في ظل الحرب العالمية على الإسلام في الغرب وادعاء أن الإسلام والمسلمين أساس العنف والتطرف والقتل وغير ذلك من الكلمات الخرقاء التي لا أساس لها من الصحة غير أن قائليها لهم مصالح سياسية لن تتحقق الإ بتلفيق التهم للمسلمين والعرب أنقذ عامل مسلم فرنسي يعمل في المتجر اليهودي الذي احتجز فيه رهائن شرقي العاصمة باريس الجمعة عددًا من الزبائن بإخفائهم في غرفة تبريد، بمن فيهم رضيع لا يتجاوز عمره شهرًا واحدًا. أكد "الحسن باثيلي" وهو الشاب المسلم الفرنسي الجنسية، و تعود أصوله إلى مالي لقناة فرنسية أنه بعد انتهاء الحصار، بادر الزبائن إلى شكره على إنقاذ حياتهم. وامتدحته مجلة "إكسبريس" الأسبوعية الفرنسية قائلة "إنه بلا شك أحد الأبطال خلال يوم الجمعة، إنه موظف يعمل في المتجر اليهودي في منطقة بورت دي فينسين حيث احتجز "أميدي كوليبالي" الرهائن، لقد امتلك الشجاعة لكي يحمي حياة الآخرين قبل أن يحمي حياته الخاصة". وهو ما جعل مسؤولي بلدية باريس يضعونه على قائمة المواطنين الفخريين في المدينة. وأفادت المجلة الفرنسية أن الشهود الذين تحدثت إليهم أكدوا لها أن هذا الرجل "أخفاهم في غرفة التبريد التابعة للمتجر". وأكد "باثيلي" للمجلة الفرنسية "لقد نزلت إلى غرفة التبريد ثم فتحت الباب، لقد كان هناك عدة أشخاص دخلوا معي إلى الغرفة، لقد أطفأت الكهرباء وجهاز التبريد في الغرفة ثم قدت الزبائن إلى الداخل وقلت لهم: التزموا الهدوء لأنني سأخرج". وتابع "باثيلي" الذي كان لا يزال تحت تأثير صدمة أحداث يوم الجمعة قائلا "عندما غادروا غرفة التبريد (بعد مقتل المسلح وانتهاء الحصار)، شكروني (على ما قمت به من أجلهم)". وأكد الشاب المالي، إن صلواته هي التي أنقذته وساعدته على إنقاذ عدد من الرهائن، ذلك أنه كان يصلي في الطابق الأرضي من المحل، بعيدًا عن حركة المتسوقين، عندما اقتحم "كوليبالي" المحل في الواحدة بعد الظهر تقريبًا، وأضاف أنه لو كان في الطابق الأعلى، لكان الخاطف احتجزه ومنعه من التدخل أو تقديم أي مساعدة، أو ربما أسوأ بما أنهما ينتميان في الأصل إلى البلد نفسه، مالي. وأشار الشاب المسلم في حديثه للقناة التلفزيونية الفرنسية: "المسألة لا تتعلق بمسلم أو يهودي أو مسيحي، في تقديري، كلنا إخوة على المركب نفسه، فإذا لم نتبادل المساعدة للخروج من هذه الأزمة، فلا أحد بإمكانه النجاة منفردًا". وقالت المجلة الفرنسية إن العدد الدقيق للأشخاص الذين أخفاهم "باثيلي" غير معروف. لكن "مالك ييتو" وهو مستشار في بلدية سان موريس بالعاصمة باريس قال "لقد كانوا ستة أشخاص ورضيع" لكن قناة فرنسية قالت إن عددهم كان نحو 15 شخصًا. وأفادت المجلة قائلة إن "العمل النبيل الذي قام به الحسن باثيلي أنقذ حياة أشخاص عديدين، إن مواقع التواصل الاجتماعي أشادت بالإجماع بهذا العمل الشجاع". والجدير بالذكر أن بعد ساعات من عملية احتجاز الرهائن في متجر للأطعمة اليهودية في فانسان شرق العاصمة باريس، انتهت العملية بمقتل الجهادي وأربعة من الرهائن على الأقل، وأسفرت العملية حسب مصادر أمنية عن مقتل خمسة أشخاص في المتجر اليهودي بينهم محتجز الرهائن، وإصابة أربعة آخرين بجروح أحدهم في حال حرجة. وقامت قوات الأمن بش هجوم على متجر يهودي في شرق باريس؛ حيث احتجز مسلح العديد من الأشخاص، بحسب مراسلي فرانس برس، وقتل شخصان في تبادل إطلاق النار عند بداية عملية احتجاز الرهائن، وبعد دوي عدة انفجارات اقتحمت الشرطة المتجر، وخرج خمسة رهائن على الأقل بعد ذلك تحت حماية الأمن، وعثر على جثث خمسة أشخاص بينهم محتجز الرهائن "أميدي كوليبالي" في المتجر. يذكر أن "كوليبالي" قتل شرطيًّا فرنسيًّا في الثامن من الشهر الجاري، وفي اليوم التاسع قام بمداهمة المتجر المذكور، واحتجز رهائن به، لتتمكن الشرطة من قتله عقب تسببه في قتل أربع رهائن.