر له أثر على أرض الواقع، فلم تستهدف تلك المجموعة أي تجمعات لعناصر “ولاية سيناء”. وبسبب التعتيم الإعلامي الذي يفرضه الجيش المصري على الأوضاع في سيناء فإن الصحف الموالية للجيش تزعم أن الجيش يسيطر بشكل كامل على الأوضاع في المحافظة لكن الواقع يكذب هذه المزاعم. ففي المقابل، لم تتوقف كمائن ولاية سيناء في مناطق عدة خلال الأشهر القليلة الماضية، لضبط الجواسيس، من المتعاونين مع الجيش والشرطة. وقبل أسبوعين تقريباً ذبحت ولاية سيناء بعض “العملاء” على قارعة الطرقات في محافظة شمال سيناء، بعضهم يتعاون مع الكيان الصهيوني والأغلبية تتعامل مع الجيش. وتشير مصادر قبلية من سيناء إلى أن “ولاية سيناء” تتزايد شعبيتها يوماً بعد يوم في مناطق الشيخ زويد ورفح، نظراً لأن العديد بات ينظر له على أنها “المخلص من انتهاكات الجيش اليومية للأهالي”. وتلفت المصادر إلى أن “الجيش المصري تسبب في خراب ودمار مناطق عدة في الشيخ زويد ورفح، وهو أمر مثار استهجان وغضب شديد”، مؤكدةً “أنه لم يعد أحد آمناً في سيناء؛ إما القتل أو الاعتقال أو الموت جراء قصف المنازل”. وترى المصادر أن “جزءاً من شعبية المقاتلين الجهاديين في سيناء ناتجة عن استمالة الناس و”المعاملة الحسنة” بعكس تعاطي القوات العسكرية معهم”. وتلفت المصادر إلى أن الطائرات من دون طيار لا تتوقف عن التحليق في أجواء رفح والشيخ زويد، مرجحةً أن تكون طائرات إسرائيلية، وهي ليست المرة الأولى التي تدخل طائرات “زنانة” سماء المنطقة، مثلما يسمي أهالي سيناء الطائرات الإسرائيلية. وعن طائرات الأباتشي تشير المصادر إلى أنها لم تقصف مكاناً يتواجد فيه عناصر “ولاية سيناء” كما يقول الإعلام. وتلفت إلى أن المنضمين إلى “ولاية سيناء” هم أبناء القبائل وأهالي العريش، وهم الأغلبية من المقاتلين. وتلمح المصادر إلى أن “عدداً من أهالي المنطقة كانوا يؤيدون أنصار بيت المقدس في بداية عملياتها ضد إسرائيل، ولكن حينما تحول الأمر إلى الصدام مع الجيش طعنوا فيهم، وحينما حدثت انتهاكات من الجيش صار هناك من يؤيدهم بشكل أكبر”.