اندلعت اشتباكات مسلحة شملت إطلاق النار وقصف بالمدفعية بين الجيشين اللبناني والصهيوني على الحدود، في تبادل لإطلاق النار بين الجانبين أسفر عن وقوع عدة جرحى في صفوف الجانبين، فيما أعلنت تقارير إعلامية لبنانية مقتل ضابطاً صهيونيا برتبة عالية. وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الاشتباكات جرت الأسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية على الشريط الشائك في بلدة العديسة عند محاولة الصهاينة تركيب كاميرات مراقبة على الحدود بين البلدة ومستوطنة "مسكافعام" الصهيونية. وقامت قوة من الجيش اللبنانية بمنعهم من محاولة إزالة شجرة داخل الأراضي اللبنانية، مما أدى لتوتر الوضع الذي تدخلت على إثره قوة من قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل"، إلا أن الأمر تطور إلى إطلاق نار متبادل. وقامت دبابة صهيونية بإطلاق قذيفتين، على الأقل داخل الأراضي في العديسة، وأشار شهود عيان إلى إصابة جندي لبناني وآخر مدني بجروح طفيفة.
وقالت مصادر أمنية لبنانية من منطقة الاشتباكات أن "الإسرائيليين أطلقوا 10 قذائف سقطت قرب موقع للجيش اللبناني في قرية العديسة فيما رد الجيش على مصادر النيران".
وأكدت المصدر أمنية أن جميع وحدات الجيش في الجنوب في حالة تأهب قصوى، مشيرة إلى أنه تم رصد دبابة صهيونية داخل الأراضي اللبنانية خلال الاشتباكات.
وبدورها أكدت الإذاعة الصهيونية أن صاروخين انفجرا في مكان الاشتباكات وأن صاروخ كاتيوشا أطلق من جنوب لبنان سقط فى الشمال الصهيونى، دون أن تشير إلى الخسائر أو الإصابات.
وذكرت مصادر أمنية صهيونية أن عدد من الجنود الصهاينة سقطوا مصابين في الاشتباكات، فيما ذكرت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله أن ضابطا صهيونيا برتبة عالية قد قتل في الاشتباكات.
ردود فعل لبنانية وبدأت ردود الفعل اللبنانية تنتقد التصعيد الصهيونى، حيث شدد عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب قاسم هاشم على أن "العدوان الإسرائيلى الجديد هو عدوان على كل لبنان وعلى كل اللبنانيين"، مشيراً إلى أن "هذا العدوان يؤكد من جديد أن لبنان فى دائرة الاستهداف الإسرائيلى".
وأكد هاشم أن الأمور رهن بالاتصالات التى تجرى على أعلى المستويات، إذ لا يمكن أن يسكت لبنان على هذا العدوان، إذا ما استمر لا بد من الرد عليه، ولا تعويل على المجتمع الدولى الذى دائماً ما يغض الطرف عن الاعتداءات الصهيونية، مشددا على أن "الموقف الوطنى الواحد الموحد يمكنه مواجهة العدوانية الإسرائيلية وغطرستها".
وأضاف هاشم "إسرائيل لا يمكن أن تستجيب للقرارات الدولية، إذ لا يمكن ردعها إلا من خلال القوة المتمثلة بمعادلة الجيش، الشعب والمقاومة، الوحيدة الكفيلة بوضع حد للأطماع الإسرائيلية، وحماية الثروات الوطنية"، موجهاً التحية للجيش اللبنانى على ما قام به، لافتاً إلى أنَّ "هذا الجيش قام بواجبه الوطنى من خلال تصديه للعدوان الإسرائيلى اليوم ".
وتابع "إسرائيل لم تلتزم أبداً بالقرار 1701، وهى اليوم تجاوزت هذا القرار بعدوانها الجديد"، مشيراً إلى أنَّ "قوات الطوارئ الدولية بدأت اتصالاتها، بالإضافة إلى أنَّ الاتصالات تجرى على أعلى المستويات، وقد تابع رئيس لبنان ميشال سليمان العدوان الإسرائيلى لحظة بلحظة".
وقال هاشم "من الطبيعى ألا يروق لإسرائيل استقرار لبنان، وأن يكون له هذا الحضور الفاعل عربياً، إقليميا ودولياً، فربما تكون الزيارة التاريخية للعاهل السعودى الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السورى بشار الأسد بالإضافة إلى زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى إلى الجنوب، قد أثارت إسرائيل واستفزتها لتقوم بما قامت به اليوم".
