ضربت "خديجة خويص" الفتاة المقدسية مثلا يحتذى به في الشجاعة وتحدت جيش الاحتلال الصهيوني في رباطها حول المسجد الأقصى حيث لم يمنعها البرد والمطر من الإصرار على دخول مسرى النبي الكريم على مدار 45 يومًا والمرابطة فيه لحمايته من الصهاينة الذين واصلوا عدوانهم على المقدسات. واستمرت الشابة المقدسية البالغة من العمر 32 عامًا على الحواجز التي أقامها الاحتلال على جميع المداخل والمداخل المؤدية إلى بوابات الأقصى، تحديًا لقرار إبعادها عنه لمدة شهرين. وكانت "خويص" وزميلاتها المرابطات قد أصررن على الدفاع عن المدينة المقدسة من خلال الرباط اليومي على بوابات القدس. ومن صور تحدي النساء المرابطات التي انتشرت قيام النساء المقدسيات بالتكبير في وجه المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى بشكل يومي في الوقت الذي حكمت فيه محاكم الاحتلال عليهن بالإبعاد عن مدينة القدس بحجج أمنية واهية. أما عن "خديجة" فهي إحدى معلمات القرآن داخل المسجد الأقصى وقد حاولت قدر استطاعتها التصدي لجيش الاحتلال والدفاع عن الحرم القدسي. ودأبت "خويص" خلال الرباط على تلاوة آيات من القرآن الكريم وإطلاق صيحات التكبير في وجه الصهاينة لتعويض ما كانت تقوم به من أنشطة ودروس داخل المسجد الأقصى بإيصال رسالتها السامية. وبعد اعتقالها بيوم واحد من أمام أبواب المسجد الأقصى أفرج الاحتلال عن "خديجة" التي وجدت نفسها أمام قرار بالابعاد لمدة 60 يوما عن الأقصى وتهديدها بالاعتقال اذا خالفت قرار الإبعاد بالإضافة إلى كفالة 500 شيكل وتغريمها خمسة آلاف حال دخولها الاقصى في تلك الفترة. وقد كثفت شرطة الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة من اعتقالها للنساء من داخل باحات الأقصى ومن على البوابات أثناء خروجهن منه إضافة إلى استدعاء بعضهن وتسليمهن أوامر إبعاد عن المسجد لمدة تصل إلى أكثر أربعة شهور. بعد تمديد اعتقالهم ليوم كامل أصدرت سلطات الاحتلال قرارات بالإبعاد بحق كل من "خديجة خويص" والتي أبعدت عن المسجد الأقصى لمدة 60 يوماً . يذكر أن الفترات الماضية قد شهدت تصاعداً بعدد أحكام الابعاد التي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى، والذين يتصدون بشكل متكرر لاقتحامات اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى.