قال عبد الناصر فروانة الأسير السابق الباحث المختص بشؤون الأسرى ان صفقة التبادل الأخيرة التي تمت ما بين الفصائل الفلسطينية الآسرة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والحكومة الاسرائيلية برعاية مصرية قد تم بموجبها إطلاق سراح " شاليط " والذي كان محتجزاً لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة منذ 26 يونيو 2006 ، في مقابل اطلاق إسرائيل سراح 1027 أسير وأسيرة ، كانوا محتجزين في سجونها ومعتقلاتها ، منهم 994 أسيراً ، و33 أسيرة . وأضاف فروانة مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية ان صفقة التبادل قد تمت على مرحلتين ، حيث أفرج في المرحلة الأولى بتاريخ 18 أكتوبر الماضي عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وبالمقابل أطلقت اسرائيل سراح 450 أسير و27 أسيرة ، وشاركت حركة حماس في وضع كافة الأسماء ، وفي المرحلة الثانية انفردت إسرائيل بالكامل في وضع أسماء 544 اسيراً و6 أسيرات والذين أفرج عنهم بتاريخ 18 ديسمبر الجاري. وأشاد فروانة بالصفقة واعتبرها انجازا وطنيا وانتصارا للشعب الفلسطيني بكل المقاييس وانتصاراً للمقاومة وللفصائل الآسرة أيضاً ، بالرغم مما سُجل ويمكن أن يُسجل عليها من ملاحظات وثغرات وانتقادات والتي لا تقلل من شأنها بتاتاً ، حيث كان يؤمل أن تنجح صفقة التبادل في فرض شروطها بالكامل وأن تحقق ما عجزت عن تحقيقه العملية السلمية وأن تضمن إطلاق سراح كافة الأسرى القدامى ورموز المقاومة والقيادات السياسية ، بالإضافة إلى استعادة جثماني الشهيدين اللذين استشهدا خلال مشاركتهما بعملية " الوهم المتبدد " التي أسر خلالها شاليط وهما محمد عزمي فروانة – حامد الرنتيسي.
وفي هذا الصدد أعرب فروانة عن تقديره العالي لجهود مصر وخاصة جهاز المخابرات العامة منذ العام 2006 وحتى الآن ، ودورهم المتميز في انجاز صفقة التبادل وإغلاق هذا الملف الشائك . 284 من إجمالي الصفقة كانوا يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد ، و395 كانوا يقضون أحكاما بالسجن لمدة تقل عن الخمس سنوات . وبيّن فروانة بأن من بين الأسرى الذين شملتهم صفقة التبادل يوجد 284 كانوا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد مدى الحياة بينهم 5 أسيرات ، ويشكلون ما نسبته 27.7 % من إجمالي قائمة المفرج عنهم في إطار الصفقة بمرحلتيها الأولى والثانية . فيما اكد أن 395 أسيراً وأسيرة ويشكلون ما نسبته 38.5 % من إجمالي الصفقة كانوا يقضون أحكاما بالسجن لمدة تقل عن الخمس سنوات .
36 % من إجمالي الصفقة كان متبقي لهم أيام أو بضعة شهور
وأوضح فروانة أن 487 أسيراً كان متبقي لهم أقل من ثلاث سنوات ، ويشكلون ما نسبته 47.4 % من إجمالي صفقة التبادل ، ومن بينهم 370 أسيراً كان من المفترض أن يتحرروا خلال ديسمبر الجاري وخلال العام القادم ، أي كان متبقي لهم أيام أو بضعة شهور ، وهؤلاء يشكلون ما نسبته 36 % من إجمالي الصفقة .
789 اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى
وفيما يتعلق بتواريخ وزمن اعتقالهم أشار فروانة إلى أن 789 ممن أطلق سراحهم في إطار صفقة التبادل كانوا قد أعتقلوا خلال سنوات انتفاضة الأقصى وهؤلاء يشكلون ما نسبته 76.8 من إجمالي صفقة التبادل ، والباقي 238 وما نسبتهم 23.2% من إجمالي المفرج عنهم كانوا معتقلين منذ ما قبل بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000 .
