اعتبرت الحكومة الليبية المؤقتة، اليوم الجمعة، التحرك العسكري في مدينة بنغازي (شرق) "انقلاب على ثورة 17 فبراير 2011 التي أدت إلى الإطاحة بنظام معمر القذافي. وقال رئيس الوزراء الليبي المؤقت، عبد الله الثني، في مؤتمر صحفي، إن دخول آليات عسكرية إلى بنغازي يعد "انقلابا على ثورة 17 فبراير، وخروجا عن شرعية الدولة". وتشهد بنغازي، منذ صباح اليوم، اشتباكات مسلحة بين كتيبة "رأف الله السحاتي" التابعة لرئاسة أركان الجيش، وقوات تابعه للواء المتقاعد، خليفة حفتر، الذي أعلن "انقلابا تليفزيونيا" في فبراير الماضي. الثني طالب كتائب الثوار (وهي طرف في الاشتباكات) ب"ضبط النفس والتحرك وفق الأوامر التي تصدر لها من قبل رئاسة الأركان"، كما طالب رئاسة الأركان ب"السعي لضبط الموقف على الأرض". وقال إن "120 آلية عسكرية دخلت بنغازي اليوم"، وإن "هذه القوة لا تشكل تهديدا"، دون أن يذكر الجبهة التي تقود تلك القوات. وأشار الثني إلى أن الاشتباكات "تعرقل بشدة جهود بسط الأمن التي يبذلها الجيش والشرطة لتنفيذ القانون، والأوامر الصادرة من أجل القضاء على الإرهاب والاغتيالات والجريمة المنظمة، والمجموعات الخارجة عن القانون التي تهدد أمن المدينة وسلامة أهاليها". وأوضح رئيس الحكومة المؤقتة خلال المؤتمر أن "رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، تقوم بضبط الموقف على الأرض، ومنع دخول أي قوات من خارج المدينة، والتصدي لأي مجموعات خارجة عن القانون". وردا على سؤال حول وجود طائرات حربية في سماء بنغازي، قال الثني إن "طائرة واحدة فقط تحركت من قاعدة بنينة بدون أوامر"، معتبراً تحرك الطائرة "غير مشروع وخارج عن أوامر رئاسة الأركان"، ودعا الثني أهالى بنغازي إلى "الهدوء ودعم شرعية الدولة وقوات الجيش والشرطة". وبحسب مصدر مقرب من حفتر، يسعى اللواء المتقاعد إلى "تطهير بنغازي من المليشيات المتهمة بالوقوف وراء عدم استقرار الأمن في المدينة، في إطار عملية أطلق عليها اسم: "كرامة ليبيا". وفي 14 فبراير الماضي، فاجأ حفتر الجميع بالإعلان عبر شاشة فضائية عربية عن سيطرة قوات موالية له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد وتجميد عمل الحكومة والبرلمان المؤقت. لكن هذا الإعلان لم يكن له أي أثر على الأرض لدرجة أن البعض أسماه "انفلاش" في إشارة لكونه انقلابا أمام عدسات الكاميرات فقط. يذكر أن كتيبة رأف الله السحاتي، تضم ثوار ليبيين من ذوي التوجهات الإسلامية، قاتلوا قوات القذافي خلال "ثورة" 17 فبراير ، وانضمت هذه الكتيبة إلى رئاسة الأركان العامة للجيش، لكن بعض سكان بنغازي يتهمونها ب"مساندة" بعض الميلشيات المتشددة مثل كتيبة أنصار الشريعة.