رغم أن سرقة أرشيف التليفزيون لم تغب عن الذاكرة، خاصة عند اضطرار إدارته لشراء ما سبق أن سرق منه بأضعاف ما دفعه المشترى، كشف الزميل الصحفى محمود عابدين لتقرير لجنة الأداء النقابى عن سرقة كاميرات ومخالفات مالية جسيمة، وغيرها بما يحدد أستديوهات ماسبيرو بالتوقف. مصادر موثوق فيها داخل المبنى عن ضبط موظف بالتليفزيون بسرقة 3 كاميرات من أستوديو " 5 "، وقام ببيعها إلى قنوات أخرى، وهى فضيحة تستلزم الكشف عن كل من سهل له أو ساهم معه فى الجريمة. جرائم ماسبيرو لم تتوقف عند هذا الحد، فقد بلغت تكلفة إنشاء الأستوديو 189 مليون جنيه، وفى الوقت ذاته تكشف أن أغلب معدات وكاميرات الأستوديو مستعملة، ويتم إصلاحها فى أماكن بعينها، وهو ما يثير شبهات حول عمولات. أما الأعجب، فيأتى فى عدم تسلم بعض أجزاء الأستوديو رغم مرور أكثر من أربع سنوات على الإنشاء، ويبدو أن المهندسين خشوا تسلمها رسميا حتى لا يتحملوا المسئولية ويشيلوا الليلة؛ خاصة أن الأستوديو المذكور يذاع منه النشرات، أما أستوديو "11 "، فقد تعدت تكلفته ال 50 مليون جنيه، ورغم هذا تحول إلى "خرابة"؛ الأمر الذى جعل عددا من المهندسين يرفضون التوقيع على استلام أجهزته، فجاء العقاب سريعا؛ حيث تم نقل أحدهم، وهو ما أدى إلى احتجاج عدد من زملائه، وتقدموا بشكوى للنيابة الإدارية، وهو ما جعلهم "يلموا الموضوع "، ويعيدوا المهندس لموقعه. المصادر نفسها أكدت أيضًا أن أجهزة أستوديو"11" أصبحت معطلة بالكامل، وأن مهندسى الأستوديو يعملون الآن بالماكينات القديمة بدلاً من "السيرفر"؛ وليس هذا فحسب، بل أن عددًا من "المونيترات" قد توقفت عن العمل فى "الكنترول روم"؛ فضلًا عن وجود مشاكل أخرى دائمة فى "الصوت". وهنا نسأل: لماذا تصمت قيادات ماسبيرو عن التحقيق فى هذه المهازل ؟!.. فإن كانت لا تعلم فها نحن نكشفها، وإن كانت تعلم ولا تريد أن تتحرك، فهذه كارثة لا يجب السكوت عليها. إن كارثة أو جريمة سرقة هذه الكاميرات وخروجها بعد تفكيكها من مبنى ماسبيرو، وبهذه الطريقة؛ يضعنا أمام جريمة أخرى لا يجب أن نغفلها بأى حال، إيه هى ؟؟ العديد من موظفى ماسبيرو ألقوا بالجانب الأكبر فى هذه التهم إلى عناصر الأمن؛ وتحديدًا إلى مسئولى تأمين باب رقم "4 ".. إشمعنى يعنى؟!؛ لأنه المدخل الرئيسى للمبنى كله . الغريب فى كارثة "سرقة" الكاميرات الخمس، أن قطاع الأمن الذى ابتدعه وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، يضم أكثر من 7 آلاف موظف يبتلعون ميزانية اتحاد الإذاعة والتليفزيون؛ أى بمعدل رجل أمن لكل 3 موظفين داخل المبنى. يأتى ذلك فى الوقت الذى نجد فيه أن أستوديوهات ماسبيرو فى المقطم غير مؤمنة بالشكل المطلوب. فما رأى السيد عصام الأمير، رئيس الجهاز، والقائم بأعمال وزير الإعلام ؟