فى انتظار خطاب نصر الله وتأتي هذه الاشتباكات قبل ساعات يوم من احتفال حزب الله بالذكرى الرابعة لانتصاره على الدولة الصهيونية في حرب "يوليو تموز 2006"، وسيلقي حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، خطاباً يركز فيه على موقف الحزب من القضايا الداخلية والإقليمية المثارة حالياً، على أن يترك الحصة الأكبر المتعلقة بالقرار الظني والمحكمة الدولية للمؤتمر الصحفي الذي سيعقده في الأسبوع المقبل، بحسب ما ذكرته صحيفة السفير اللبنانية اليوم.
وفي هذه الأثناء، حذرت قيادات في تيار (14 آذار) الذي يمثل الأغلبية البرلمانية اللبنانية في تصريحات لموقع "القناة" اللبناني من أن لبنان في غضون الأشهر القليلة المقبلة "تواجه خطرين يضعان البلاد في مهب الريح: الخطر الأول يتمثل بإمكانية قيام إسرائيل بعدوان مباغت ومفاجئ ضد لبنان، بسبب أو من دونه، وذلك بهدف التثبت من قدرتها العسكرية بمواجهة حزب الله، ولذلك تهدد بأن هذا العدوان سيكون مدمراً تنفيذاً لتهديداتها المتكررة بضرب مؤسسات الدولة اللبنانية، باعتبارها غير قادرة على هزيمة حزب الله.
أما الخطر الثاني فيتمثل بقيام حزب الله بالسيطرة على لبنان والقيام بما يشبه الانقلاب على الدولة، بهدف استرداد قرار المحكمة الدولية والقضاء بشكل نهائي على موضوع اتهامه باغتيال رفيق الحريري، لأن حزب الله لن يوافق بوجه من الوجوه حتى إلصاق تهمة الاغتيال بالقيادي عماد مغنية، لأن هذا الاتهام بنظره يشوه صورة المقاومة".
استمرار التهديدات الصهيونية من جانبها واصلت تل أبيب تهديداتها للبنان، وقال الناطق باسم رئيس الوزراء الصهيوني، أوفير جندلمان "إن إسرائيل تأخذ في الاعتبار إمكانية ان يغتال حزب الله مسئولاً إسرائيليا بارزاً أو سفيراً أو مواطناً إسرائيلياً في الخارج، وإن تم ذلك، فسيعتبر بمثابة إعلان حرب، ونأخذ هذا التهديد بكل جدية".
ونقلت صحيفة الأنوار اللبنانية عن جندلمان قوله "نحن قلقون من حصول حزب الله على صواريخ بعيدة وقصيرة المدى، وقلقون من ازدياد القوة السياسية للحزب داخل الساحة اللبنانية، ولبنان كله سيدفع الثمن إذا هاجم الحزب، إسرائيل".
وانتقد تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، وقال "إذا فشلت الجهود الدولية الرامية إلى نزع إيران من أسلحتها النووية أو وقفها من تطوير هذه الأسلحة فان كل الخيارات موجودة على الطاولة نحن مستعدون لكل الاحتمالات والخيارات والسيناريوهات".
تضامن مصرى من ناحية أخرى، قالت مصر بعد اشتباكات اليوم الثلاثاء بين الجيش اللبناني والجيش الصهيوني في منطقة الحدود انها تتضامن مع الحكومة اللبنانية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن الوزير أحمد أبو الغيط أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري "للاطلاع على تطورات الموقف... والتأكيد على تضامن مصر الكامل مع الحكومة اللبنانية في مواجهة الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية".
وأضاف البيان أن أبو الغيط شدد في تصريحات صحفية على ضرورة "وقف الاشتباكات فورا وضبط النفس ومنع أي تدهور للموقف".
وتابع البيان أن أبو الغيط "عبر عن ثقته بقدرة قوات الاممالمتحدة العاملة في جنوب لبنان على لعب دورها في تهدئة الموقف واحتواء الاشتباكات ومنع تكرار الخروق الاسرائيلية في المستقبل".
وقتل ثلاثة جنود لبنانيين وصحفي لبناني خلال الاشتباكات قرب قرية العديسة اللبنانية والتي القت تل أبيب بالمسئولية عنها على حكومة لبنان.