مثل كل صباح الاعتياد على ركوب المترو من أصعب القرارات التي تتخذها يوميا، زحام ووقوف داخل العربات تأخير في حضور المترو، اختناق وإغماء للبعض من شدة الزحام، وقوف بالدقائق حتى تمر بين الأشخاص لتركب العربة المخصصة للرجال أو السيدات، ولكن اليوم بدى محزنا شيئا ما، دخلت إلى صالة محطة مترو الشهداء، قادمة من خط شبرا الخيمة ، متجهة لخط حلوان. (أى أنتم عاوزين منى آى كل دا عشان خايف على الناس لا تقع على قضبان المترو) سمعت هذه الكلمات يقولها شاب، عندما اقتاده أمن المترو واصطحبه إلى شرطة المترو؛ لاعتقاله. لا لشيء فعله أو إجرام اقترفه، ولكن لأنه ناشد أفراد الأمن بالتدخل لإنقاذ الأشخاص، وانتقد الزحام الشديد الذي كاد أن يوقع من حوله تحت عجلات المترو. وبالتالي كل شخص يبدى رأيه يصبح عميلا أو خائنا أو إرهابيا أو إخوان وهي مسميات يصفها مجتمعنا بعد الانقلاب لأى شخص ضد الظلم والبطش والجهل الذي عاد بمجتمعنا إلى الوراء. توقفت والجميع ينظرون للشاب وهو يعتقل من على رصيف المترو، بدون أي ردة فعل، وبعد بضع دقائق ذهبت للركوب، ولم أعرف ما كان ينتظر الشاب داخل غرفة شرطة المترو..!