تضاربت الأنباء حول موعد إتمام الصهاينة انسحابَهم من الجنوب اللبناني، فبينما أكدت الأممالمتحدة أن القوات الصهيونية سوف تنسحب نهاية سبتمبر الحالي أشارت الأنباء إلى أن اجتماعًا بين المسئولين الصهاينة وممثلين عن قوات حفظ السلام في لبنان قد فشل، فيما استمرَّ خطر القنابل العنقودية المتخلِّفة عن القصف الصهيوني على لبنان. وقال قائد قوات الأممالمتحدة في لبنان الميجور جنرال آلان بيلجريني في بيان الثلاثاء 26 سبتمبر: إن القوات الصهيونية سوف تخرج من لبنان نهايةَ سبتمبر الحالي، وأشار بعد الاجتماع بين ممثلي قوات حفظ السلام ال"يونيفيل 2" ومسئولين صهاينة "اعتقادي أننا مع التعاون اللازم من الطرفَين سنرَى (الجيشَ الصهيوني) يغادر جنوب لبنان بحلول نهاية الشهر الجاري".
لكنَّ تقاريرَ إعلاميةً صهيونيةً ذكرت أن خلافاتٍ برزت خلال الاجتماع بخصوص نزع أسلحة حزب الله، الأمر الذي قد يؤدي إلى تأجيل الانسحاب إلى ما بعد مطلع الأسبوع القادم، لكن وكالة (رويترز) نقلَت عن المتحدث باسم القوة الدولية ألكسندر إيفانكو قوله- ردًّا على سؤال حول تلك التقارير- إن قوات حفظ السلام لم يتم تبليغها بأي تأجيل للانسحاب الصهيوني.
ولا يزال الجيش الصهيوني يحتل 10 مواقع على الشريط الحدودي داخل الأراضي اللبنانية، وخصوصًا في كفر كلا ومركبا وبليدا ومارون الراس ومروحين ويارين، وتمتد تلك المواقع على أكثر من نصف الشريط الحدودي بعمق يصل من كيلو متر إلى 3 كيلو مترات داخل الأراضي اللبنانية، وكان الصهاينةُ قد اشترَطوا لإتمام الانسحاب أن يصل عددُ الجنود الدوليين إلى 5 آلاف، وهو ما تحقَّق الأسبوع الماضي.
كما أشار المتحدث باسم الخارجية الصهيونية مارك ريجيف أن "إسرائيل" ستنسحب بمجرد اقتناعها بأن شروط قرار الأممالمتحدة رقم 1701 الذي أنهى الحرب سوف تنفذ، فيما قالت المتحدثة باسم رئيس الحكومة الصهيونية ماري إيسين إن عدم وضوح قواعد الاشتباك يُعتبر أمرًا معرقلاً لإتمام الانسحاب.
وكان الصهاينة قد احتلوا عددًا من المواقع في الأراضي اللبنانية خلال العدوان الذي شنُّوه على لبنان منذ 12 يوليو الماضي واستمر 34 يومًا قبل أن يوقفه القرار الدولي 1701، وقد شهد العدوان ما اعتبره المراقبون تواطؤًا من جانب الأمريكيين والبريطانيين؛ حيث لم تتحرك الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية لإصدار مثل ذلك القرار إلا بعد وضوح عدم قدرة الصهاينة على إنجاز أهدافهم بلبنان، وهي تدميرُ سلاح حزب الله واستعادةُ الجنديَّين الأسيرَين لدى الحزب.
وفي سياق متعلق بالعدوان الصهيوني أيضًا قالت الأممالمتحدة إن أكثر من مليون قنبلة عنقودية ألقتها الطائرات الصهيونية على جنوب لبنان أثناء عدوانها على لبنان لم تنفجر حتى الآن؛ حيث أشار المسئول في المفوضية العليا لشئون اللاجئين أرجون جين- خلال مؤتمر صحفي ببيروت- إلى أن تلك القنابل قد تُرجئ عودة 200 ألف لبناني إلى منازلهم لمدة عامين.
كذلك ذكرت وكالة إزالة الألغام التابعة للأمم المتحدة أن نحو 40% من القنابل العنقودية التي أطلقها الصهاينة لم تنفجر، وتمثل هذه النسبة 3 أمثال التقدير السابق للأمم المتحدة، وقال مدير مكتب الوكالة في جنوب لبنان كريس كلارك إن "إسرائيل أخفقت في تقديم معلومات ذات جدوى عن هجمات القنابل العنقودية، ويمكن لمثل هذه المعلومات أن تساعد في عملية إزالة الألغام"، وأضاف أن القوات الصهيونية كانت تطلق 6 آلاف قذيفة وصاروخ وقنبلة يوميًّا على لبنان خلال أيام الحرب.
وتسبَّبت هذه القنابل في استشهاد 14 مدنيًّا وإصابة 90 آخرين بجروح خلال الأسابيع ال6 التي أعْقبَت وقف العمليات العسكرية كما استُشهد 5 من خبراء إزالة القنابل لدى الجيش اللبناني خلال الفترة نفسها، ويُشار إلى أن القنبلة العنقودية يتم إسقاطها من الجوِّ فتنفجر في الهواء ليخرج منها أعدادٌ كبيرةٌ من القنابل العنقودية الصغيرة في حجم علبة المياه الغازية لتنتشر في مساحة واسعة، ويبقى ما لم ينفجر منها بمجرد الاصطدام ليشكِّل ما يشبه الألغام الأرضية المضادة للأفراد.