«تايم» الأمريكية: «الحجاب» أحد آثار «تغلغل الإسلام المعتدل» فى مصر.. والمصريون استبدلوا «ألو» ب«السلام عليكم»

وصفت مجلة «التايم» الأمريكية نشاط الجيل الجديد من شباب المسلمين فى الدول الإسلامية بأنه «ثورة إسلامية ناعمة» تستهدف إعادة تشكيل المجتمع على نحو اعتبرته المجلة «غير مألوف» .
وقالت المجلة - فى تقرير نشرته فى عددها الأخير تحت عنوان «الثورة الإسلامية الناعمة»: «إن الجيل الجديد من النشطاء السياسين والدعاة والمدونين فى الدول الإسلامية، ومن بينها مصر، يبتكرون وسائل للمزج بين الإسلام والاعتدال والتمتع بحياتهم» .
وأضاف التقرير: «هذه الثورة الناعمة الجديدة أكثر نشاطا عما قبلها، فضلاً عن أنها ضد أفكار الجهاد وازدواجية الأحزاب السياسية الإسلامية»، مشيراً إلى أن هذه الثورة يشوبها «التحفظ» فى الناحية الثقافية، إلا أنها تهدف لمواكبة القرن الواحد والعشرين، فى حين أنها على الجانب السياسى «ترفض العولمة والثقافة الغربية»، ولكن التغيير الذى تحدثه يتناغم مع الاتجاهات الغربية الحديثة.
وجاء فى التقرير: «إن ثورة الشباب الإسلامى الناعمة تمزج ما بين التمتع بالحياة وتطبيق قيم القرآن الكريم سواء عبر الإنترنت، أوالقنوات التليفزيونية الفضائية، أو موقع (الفيس بوك)، ويعتبرون هذه الطريقة أسلوبا كاملاً للحياة وليس مجرد هدف يريدون تحقيقه».
وأشار إلى أن هذا التغلغل الإسلامى الناعم بدأ يظهر بشكل واضح فى مصر، متمثلا فى «آيات القرآن الكريم» التى يتبادلها الطلاب المصريون على «حوائط صفحاتهم» فى «الفيس بوك»، بالإضافة إلى أن غالبية الشباب المصرى استبدل تحيته فى الرد على الهاتف إلى «السلام عليكم» بدلا من «ألو». ورأى التقرير أن استخدام الشباب المصرى لمقولات « إن شاء الله»، و«بإذن الله» عند مناقشة شؤون الحياة بدءً من أحوال الجو، وحتى الأمور السياسية، يعد نوعاً من «كسب الحسنات والثواب» بذكر الله فى كل وقت.
واعتبر أن أحد آثار التغلغل الإسلامى المعتدل، هو ارتداء الحجاب خاصة فى مصر، لافتاً إلى أن نسبة المحجبات المصريات بلغت 80%، كما أن متاجر أزياء المحجبات وأحدث طرق ارتدائه باتت منتشرة فى جميع المحافظات المصرية.
وقال التقرير: «إن الحجاب لم يكن منتشرا فى مصر منذ أربعين سنة، إلا أنه أصبح أمراً طبيعياً أن ترى النساء يرتدين الحجاب، بل وأحيانا الأمهات يرتدينه بعد بناتهن».
وأضاف «إن تغيير الزى فى مصر لا يعود تفسيره إلى طاعة الوالدين، بل لأن الحجاب بات يمثل صورة للمرأة المصرية فى كفاحها فى الحياة»، عارضة نموذجاً لإحدى الفتيات المصريات اللاتى يدرن حلقة تحفيظ قرآن فى مسجد أبوبكر الصديق بالقاهرة، وتدعى إيمان المرصفى.
وقال التقرير: «إن إيمان التى تخرجت فى كلية إدارة الأعمال، ولايتعدى عمرها ال26 عاما، ترى أن الجيل الجديد يتجه بالإسلام إلى عالم جديد، حيث الاعتدال والحوار مع الآخر».