تعرض عشرات الشباب للموت فى أى لحظة، يطالبون بالحرية وقرروا أن لا يتنازلوا عن مطالبهم، يقفون فى وجه الانقلاب العسكرى الدموى الغاشم بأمعائهم الخاوية وجسدهم المريض، واثقين أن النتيجة محسومة لهم، وهى انتصارهم حتى لو كان ثمن الانتصار حياتهم إنها معركة "الأمعاء الخاوية". بدأت معركة الأمعاء الخاوية منذ شهور على يدِ الصحفى بقناة الجزيرة عبد الله الشامى، والناشط محمد صلاح سلطان؛ ليقرر بعدها عشرات الثوار ممن هم خلف أسوار السجون أن يتحدوا ميليشيات الانقلاب بأجسادهم الضعيفة؛ حيث يدخل عشرات المعتقلين داخل سجون الانقلاب فى إضراب عن الطعام؛ لإسقاط قانون التظاهر وخروج الآلاف من المعتقلين داخل السجون؛ بسبب هذا القانون. وتمارس السجون أقصى درجات الضغط على المعتقلين لوقف إضرابهم، فى ظل زيادة عدد المضربين داخل السجون وخارجها، ووصول عدد المضربين عن الطعام إلى 377 ناشطًا، 82 ناشطًا داخل المعتقلات و295 خارجها. ويعتبر محمد سلطان نجل الداعية الإسلامى الدكتور صلاح سلطان أقدم مضرب عن الطعام داخل سجون الانقلاب. ووصلت مدة إضرابه عن الطعام إلى 235 يومًا دون انقطاع؛ حيث يمر حاليًا بحالة صحية سيئة للغاية فقد عُثر أمس على " محمد سلطان " فى زنزانته فاقدًا للوعى والدم يخرج من فمه. وبالأمس حاولت أسرة محمد سلطان زيارته فى سجنه، إلا أنها لم تتمكن من لقائه، فكما قالت سارة محمد، المتحدثة باسم أسرة سلطان وإحدى أقاربه: "إن مأمور السجن أخبر الأسرة بأن محمد يرفض الخروج للزيارة"، بينما قال والده، صلاح سلطان المحبوس أيضًا: "إن حالة نجله متدهورة؛ ولهذا السبب منعته إدارة السجن من لقائه". وأضافت أن "إدارة السجن منعت ممثل السفارة الأمريكية من مقابلته أيضًا، وحينما طالبت الأسرة بالحصول على الملف الطبى لسلطان، رفضت إدارة السجن أيضًا"، مشيرةً إلى محاولتهم الإفراج الصحى عن محمد سلطان وتقديم البلاغات للنائب العام؛ للاطلاع على حالته الصحية، وتحويله لأحد المستشفيات؛ تمهيدًا لخروجه من السجن على خلفية حالته الصحية، فى انتظار جلسة يوم 23 سبتمبر، للمطالبة بالإفراج الصحى عنه. وقد نجحت معركة "الأمعاء الخاوية" فى الانتصار على الانقلاب مرتين قبل ذلك بعد أن استطاع مراسل الجزيرة عبد الله الشامى الخروج من المعتقل بعد إضرابه عن الطعام لمدة 130 يومًا، كما خرج علاء عبد الفتاح أول أمس بعد25 يومًا من الإضراب. ومن جانبه قام صباح اليوم خالد على، ومحمود بلال، وأسامة المهدى المحامون، بزيارةِ كلٍّ من أحمد دومة، وأحمد ماهر، ومحمد عادل بمحبسهم بسجن استقبال طرة. وقال خالد على: "إن أحمد دومة أضرب عن الطعام (يشرب فقط المياه) منذ 21 يومًا، وقد تدهورت حالته الصحية بالكامل، وبالرغم من وجودِ تقريرٍ من طبيب المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى أوصى فيه بضرورة نقل دومة إلى المستشفى منذ 10 أيام تقريبًا إلا أن مصلحة السجون امتنعت عن تنفيذ هذه التوصية مما دفع دومة لإعلان إضرابه عن الدواء الذى يعطيه له السجن لحين نقله إلى المستشفى ليتم إجراء الفحوصات اللازمة، و منحه الأدوية اللازمة لحالته الصحية. هذا وتقدم خالد على والمحامون بطلبٍ إلى مأمور السجن بنقل أحمد دومة إلى المستشفى على أن يتكفل المحامون نفقة إقامته بالمستشفى. و ذكر خالد على: "إن التدهور الحاد فى صحة دومة دخل فى مراحل خطيرة؛ ربما تؤدى إلى تعطيلِ أىٍّ من الأجهزة الحيوية بجسده الذى قد يصيبه بالوفاة أو بالشلل؛ و طالب النائب العام ووزارة الداخلية بسرعة التحرك و نقل دومة إلى المستشفى". دعا الناشط السياسى" أحمد ماهر" مؤسس حركة شباب 6 إبريل، كل من تم حبسه على خلفية قانون التظاهر، أو وقع عليه "ظلم" خلال الفترة الماضية، أن يشاركه معركة "الأمعاء الخاوية"، التى بدأها الإثنين 15 سبتمبر الحالى، بعد إعلانه الدخول فى إضراب كلى عن الطعام . وعن قرار إضرابه عن الطعام و خوض معركة "الأمعاء الخاوية"، قال: "اليوم استنفذنا كل وسائلنا؛ لإزالة ذلك الظلم الواقع علينا، فالقضاء يعمل بتعليمات من السلطة التنفيذية، والسلطة لا ترغب فى أىِّ تهدئةٍ مع الشباب، ورفضت دوائر الحكم كل النصائح بعدم توسيع المعاركِ مع الشبابِ فذلك النظامُ السُّلطوىّ المستبد ذو العقليةِ الأمنيةِ العسكريةِ لا يفهم أىَّ لغةٍ للحوارِ، ولا يقبل أىَّ معارضةٍ أو حتى النصح أو أىَّ مساعٍ للتهدئة وتقليل الجبهات. وأضاف: "اليوم ليس لنا إلا معركة "الأمعاء الخاوية"، فلا نملك إلا الجسد؛ لنناضل به لكشف الظلم عنا، فما فائدة الجسد فى ذلك الظلم والهوان والمهانة، وما فائدة الحياة وأنا معزولٌ عنها، بعيدٌ عن أسرتى وأهلى وأبنائى، تتخبط أسرتى فى مصاعبِ الحياةِ فى عالمٍ آخر خارج السجن. وما فائدة الحياة فى ظل الإحساس بالعجز؟ العجز حتى فى أن أوفر لأبنائى تعليمًا جيدًا أو حياةً عادية، أن أجالس والدتى فى مرضِها، أن أعيش لحظات حزنهم وفرحهم.. لا خيارَ لى بعد أن ضاقت السبل واستنفذتُ كلَّ المحاولات القانونية واستنفذ غيرى كلَّ سبلِ الحوارِ والسياسةِ والنصيحة.