قال المسهوك وهو يزور المحروشة - فى صوت ناعم كالحرير، حاملا بوكيه الورد الأحمر، وواضعا كفيه على صدره مثل الهنود إعلانا عن تأدبه الشديد: - أنا آسف سامحينى، انت مش عارفة إنك نور عينى؟. قالت: اتحشم يا راجل انت بتتحرش كده بالكلام، وبعدين أنا سمعتك بتقول الكلام ده كتير لغيرى، قول كلام تانى. - طيب هاقولك أنا باشكرك جدا .. جدا. - ليه إن شاء الله؟ - فى الحقيقة أنا كنت قاعد مش لاقى حاجة أعملها تعمل لى منظر بعد الرياسة، لقيت الشغلانة بتاعتك تعمل منظر ممتاز وبوكيه ورد أحمر، وكلمتين غناوى.. هو دا الشغل اللى أنا بعمله ميه ميه. - ليه مافيش شغل تانى عندك؟ - زى إيه يعنى؟ - يعنى تشوف حل لمشكلة البطالة، بيقولوا هى السبب فى التحرش، والحل بتاع عربيات البطاطا ده مش هينفع. (تغير وجه المسهوك بين الأسود والأحمر وقال غاضبا): - دى عربيات خضار يا بنى آدمة، مش عربيات بطاطا، أنا لا أقبل إن خريج الجامعة يسرح بعربيات بطاطا، لكن عربيات خضار ممكن، وبعدين خللينا نرجع للتحرش، إحنا ما صدقنا نلاقى حاجة تلهى الناس شوية. - نرجع يا فندم للتحرش. - الشباب بيقولوا احنا بنتحرش بس باللى بيرقصوا، انتى ليه كنتى بترقصى فى التحرير؟ - انتو اللى قولتولنا يا فندم ساعة الانتخابات نرقص علشان نعمل منظر وزحمة قدام اللجان. - يعنى أنا قلت الرقص بس قدام اللجان، ليه بترقصوا تانى فى التحرير، جننتو الشباب، وبوظتو الليلة بتاع التنصيب يا بهايم، وكان الضيوف عندنا، كل زعماء العالم كانوا عندنا. - ياريس ماكانش فيه غير أمير واحد ورئيس واحد. - وانتى مال أهلك (ابقى اقطع يا ابنى دى ف المونتاج) وبعدين أنا راجل مخابرات أقدر أستفيد كويس من الحدث، وأَلِفّ وأدور، أنا ما بغلبش. يعنى أنا ها لبسها للإخوان، جاهز يا ابنى بالكاميرا.. ياللا: الإخوان هما السبب فى التحرش، ودا كلام قالته بوضوح الست إبليس.. إي.. قصدى لاميس. - بس أنا عمرى ما شفت تحرش فى أى مظاهرة للإخوان. - ابقى امسح الكلام ده يا ابنى، دى بنت حمارة مش فاهمة حاجة، انتى ما تقوليش حاجة إلا اللى نقول لك عليها. - حاضر .. عايز حاجة تانى يا ريس؟. - استنى اللقطة الأخيرة . اعتدل المسهوك مرة ثانية، وابتسم قائلا بعد ضبط المشهد والكاميرا: - عموما يا ستى لو كنتى موتِّى كنت هابعت لك الدية تحت عقب الباب فورا، وأوعدك.. أوعدك إنى لازم آخد حقك من اللى اغتصبوكى، القضاة كلهم يتمنوا إشارة منى. باااااااااى. وهنا خرج المسهوك وهو يقول لنوال: يا نوال ابقى ادى للبنت دى 500 جنيه، دى ممثلة كومبارس فى استوديو مصر، بس لها مستقبل. وابعت يا نوال لكل الإعلام يعملوا هيصة جامدة ع الموضوع ده، عايزين الناس تنسى الكهربا، والأسعار، والسياسة، ومقاطعة الانتخابات، ويتكلموا عن البطل اللى زار المحروشة.