سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المقدسيون :شرارة المواجهات مع الصهاينة ستبقى مشتعلة والانتفاضة خلال الأيام القادمة، الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية بحق المدينة ومقدساتها. تدفعنا للمزيد من الضحايا
مازال الصراع على أشده بين المقدسيين الذين يدافعون عن عروبتهم ووطنهم وبين العدو الصهيوني المغتصب لتكون المحصلة المزيد من الضحايا ويرى مختصون ونشطاء مقدسيون أن شرارة المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدسالمحتلة ستبقى مشتعلة وستزداد حدتها خلال الأيام القادمة، طالما استمرت الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية بحق المدينة ومقدساتها. وتشهد المدينة وكافة أحيائها مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، وخاصة في أعقاب استشهاد الشاب عبد الرحمن الشلودي منفذ عملية دهس مستوطنين بسيارته في حي الشيخ جراح بالمدينة الأربعاء الماضي. ومن المتوقع أن تبلغ تلك المواجهات ذروتها مساء اليوم، احتجاجًا على رفض محكمة الاحتلال تسليم جثمان الشهيد الشلودي لعائلته إلا بشروط، تتمثل بتحديد عملية دفنه ما بين الساعة 11:00 و 12:00 ليلًا على ألا يحضر مراسم التشييع أكثر من 20 شخصًا. وقرر مفتش عام الشرطة الإسرائيلية تعزيز قوات الشرطة المتواجدة في القدس ب(1000) عنصر إضافي على أن يبدؤوا انتشارهم في المدينة نهار اليوم، وذلك في محاولة للتغلب على العمليات الشعبية التي يقوم بها شبان المدينة المقدسة. وذكرت القناة العبرية الثانية أن الشرطة ستساعد في "تطبيق القانون" في الأحياء الشرقية من القدس في حين يأتي هذا التعزيز كجزء من خطة للتغلب على المواجهات التي يخوضها الشبان المقدسيون مع شرطة الاحتلال مؤخرًا، والتي أقرت الشرطة بعجزها عن مواجهتها. ستبقى مشتعلة ويتوقع المختص في شؤون القدس جمال عمرو أن تشتد وتيرة المواجهات بالمدينة خلال الأيام القادمة، قائلًا إن" القدس لن تهدأ وستبقى مشتعلة، ردًا على استمرار جرائم الاحتلال بحق المقدسيين والمقدسات، وخاصة المسجد الأقصى". ويضيف لوكالة "صفا" أن" المقدسيين لن يسكتوا ولن يصمتوا، وسيواصلون مقاومتهم للاحتلال ولممارساته بالمدينة التي تشهد أوضاعًا صعبة ومواجهات مع قوات الاحتلال مستمرة". ورغم تصاعد المواجهات إلا أن عمرو استبعد اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، طالما التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" ما زال مستمرًا. ويشير إلى أن شرطة الاحتلال استخدمت كافة الوسائل من أجل قمع المقدسيين، واستخدمت أسلحة جديدة كالغازات الخطيرة التي تطلقها على المتظاهرين، ناهيك عن قتل الأطفال واعتقالهم، والفتك بالنساء واستباحة المسجد الأقصى وغير ذلك. ويؤكد أنه رغم كل هذه الانتهاكات ومرور 66عامًا على احتلال شطرها الشرقي ومحاصرتها، إلا أن المدينة المقدسة لم تفقد بوصلتها وانتمائها للوطن والمقدسات، وبقيت صامدة وعنوانًا للصمود والمقاومة، وأن عليها واجب الدفاع عن الأمة والمقدسات. سنواجه الاحتلال ويقول الناشط المقدسي سامر أبو عيشة إن المواجهات بالمدينة لم تتوقف منذ استشهاد الفتى محمد أبو خضير في يوليو الماضي، مضيفًا أن" ذروتها ستبلغ مساء اليوم ردًا على عدم تسليم الاحتلال جثمان الشهيد الشلودي لذويه". ومن المتوقع – بحسب أبو عيشة- أن تشهد المدينة، وخاصة بلدة سلوان مواجهات حادة مساء اليوم، نظرًا لخطورة موقع الشهيد في سلوان التي تحيطها العديد من البؤر الاستيطانية. ويوضح أن الاحتلال يمارس عدة وسائل لزيادة الحقد والضغط على المقدسيين، في محاولة لتهجيرهم من مدينتهم، ولكن رغم ذلك إلا أنه لن يكسر إرادتهم وصمودهم، مضيفًا "نحن موجودون بالمدينة، ولن نتركها، بل سنواجه بكافة الوسائل انتهاكات الاحتلال التي تزيدنا قوة وصلابة وتحدي رغم همجيتها". ويعيش الاحتلال بكافة أذرعه المختلفة حالة من التخبط، لفشله في قمع التظاهرات والمواجهات بالمدينة المقدسة، وإيقاف الهبة الشعبية التي انطلقت منذ استشهاد أبو خضير، والتي ستستمر كلما زاد من بطشه وعدوانه بحق المدينة ومواطنيها. وفق أبو عيشة. ويبين أن الاحتلال يتعامل مع المقدسيين بهمجية، لا يستطيع التصرف بطريقة إنسانية أو حضارية، لذا من المتوقع زيادة بطشه وقمعه واعتداءاته على المقدسيين خلال الأيام القادمة، مستبعدًا في الوقت ذاته اندلاع انتفاضة جديدة في ظل الوضع الراهن. رأس الحربة ويرى الناشط المقدسي فخري أبو دياب أن الإجراءات التعسفية بالمدينة والاقتحامات المتواصلة للأقصى والحديث عن تقسيمه وربما هدمه، وكذلك زيادة الضغط على المقدسيين وعدم وجود أمل بإعطائهم حقوقهم بدولة فلسطينية عاصمتها القدس، كل ذلك أدى لزيادة شرارة الأحداث وشعلتها بالمدينة. ويضيف لوكالة "صفا" :"أصبحنا نعي تمامًا أن الاحتلال، وخاصة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة، وليس السلام والمفاوضات، لأنها هي التي تؤتي ثمارها". ويشير إلى أن المقدسيين أدركوا أنهم خط الدفاع الأول والأخير عن القدس، وليس "هناك من يساندهم ويقف إلى جانبهم لا مؤسسات عربية ولا دولية، لذلك هم أخذوا على عاتقهم حماية المدينة والدفاع عنهم بكل ما يملكون". ويتوقع أن تزداد شرارة الأحداث خلال الفترة المقبلة، قائلًا "ربما تتغير الأساليب والتكتيكات، ولكننا سنبقى نواجه هذا الاحتلال رغم امكانياتنا المحدودة". ويدعو أبو دياب أبناء الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية لمساندتهم في معركتهم مع الاحتلال حتى لا يشعرون بأنهم لوحدهم، مضيفًا "سنكون رأس الحربة في الدفاع عن المدينة". ويطالب بتضافر كل الجهود وتوحيدها في مواجهة ممارسات الاحتلال، وتوسيع رقعة المواجهات حتى تصل كافة أحياء القدس، مؤكدًا بالوقت ذاته أن الاحتلال سيفشل في قمع تلك الأحداث .