502 اعتقلوا بعد أسر " شاليط " بينهم 113 أسيراً اعتقلوا خلال العام الجاري
فيما تضمنت قائمة المفرج عنهم في إطار صفقة التبادل 502 أسيراً كانوا قد اعتقلوا بعد أسر شاليط بتاريخ 26 حزيران 2006 ، وهؤلاء يشكلون ما نسبته 48.9 % من إجمالي الصفقة ، وأن هؤلاء لم يمضُ في الأسر سوى خمس سنوات ، وأن من بينهم يوجد 113 أسيرا قد اعتقلوا خلال العام الجاري 2011 .
اطلاق سراح 95 أسيراً من عمداء الأسرى
فيما تمكنت صفقة التبادل من اطلاق سراح 95 أسيراً من عمداء الأسرى ممن مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، وأن من بين هؤلاء كان يوجد 27 أسيراً معتقلين منذ ما يزيد عن ربع قرن وهؤلاء جزء من قائمة " جنرالات الصبر " وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن .
وحول التوزيع الجغرافي للأسرى المحررين في إطار صفقة التبادل أوضح فروانة أن 775 أسير و 28 أسيرة هم من الضفة الغربية ويشكلون ما نسبته 78.2 % من إجمالي الصفقة ، وأن 172 أسيراً بالإضافة الى أسيرة واحدة هم من قطاع غزة ويشكلون ما نسبته 16.8 % من إجمالي الصفقة ، و39 أسير و4 أسيرات من القدس ، و5 أسرى من الداخل ، و3 عرب واحد من الجولان واثنان من الأردن .
وبيّن أن صفقة التبادل لم تكفل لكافة المحررين العودة لبيوتهم وأماكن سكناهم حيث تم إبعاد 205 أسير وأسيرة قسراً إلى غزة والخارج ، منهم 163 أسيراً من الضفة والقدس أبعدوا إلى قطاع غزة ، و40 أسيراً - بينهم أسير واحد من غزة – بالإضافة لأسيرتين من الضفة والقدس مريم الطرابين وآمنة منى تم إبعادهم إلى الخارج واستضافتهم تركيا – قطر – سوريا.
افراجات مشروطة بإجراءات أمنية
وفي السياق ذاته أشار فروانة إلى أن 52 اسيراً من أجمالي من تم الإفراج عنهم لبيوتهم في الضفة والقدس ، كان الإفراج عنهم مشروطا بإجراءات أمنية ، حيث سيضطرون للتوقيع مرة في الشهر أو ثلاثة مرات في أقرب مركز شرطة أو مركز للإدارة المدنية بإجراءات أمنية محددة .
صفقة التبادل شملت ثلاثة أسرى عرب من الأردن والجولان المحتلة
وأظهر التقرير أن قائمة المفرج عنهم في إطار صفقة التبادل شملت ثلاثة أسرى عرب وهم الأسير وئام محمود عماشه من هضبة الجولان السورية المحتلة وكان يقضي حكما بالسجن 20 عام وكان معتقلا منذ العام 1999 ، أي متبقي له 8 سنوات .
والأسير صالح عارف من الأردن ومحكوم 14 سنة وكان معتقل منذ العام 2003 أي متبقي له 6 سنوات ، و الأسير وائل الحوراني أيضاً من الأردن ، محكوم 11 سنة ، وكان معتقلا منذ العام 2002 ، أي متبقي له سنتين .
وفي السياق ذاته قال فروانة انه وبعد إغلاق ملف شاليط وانتهاء المرحلة الثانية والأخيرة من صفقة التبادل يبقى في سجون الاحتلال 122 اًسيرا معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو عام 1994 ، بينهم 52 اسيراً معتقلين منذ أكثر من عشرين عاما ، ومن بينهم أيضاً 23 اسيراً معتقلين منذ 25 عاماً وما يزيد ، وأن من بين إجمالي الأسرى الذين لا يزالوا في سجون الاحتلال يوجد 532 أسيرا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد. ودعا كافة الجهات الرسمية والشعبية الى طي صفحة شاليط وإغلاق ملف صفقة التبادل بما حملته من ايجابيات وثغرات ، والعمل جديا من أجل توحيد الجهود من أجل نصرة ومساندة قضية الأسرى بما يتناسب ومكانتها وأهميتها وحجم ما تتعرض له من انتهاكات ، ووضع استراتيجية متكاملة لنصرتهم ومساندتهم بهدف تحسين شروط حياتهم وإنقاذ المرضى منهم كمقدمة لإطلاق سراحهم جميعا .