لا شك أن إنقاذ الأمة الإسلامية يبدأ بضرورة الوعي والإدراك.. فهل نحن واعون لحجم المؤامرة التي فرضت علينا ؟ وواعون لكم الانتهاكات الإجرامية التي تحدث لبلادنا الإسلامية ؟ وهل نحن متّجهون نحو صحوة نسترد بها مكانتنا الحقيقية ودورنا الرائد في هذه الحياة بعد طول رقاد ؟؟ ** للأسف !! من أين سيأتي الوعي وبلادنا الإسلامية تعاني نسبة أمية مرتفعة فمصر مثلاً تحتل المركز الأول من حيث عدد الأميين في الوطن العربي، تليها السودان، فالجزائر، والمغرب، ثم اليمن، ولدينا أزمة مثقفين مُفجعة! فمعظم مُثقفي الأمة غيّبتهم العولمة الثقافية المُدبرة لسحق قيمنا وهويتنا وثقافتنا الإسلامية، فهم لا يُدركون كم التدهور الذي حل بأمتنا الإسلامية والعربية !! ولا مدى خطورة ومكر التآمر الصهيو- صليبي على المسلمين..؛ فقد كانت فالفتوحات الإسلامية السريعة والمتعاقبة والانتصارات العسكرية الرائعة التي حققها المسلمون على مدى 12 قرن من الزمان كانت سبباً في( تكتل كل قوى الشر في العالم ضد المسلمين ) وبدأت ملامح هذا التكتل الشيطاني تبرز في الحروب الصليبية التي أدت إلى احتلال بيت المقدس سنة 1099م، ** واستمرت هذه الحملات في كر وفر على مدى ما يقرب من أربعة قرون كاملة، وبقيت لها ذيول عديدة إلى الآن، وكانت هزيمة أوربا الغربية في الحروب الصليبية [ وطرد قواتها الغازية من أرض فلسطين ] كابوساً خيم على العقلية الصهيو- صليبية في العالم... ولا يزال يحكم كل تصرفاتها إلى يومنا الراهن، وظل أي رمز إسلامي يظهر في الأفق يعيد إلى هذه الأذهان الغربية ذكرى الانتصارات الإسلامية، ويدفع بالغربيين إلى العمل الفوري ضد المسلمين خوفاً من إمكانية قيام أي صحوة إسلامية أو أي وحدة أو تعاون بين المسلمين أو تحقيق أي تقدم أو نهضة مهما كان بسيطاً، ** وقد استهل القرن الحادي والعشرين بمؤامرة صهيونية- صليبية حاقدة على المسلمين، وهدف هذه المؤامرة هو إعادة احتلال الغرب لبلاد المسلمين، والعمل على إثارة الفتن والنعرات العصبية والمذهبية والعرقية والطائفية والفكرية المنحرفة؛ وذلك من أجل كسر الوحدة بالمزيد من [ التفتيت والتمزيق للمنطقتين العربية والإسلامية ] ومزيد من الهيمنة علي المسلمين، وفرض قيمهم الغربية الفاسدة عليهم ... وبالفعل تحقق مخططهم الماكر بمنهجية علمية واعية ومدروسة، لقد تمكنوا بالفعل من بعثرة إمكانيات الأمة؛ بتفتيتها إلى أكثر من (62) دولة ودويلة مختلفة المساحة، ونظام الحكم، وأشعلوا نار الخلافات والفرقة للحيلولة دون إمكانية الوحدة الإسلامية والعربية، ** وتم بالفعل( الاحتلال العسكري) لغالبية الدول المسلمة مثل فلسطين والعراق وأفغانستان، وكشمير، والشيشان، وداغستان، وتتارستان، وبشكيرستان، والقوقاز، وأورستيا، وأبخازيا وغيرها من الأراضي الإسلامية في آسيا الوسطى، وأفريقيا الوسطى، والهند، أما عالمنا العربي فقد احتلوه بالفعل بالإنابة والعمالة والتبعية المطلقة، ومن يتجرأ ويخالف أصول التبعية والعمالة؛ يتم تدميره على الفور بخطط مخابراتية صهيو- صليبية شيطانية ماهرة، ** ورأينا بالفعل هذه الحملات الاستعمارية الجديدة مزودة بأعتى التسلح من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، والأسلحة المخابراتية، والأقمار الصناعية التجسسية، وأسلحة الدمار الشامل، والأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنين العزّل، وضد الأسرى والمعتقلين والأطفال والنساء ؛ متجاوزين بذلك قرارات مجلس الأمن الدولي، وهيئة الأممالمتحدة، ومتجاوزين كل القوانين والأعراف والاتفاقات الدولية، ومُنتهكين كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية... ** والمثير للدهشة والعجب حقاً !! هو مدى استسلام الشعوب الإسلامية لكل هذا الكم من التعديات العسكرية، والثقافية والانتهاكات الإجرامية لبلاد المسلمين!، ومدى استساغتهم وترحيبهم بكم التغيب، والتغفيل، والإلهاء؛ الذي يتم بخطط استدراج ممنهجة، وبفرض سياسات الإفقار والإلهاء المدمرة؛ لتلتهي الشعوب بلقمة العيش نهاراً، وبتوافه ما تُلقّنه لهم أجهزة الإعلام العميلة ليلاً !! والأعجب: هو مدى ركونهم إلى الاستكانة والضعف حتى وصلت هذه الشعوب إلى العجز عن المطالبة بأبسط الحقوق المشروعة، والمطالبة بالحقوق هي شكل من أشكال مراقبة الشعوب لأعمال الحُكام، والحاكم الذي لا يراقبه شعبه تُطغيه السلطة المطلقة إلى الاستبداد والتفرد بالرأي والفساد والظلم واستغلال السلطة إلى أبعد الحدود .. ** والمثير للدهشة أيضاً !! هو مدى استسلام المسلمين للحكم بغير ما شرّع الله !! على الرغم من علم غالبية المسلمين بالخطورة الشرعية للحكم بغير ما أنزل الله، والرضوخ للدساتير الوضعية التي تسمح بالعديد من المخالفات الشرعية التي تصل إلى حد الكبائر، مثل إباحة كل من الربا، والزنا، وشرب الخمر، ونوادي الليل، ونوادي الماسونية الدولية كالروتاري، والليونز، والإنرهويل، وأمثالها، وإباحة موائد القمار، والإعلام الفاضح، والعري الكاشف .. وإنكار وتغيب فريضة الجهاد في سبيل الله، وقضية الولاء والبراء، واكتفوا ببعض مظاهر الدين وجعله في أضيق العبادات !! وفصلوا بين العبادة والسلوك !! ** وقد توقفت غالبية المجتمعات الإسلامية بالفعل عن سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر توقفاً تاماً .. ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: " كلا ! والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم والتأطرُنُه على الحق أطرًا، والتقصُرُنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم بعضاَ، ثم ليلعننّكم كما لعنهم " [ سنن أبي داود ] – ، وأمرنا الهادي الأمين - صلى الله عليه وسلم - بضرورة تغير المنكر باليد أولاً .. و إن لم نستطع فباللسان، وإن لم نستطع؛ فإنكار المنكر بالقلب، مع ضرورة تحيّن الوقت المناسب لتغير المنكر.