بعد محاولة انقلابيه أولى عام 1993 في عهد قائد ليبيا السابق، معمر القذافي، عاد اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، بمحاولة ثانية بعد أكثر من 20 عاما ليعلن في فبراير الماضي سيطرة قوات موالية له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد، قبل أن يتضح أن أثر محاولته الانقلابية هذه لم يتجاوز شاشة التليفزيون الذي ظهر به. ولم تتوقف محاولات الرجل عند هذا الحد، حيث نزل، يوم الجمعة، إلى أرض مدينة بنغازي، شرقي البلاد، ليقود هجوما على أحد الكتائب التابعة لرئاسة الأركان؛ الأمر الذي اعتبره رئيس الوزراء المؤقت "انقلابا" على ثورة السابع عشر من فبراير 2011، بينما قال مصدر مقرب من حفتر، إن اللواء المتقاعد يسعى إلى "تطهير بنغازي من المليشيات المتهمة بالوقوف وراء عدم استقرار الأمن في المدينة، في إطار عملية أطلق عليها اسم: "كرامة ليبيا". وفيما يلي تسلسل زمني لأحداث يوم الجمعة بتوقيت جرينتش حسب "الأناضول". 6:00 تغ: أفاقت مدينة بنغازي على دوي طلقات مدفعية وأزيز الرصاص؛ حيث تبين أن اللواء حفتر يقود بنفسه هجوما على إحدى كتائب الثوار التي تنطوي تحت عباءة رئاسة هيئة الأركان الليبية. بدأ الهجوم بإمطار كتيبة "رأف الله السحاتي" بوابل من الطلقات المدفعية على مقرها بمنطقة الهواري في بنغازي. وصاحب ذلك تحليق طائرة حربية موالية لحفتر، قال آمر القاعدة الجوية بنينا، العقيد سعد الورفلي، إنها تابعة للقاعدة وداعمة للواء حفتر. ورغم أن الورفلي تحفظ خلال اتصال له مع الأناضول على الحديث عن حقيقة مشاركة الطائرة في القتال، أكد مسؤول بكتيبة "رأف الله السحاتي" للأناضول أن "الطائرة نفذت قصفين متتاليتين لمقر الكتيبة دون أن يسفر ذلك عن وقوع أضرار بشرية ". 12:00 تغ: انتهت الجولة الأولى من الهجوم مخلفة قتيلا واحدا في صفوف كتيبة "رأف الله السحاتي"، بحسب تصريحات للأناضول من آمر الكتيبة، إسماعيل الصلابي. 14:00 تغ: ألقى رئيس الوزراء الليبي المؤقت، عبد الله الثني، بيانا طالب فيه الأهالي وثوار بنغازي بإيقاف زحف قوات حفتر الذي اعتبره "انقلابا" على ثورة السابع عشر من فبراير/ شباط 2011. 14:00 تغ حتى 16:00: سادت فترة من الهدوء مدينة بنغازي. 16:00 تغ: بدأت الجولة الثانية من الاشتباكات بين الطرفين، لكن في هذه المرة انضمت كتيبة 17 فبراير، التابعة لرئاسة الأركان، إلى كتيبة "رأف الله السحاتي" في مواجهة قوات حفتر؛ لترتفع شراسة المعركة. 17:00 تغ: أعلن العقيد سالم الرفادي، آمر منطقة طبرق العسكرية (شرق)، أنه "على استعداد لدعم قوات حفتر بالرجال والذخيرة". وقال في تصريحات للأناضول إن "ما تقوم به قوات حفتر هو إنقاذ للوطن من تلك الجماعات المسلحة الخارجة عن الشرعية". 18:00 تغ: بدأ الهدوء يسيطر على بنغازي من جديد بعد يوم دام؛ حيث عادت قوات حفتر إلى ثكنتها في منطقة الرجمة بضواحي بنغازي، حسب تصريح لوكالة لأناضول من مصدر مقرب من حفتر. 20:00: استنفار أمني واسع في محيط كتيبتي "17 فبراير" و "رأف الله السحاتي"، استعدادا لأي هجوم مرتقب. حصيلة المعركة: أوقعت في مجملها وبحسب إحصائية غير رسمية جمعتها الأناضول من كافة المستشفيات التي استقبلت ضحاياها 23 قتيلا، إضافة إلى 142 جريحا من الطرفين.