أيام معدودات ويبدأ شهر رمضان المعظم.. شهر القيام والقرآن، شهر تعمر فيه المساجد وتزدان.. وتستعد لاستقبال ضيوف الرحمن، من أجل الصلاة والقيام والتهجد. لكن مساجد كبرى لها مع روادها ذكريات لن يستطيعوا دخولها؛ سيحرمون منها وستحرم هي من رفع الأذان والتسبيح والقيام... والسبب بحسب الأوقاف هو.. الترميم والإصلاح.
رابعة والفتح.. مسجدان ستبقى ذكراهما في التاريخ مخلدة، حيث شهدا أحداثا مؤسفة خلال فض الاعتصامات والمظاهرات تسببت في خسائر كبيرة وأضرار بالغة ظلت بسببها معطلة حتى الآن.. ويبدو أن العطلة ستمتد إلى رمضان وسيكون المسجدان خارج الخدمة.
وزير الأوقاف قال إن مسجد الفتح برمسيس ومسجد رابعة العدوية بمدينة نصر على وجه التحديد، لن يكونا جاهزين في رمضان لاستقبال المصلين.
وأرجع الوزير السبب إلى ما قال إنه استكمال ما في المسجدين من إصلاحات وتجديدات، عقب ما تعرضا له من أحداث أثناء فض الاعتصامات الإرهابية التي اتخذت منها منطلقا ومقرا، مما أدى إلى حدوث اشتباكات في محيطها ثم داخلها وتعرض بعضها للحرق بشكل جزئي.. حسب قوله.
وأردف الوزير قائلاً: ما عدا ذلك فإن الوزارة لن تدخر جهدًا في قيام كل مساجد الجمهورية بدورها المنوط بها في نشر الوعي الديني على أكمل وجه خلال الشهر الفضيل، من خلال الدروس الدينية خاصة دروس العصر أو التراويح والعظات الدينية التي تتخللها، مؤكدًا أن كل هذا الجهد الدعوي سيقوم به خطباء الأوقاف الأزهريين بعد استبعاد كل العناصر غير الأزهرية التي لم تحصل علي تراخيص أو تصاريح من الأوقاف لحماية المساجد من المنحرفين والمتشددين.
وقال الوزير إن كل المساجد سواء الخاصة بالأوقاف أو التي تم ضمها من مساجد الجمعيات الخيرية ستكون جاهزة من أول رمضان بعد أن تم تطبيق القانون بإشراف الأوقاف علي كل مساجد مصر، قائلا إنه لن يتأخر عن الدخول في المنظومة الرمضانية إلا عدد محدود جدا من المساجد التي لها ظروف خاصة كالمسجدين السابقين.
وعن موقف مسجدي رابعة العدوية بمدينة نصر والفتح برمسيس خلال رمضان أكد عز، أنه لم يتضح القرار بشأنهما حتى الآن بشكل نهائي، حيث لم يتم الانتهاء بعد من أعمال التجديد والإصلاح، قائلا: إذا انتهت مع بداية رمضان سيتم افتتاحهما للصلاة، أما إذا لم يكونا جاهزين سيتم تأجيل الافتتاح لحين الانتهاء من كافة أعمال الترميم والإصلاح علي أكمل وجه.
وبشيء من التفصيل قال عز: إن عدد المساجد على مستوى الجمهورية يبلغ 120 ألف مسجد بالإضافة إلي الزوايا التي ستقوم بدورها الدعوي باستثناء خطبة الجمعة حيث يتم إغلاقها وتواجد المصلين في المساجد الجامعة، فضلا عن المساجد التي تم ضمها أو في طريقها للضم من مساجد الجمعيات الخيرية وخاصة الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية، وجماعة أنصار السنة وغيرهما من الجمعيات الأخرى.
ولفت إلى أنه قد صدر قرار لمساجد الجمعيات بإزالة أي لافتة تشير إلى تبعيتها إلى جهة غير الأوقاف وذلك عملا على وحدة الدعوة تحت لواء الأزهر المشهود له بالوسطية والاعتدال بعيدا عن التطرف الديني الذي بدأ يغزو مجتمعنا المصري تحت مسميات مختلفة خادعة لعامة المسلمين وتعمل على التلاعب بالعاطفة الدينية للشعب المصري المشهود له بتدينه عبر التاريخ.
وكشف الشيخ عز عن وجود غرفة عمليات غد الجمعة تضم وكلاء الوزارة ومجموعة من القيادات لاستعراض الموقف النهائي للمساجد على مستوى الجمهورية.
خشية الحشود
صرح مصدر مسؤول طلب عدم ذكر اسمه أنه من المرجح عدم افتتاح مسجدي رابعة العدوية بمدينة نصر والفتح برمسيس خلال شهر رمضان حتى لو تم الانتهاء من أعمال الإصلاح فيهما تفاديا لأي صدامات متوقعة من جانب تحالف دعم الشرعية الموالي لجماعة الإخوان المسلمين الذي يمثل المسجدان له رمزا لمقاومة النظام الحالي.
وكشف المصدر أن وزارة الأوقاف تعتبر عدم فتح رابعة والفتح هو اخف الضررين تجنبًا لمزيد من الدموية أو الحشد الذي تعمل الأجهزة الأمنية على منعه بكل الوسائل، خاصة أن شهر رمضان سيكون بعد قرابة العام من فض اعتصام رابعة.