أكد د.أحمد البحيري استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى العباسية للأمراض النفسية الأسبق أن هناك مبالغة في الصورة السلبية في أذهاننا عن المرضى النفسيين وعن سمعة مستشفيات الأمراض النفسية في مصر بسبب الدراما والأفلام، إضافة إلى أن من الأسباب هو عدم الوعي بالمرض النفسي وأن المريض النفسي هو مريض ذو احتياجات خاصة يحتاج إلى رعاية طويلة ومتخصصة تختلف عن باقي التخصصات الطبية، وهو ما يستدعي إعادة النظر في السياسات التي تنفذ وتخص هذا القطاع الطبي المهم. وطالب مدير "العباسية" الأسبق، ببناء مستشفيات جديدة ضعف العدد الموجود الآن وهو نحو 17 مستشفى على مستوى الجمهورية ما بين العباسية والخانكة والمعمورة وأسوان وغيرها، حيث لا يوجد في مستشفى العباسية سوى نحو 2000 سرير، في حين هناك ما يزيد عن 5 ملايين مريض نفسي في مصر بدرجات متفاوتة وبشكل مستمر بسبب الضغوط النفسية على المواطن المصري لأن نسبة المرض النفسي في أي مجتمع هي 10% من إجمالي عدد السكان، وأبرز "البحيري" أهمية التأهيل الطبي في العلاج النفسي مما يتطلب تخريج أجيال من الأطباء والممرضين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين على مستوى على يتفهم طبيعة الحالات التي تواجههم، موضحا أن تكلفة المريض في العلاج تتراوح ما بين 150- 300 جنيه شهريا تتكفل بها وزارة الصحة وبعض الجهات الأخرى في أغلب الحيان لأن أغلب المرضى من الفقراء. ونوه مدير مستشفى العباسية الأسبق بأنه من سوء حظ المرضى النفسيين أنه لا يوجد من يتبنى مطالبهم ويتكلم بلسانهم وهذا ربما لأنه لا يوجد من الشخصيات العامة أو القيادات في الوزارت وغيرها من يصاب بأمراض نفسية مما يجعله يهتم بهذا النوع من المرض على عكس الأمراض الأخرى كالسكر وأمراض القلب والسرطان وحتى فيرس سي التي تجد من يتبنى حملات من أجلها، مطالبا بأن يتم تعديل تشكيل مجالس إدارات مستشفيات الصحة النفسية لتضم بينها بعض أهالي المرضى من الذين يدركون أبعاد هذا المرض وينشطون في تبني مطابلهم، وكذلك أن تضم شخصيات عامة مدنية لها اهتمامات في هذا الجانب.