طالبت غرفة عمليات ثوار ليبيا التابعة لرئاسة أركان الجيش، حكومة ليبيا باستدعاء سفرائها بدول يتهمها الثوار بدعم الانقلاب العسكري الذي يقوده اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر، بعد الاحتجاج رسميًّا لدى تلك الدول. وقال الغرفة، في بيان لها، اليوم الخميس: إن "الحكومة المؤقتة يجب عليها اتخاذ مواقف حازمة تجاه ما تقترفه حكومات الدول المرتعدة من أن تهب عليها نسمات الربيع العربي من أعمال تقوِّض أمن ليبيا واستقرارها". وعلل قادة الغرفة مطالبتهم للحكومة بأنها السبيل الوحيد "لقطع الطريق مستقبلًا أمام إصدار بيانات رسمية تتوعد دولًا خارجية بالمواجهة"، في إشارة إلى بيان تنظيم أنصار الشريعة الليبي أول أمس الذي توعدوا فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفقًا لوكالة الأناضول. وكان تنظيم أنصار الشريعة الليبي قد أصدر بيانًا شديد اللهجة قبل يومين اتهم خلاله المسؤول العام للتنظيم، محمد الزهاوي، عدة دول عربية بالوقوف خلف اللواء المتقاعد خليفة حفتر ودعمه، محذرًا الولاياتالمتحدة من التدخل في ليبيا. وفي السياق نفسه، أكد قادة الغرفة أن المعركة التي خاضوها خلال "العملية العسكرية الانقلابية الفاشلة التي قادها المدعو خليفة حفتر في بنغازي وطرابلس لم تكن بين إرهابيين متهمين بالاغتيال وبين جيش يبحث عن كرامة، مشيرين إلى أنها "معركة بين طغاة جدد يحاولون الوصول إلى الحكم بالقوة وبين ثوار ناضلوا سابقًا من أجل تحرير البلاد. ودعا قادة الغرفة عبر بيانهم كافة الثوار إلى الوقوف صفًّا واحدًا لمواجهة "أحلام الطامعين وإجهاضها". ولفت البيان إلى أن "الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع في ليبيا، وأنه يعد باطلًا كل ما يعارضها من قوانين"، مؤكدين أن السلطة الشرعية للبلاد هي السلطة التي انتخبها الليبيون (البرلمان) وذراعها التنفيذية هي الحكومة المؤقتة، وأن ما يصدر عنها هو ما يمثل آراء وتوجهات الشعب الليبي. وشهد يوم 16 من الشهر الجاري اشتباكات مسلحة بين كتيبة "رأف الله السحاتي" الإسلامية، انضمت إليها قوات من "كتيبة 17 فبراير"، التابعتين لرئاسة أركان الجيش الليبي، وبين قوات تابعة لحفتر الذي أعلن عملية عسكرية أطلق عليها "الكرامة" بغرض ما أسماه تطهير ليبيا من "المتطرفين، والتكفيريين"، فيما تقول الحكومة الليبية: إن تلك التحركات تمثل "محاولة انقلاب على السلطة". ومن حينها، تشهد الأوضاع الميدانية في ليبيا تصعيدًا أمنيًّا ومحاولات من قوات حفتر للسيطرة على مدينة بنغازي (شرق)، وكذلك محاولة مسلحين اقتحام مبنى المؤتمر الوطني العام بالعاصمة الليبية طرابلس؛ ما أسقط إجمالًا ما لا يقل عن 80 قتيلًا و150 جريحًا. وتعد غرفة ثوار ليبيا من أهم التنظيمات المسلحة، والتي أنشئت بقرار من رئيس المؤتمر الوطني العام، نوري أبو سهمين، في أواخر شهر أغسطس/ آب الماضي. وتضم كافة قيادات المقاتلين الثوار السابقين الذين يشرفون على تشكيلات مسلحة، وقد تم ضمها إلى رئاسة أركان الجيش الليبي في نوفمبر/ تشرين ثان الماضي؛ للإشراف على الأوضاع الأمنية بالعاصمة طرابلس.