مدبولي: اكتمال تشكيل البرلمان إيذان بمرحلة جديدة من التعاون التشريعي والحكومي.. صور    محافظ البحيرة تتابع سير العملية الانتخابية من غرفة التحكم والسيطرة    رئيس غرفة عمليات حزب المؤتمر: لم نرصد تجاوزات بالانتخابات حتى الآن    التفتيش على 974 منشأة خلال 6 أيام لتطبيق قانون العمل الجديد    السكة الحديد تعلن متوسط تأخيرات القطارات على الوجهين القبلي والبحري    الاحتلال يسلم جثامين 15 أسيرا فلسطينيا ضمن صفقة التبادل    تخطى حاجز ال 300، عدد أهداف الدوري الإنجليزي بعد 11 جولة    اليوم.. انطلاق معسكر منتخب مصر استعدادًا لكأس العين الدولية الودية    نورة عصام ابنة جامعة القناة تحصد 3 برونزيات في دورة ألعاب التضامن الإسلامي    انتخابات مجلس النواب، إصابة رئيس لجنة في حادث تصادم بأسوان    براءة ربة منزل من تهمة ممارسة الأعمال المنافية للآداب في التجمع    تحرير 1248 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    الليلة، "واحد من الناس" يستعيد ذكريات زكي رستم وشكوكو وسيد زيان    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ونظيره المالي    اعرف الأسعار فى أسواق الخضار والفاكهة اليوم الإثنين 10-11-2025 فى المنوفية    زيادة عالمية جديدة.. سعر الذهب اليوم الاثنين 10-11-2025 وعيار 21 الآن في محال الصاغة    استقرار أسعار العملات العربية في بداية تعاملات اليوم 10 نوفمبر 2025    كأس العالم للناشئين.. موعد مباراة مصر وإنجلترا| والقنوات الناقلة    جهاز الإحصاء: ارتفاع معدل التضخم الشهرى 1.3% لشهر اكتوبر 2025    انطلاق أعمال التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمهندسين    زيلينسكي: الملك تشارلز لعب دورا في تشجيع ترامب على دعم أوكرانيا    حالة الطقس.. منخفض جوي بارد يؤثر على البلاد اعتبارا من الخميس المقبل    خطوات وموعد تسجيل استمارة التقدم لامتحانات الشهادة الإعدادية 2025    عاجل- بدء سداد رسوم حج القرعة لموسم 2026 بالبنوك الوطنية ومكاتب البريد    الرئيس الأمريكي يصدر عفوا عن عشرات المتهمين بالتدخل في انتخابات 2020    في ذكرى رحيل معالي زايد.. رحلتها من الفن التشكيلي إلى عالم السينما    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    «الصحة»: التحول الرقمي محور النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان    السيدات يتصدرن المشهد أمام لجان انتخابات مجلس النواب بدائرة الهرم والعمرانية    مازن المتجول: أجزاء فيلم «ولاد رزق» مثل أبنائي.. ولا يوجد تأكيد لجزء رابع    وزارة الرياضة تقوم بحملات رقابية على مراكز الشباب بمحافظة البحيرة    بعد 40 يوما .. مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون تمويل الحكومة لإنهاء الإغلاق الحكومى    ب أماكن لكبار السن وذوى الهمم.. الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد لاستقبال الناخبين للتصويت في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    نقل محمد صبحي للعناية المركزة بعد إغماء مفاجئ.. والفنان يستعيد وعيه تدريجيًا    «أنا مش بخاف ومش هسكت على الغلط».. رسائل نارية من مصطفى يونس بعد انتهاء إيقافه    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب    وزير المالية: بعثة صندوق النقد تصل قريبًا ومؤشراتنا مطمئنة    هاني رمزي: تجاهل زيزو لمصافحة نائب رئيس نادي الزمالك «لقطة ملهاش لازمة»    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    تقرير - هل يتراجع المد اليميني المتطرف المعادي للمهاجرين في هولندا بخسائر فيلدرز؟    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة ويؤكد قيم الوحدة الوطنية    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجدي حسين يكتب: لماذا لم يسقط الانقلاب حتى الآن رغم أزمته المستحكمة ؟ (2)
