قال تنظيم أنصار الشريعة الليبي إن "البيان الذي تلاه مسؤول عام الجماعة محمد الزهاوي الثلاثاء الماضي وقع تحريف وتزوير في فهمه من قبل عدد من وسائل الإعلام والسياسيين (لم يسمهم) وهو لم يدع للعنف". جاء ذلك في بيان للتنظيم، اليوم الخميس، قال إنه "توضيحي" لبعض ما ورد في البيان السابق الذي ألقاه المسؤول العام للتنظيم محمد الزهاوي وردًا على ما جاء في بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء الليبية أمس. وأضاف التنظيم أن "هؤلاء (وسائل الإعلام والسياسيين) يريدون التشويه والتلبيس على الناس لتنفيذ أجنداتهم ومآربهم". وشكر التنظيم مجلس البحوث والدراسات الشرعية على بيانه قائلا إن "نشر المركز على نصيحته لنا لكن ما جاء في البيان الصحفي الذي ألقاه المسؤول العام للجماعة محمد الزهاوي لم تكن فيه دعوة للعنف ولا للقتل". وأشار إلى أن "ما ورد هو توضيح أن هذه الحرب بدأها حفتر (اللواء المتقاعد خليفة حفتر) ومَن معه وهو الذي هاجم مقراتنا ومقرات الثوار بحجة أننا إرهابيون وأنه يريد تطهير البلاد منا وأعلن هذا في جميع وسائل الإعلام ولم نجد من المنكرين إلا القليل". وتابع التنظيم: "معركتنا معه (حفتر) نحن مَن سينهيها لأن هذا الرجل لا يتورع في الدماء فهو إن ظفر بنا سيرى العالم إجرامه ودمويته وحقده على الشباب المسلم أفينكر علينا دفاعنا عن أنفسنا؟!" وكان تنظيم أنصار الشريعة الليبي قد أصدر بيانًا شديد اللهجة، الثلاثاء الماضي، توعّد خلاله المسؤول العام للتنظيم محمد الزهاوي بالاستعانة بمقاتلين من خارج ليبيا، قائلا: "سيجتمع مقاتلو أهل التوحيد في كل العالم العربي للمقاتلة كما يحدث في سوريا الآن". واتهم الزهاوي، خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقدة ببنغازي (شرق) كل من "الإمارات والسعودية ومصر بالدعم والوقوف خلف اللواء المتقاعد خليفة حفتر"، محذرًا الولاياتالمتحدة من التدخل في ليبيا، قائلا: "نذكرها بهزيمتها في العالم علي يد شباب المجاهدين". ولقي البيان السابق للتنظيم مناهضة كبيرة من عدة جهات سياسية ومدنية في ليبيا على رأسها مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء الليبية وحزب العدالة والبناء "إسلامي" وبعض من مؤسسات المجتمع المدني، معتبرين أن البيان يدعو إلى العنف كما أعلنوا رفضهم دعوة التنظيم لمسلحين أجانب للقدوم إلى ليبيا. وتنظيم "أنصار الشريعة" جماعة تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية منذ أن تأسست بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر/تشرين الأول 2011. ويُعرف عن هذا التنظيم أو الكتيبة أو الجماعة المحسوبة على "التيار الجهادي" أنها "تجمع عسكري يضم مقاتلين ثوريين شاركوا في الإطاحة بحكم العقيد الراحل معمر القذافي تحت لواء كتيبة "راف الله السحاتي" التي انفصل عنها محمد الزهاوي الجهادي السابق بأفغانستان وعضو الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة في منتصف مايو/أيار من العام الماضي ليؤسس ما عرف ب"جماعة أنصار الشريعة". ومنذ تأسيس جماعته، أعلن الزهاوي أن هدفهم هو "تطبيق شرع الله"، وما لبث أن تفرع عن الجماعة التي تتخذ من بنغازي (كبرى مدن الشرق الليبي) مقراً لها، فروعاً أخرى في سرت (وسط)، وأجدابيا، ودرنة (شرق)، في حين لم يسجل لها أي تواجد في جنوب وغربي البلاد. ولا يعترف التنظيم بالدولة ولم ينضم تحت رئاسة أركان الجيش الليبي كغيره من الكتائب وأدرجت الولاياتالمتحدة نهاية العام الماضي بعض قادة التنظيم ضمن قوائم المطلوبين لديها. وشهد يوم 16 من الشهر الجاري اشتباكات مسلحة بين كتيبة "رأف الله السحاتي" الإسلامية، انضمت إليها قوات من "كتيبة 17 فبراير"، التابعتين لرئاسة أركان الجيش الليبي، وبين قوات تابعة لحفتر الذي أعلن عملية عسكرية أطلق عليها "الكرامة" بغرض ما أسماه تطهير ليبيا من "المتطرفين، والتكفيريين"، فيما تقول الحكومة الليبية إن تلك التحركات تمثل "محاولة انقلاب على السلطة". ومن حينها، تشهد الأوضاع الميدانية في ليبيا تصعيدًا أمنيًا ومحاولات من قوات حفتر للسيطرة على مدينة بنغازي (شرق)، وكذلك محاولة مسلحين اقتحام مبنى المؤتمر الوطني العام بالعاصمة الليبية طرابلس؛ ما أسقط إجمالا ما لا يقل عن 80 قتيلا و150 جريحًا.