أفاد الأسير المحرر، والمختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، بأن إسرائيل ومنذ إتمام صفقة "شاليط"، أو ما يُطلق عليها ب "وفاء الأحرار" قبل ثلاث سنوات، أعادت اعتقال نحو (85) من محررين الصفقة في الضفة الغربيةوالقدس، وأبعدت ثلاثة محررين منهم، بالإضافة إلى الأسيرة هناء شلبي إلى قطاع غزة. معتبرًا ذلك انتهاكًا لبنود الصفقة التي لا تجيز إعادة اعتقالهم، وفرض الأحكام السابقة بحقهم؛ استنادا لما صدر من تصريحات من بعض القيادات التي أشرفت على صياغة الاتفاق والتوقيع عليه. كما وأنها لم تلتزم بالبنود الأخرى المتعلقة بالسماح بعودة المبعدين إلى ديارهم في القدس والضفة الغربية كما نشر في وسائل الإعلام في حينه. وطالب فروانة بضرورة إبقاء هذا الملف مفتوحا وحاضرا باستمرار، والضغط بكل الوسائل الممكنة والمشروعة؛ لدعمهم، وإسنادهم، وضمان إطلاق سراحهم جميعًا، وإلزام إسرائيل بما اتفق عليه في إطار الصفقة بخصوص عودة المبعدين إلى ديارهم. وأعرب فروانة عن قلقه الشديد من استمرار إسرائيل في استهدافهم، وإعادة اعتقالهم، والزج بهم في سجونها ومعتقلاتها، وتهديداتها المستمرة بإعادة الأحكام السابقة بحقهم، بدواعي خرقهم لشروط الاتفاق، الذي لم يطلع عليها أحد بما فيهم الأسرى المحررون أنفسهم. وفي السياق ذاته رأى فروانة، بأن غياب تفاصيل بنود "صفقة التبادل"، وعدم نشرها أو اطلاع المعنيين عليها، أثار الكثير من الشكوك حول احتمالية وجود ثغرات في بنود الصفقة، استغلتها إسرائيل في إعادة اعتقالها للمحررين وتنصلها من تنفيذ باقي البنود المتعلقة بعودة المبعدين إلى غزة في إطار الصفقة إلى ديارهم في الضفة والقدس. وكشف فروانة بأن إعادة اعتقال محرري صفقة "شاليط" لم يبدأ منذ بدء الحملة الأخيرة، وإنما قد بدأ منذ مطلع العام 2012، أي بعد إتمام الصفقة بأقل من ثلاثة شهور، وأن المحاكم الإسرائيلية أعادت الأحكام السابقة لعدد منهم، وأصدرت أحكام جديدة بحق آخرين ، فيما أبعدت أربعة منهم إلى قطاع غزة، دون أن تواجه أي إجراءات حقوقية أو قانونية أو خطوات فعلية وجدية على الأرض؛ ردًّا على ذلك. الأمر الذي مكنها جراء ضعف المواجهة من ناحية، وتشتتها من ناحية أخرى، من الاستمرار في استهدافها لهم واعتقالها للمزيد منهم. وبيّن إلى أنها اعتقلت نحو (23) منهم في الفترة التي سبقت الحملة الأخيرة في الثاني عشر من يونيو الماضي، إثر اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل، فيما صعّدت من استهدافها لهم بعد الحملة، وأعادت اعتقال نحو (65) من محرري الصفقة، وأفرجت عن عدد منهم في أوقات متفرقة، فيما لا تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها (73) منهم، غالبيتهم العظمى كانوا قد أمضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال، وأن بعضهم أمضى عقدين وثلاثة وما يزيد، قبل أن يتحرروا في الدفعة الأولى من الصفقة، وتم إعادة اعتقال غالبيتهم العظمى خلال الحملة الأخيرة . يذكر بأن صفقة تبادل "شاليط" كانت قد أبرمت بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية برعاية مصرية، وأطلق بموجبها سراح (1027) أسيرا وأسيرة فلسطينية، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كان مأسورًا في قطاع غزة، ونفذت المرحلة الأولى بتاريخ 18/10/2011، فيما نفذت المرحلة الثانية بعد شهرين.