نشر في الشعب يوم 21 - 03 - 2014

كل اقتراحات الترشح للرئاسة سيئة للعسكروالأمريكان .. والانتحار هو أفضل الحلول للسيسى
الانقلابيون يصرون على تحويل انتخابات الرئاسة إلى مهزلة بإختراع حكاية الكشف الطبى
الانهيار الاقتصادى المتسارع هو مقتل الانقلاب والتمويل الخليجى ليس حلا
نواصل تقدير الموقف الاستراتيجى الذى بدأناه فى المقال السابق .. لماذا لم يسقط الانقلاب رغم أزمته المستحكمة رغم أنه "محشور بالزاوية وحالته بالويل" ؟ وقد أشرنا سريعا إلى أن قادة الثورات هم عادة سبب نجاحها أو انتكاستها ؟ وسنفصل ذلك فى النهاية ولكننا لن نفجر مفاجأة فرأينا قلناه مرارا : إن قادة الثورة يركزون على ظل العدو ( السيسى وأقرانه ) ويتجاهلون جسم العدو ( أمريكا واسرائيل ) فكيف بالله عليكم ينتصر من يحارب الظل ولا يواجه الجسم الأصلى ، بل يرى أن من حسن الفطن أن نخدع الأمريكان ونتظاهر بعدم معاداتنا لهم ، والتعامل معهم كطرف ثالث ، بينما هم العدو الأصلى الذى نثورضده ، وهو الذى يحرك الانقلاب ويمده بأسباب القوة ، حتى وإن اختلف معه فى التفاصيل التكتيكية . وهم صانعو كل السياسات التى تحكم البلاد من عهد مبارك إلى عهد السيسى . إن الأمريكان - وفقا للقصة الشهيرة - هم القرد الذى ذهبت إليه قطتان ليقسم بينهما قطعة الجبن بالعدل ، فالتهم قطعة الجبن كلها . والقطتان اختلفتا قليلا طوال السنوات الثلاث الماضية فكانت مرة : المدنيون والعسكريون ، ومرة الاسلاميون والعسكريون ، ولكن ظل القرد النصاب الذى يلتهم مصر ثابتا وهو أمريكا . ومايزال المصريون يحتكمون إلى الغرب وأمريكا وإن جاز ذلك للعسكر فلا يجوز للاسلاميين الذين قال لهم القرآن الذى يحفظونه ويدرسونه ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) والحقيقة فأمريكا ليست مجرد الحكم ، بل هى الحاكم الفعلى للبلاد ، والخونة من أتباع مبارك حاملى البطاقات المصرية ينفذون تعليماتها ، فتبدو وكأنها قرارات "وطنية".
سنعود لهذه المعضلة التى كانت سببا فى ضياع البلاد على مدار 40 سنة . ولكن دعونا نكمل تشخيص الموقف ، وقد بدأنا بالموقف السياسى وسنكمل تطوراته التى حدثت خلال الأيام الماضية :
الموقف السياسى
ملخص ما قلناه أن حكم العسكر فشل فى إخفاء أنه انقلاب !! ونجح نجاحا منقطع النظير فى عزل نفسه عن كافة القوى السياسية التى أخطأت أو تورطت معه فى 30 يونيو عدا الأقسام التى التى كانت أصلا جزءا أصيلا من حكم مبارك ، ونجح فى عزل نفسه عن الشعب بما فى ذلك القطاعات التى خدعت بحكاية 30 يونيو . وكنا قد وصلنا إلى الانتخابات الرئاسية المزعومة وقلنا إن المجلس العسكرى يمارس الانتخابات حاليا فى السر ، وإنهم يصفون بعضهم بعضا ، للتوصل إلى مرشح واحد للرئاسة . كتبت ذلك فى الصباح وفى مساء نفس اليوم ظهر ما كنت استنتجه ، فصدرت قرارات السيسى لعزل قائد الجيش الثانى وآخرين وإجراء عددا من التنقلات فى المراكز العليا للجيش وبما يغير فى تركيبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة . أى أن السيسى يحاول أن يؤمن ظهره فى حالة استقالته من الجيش لتولى الرئاسة . واستمرار عدم إعلان ترشيح السيسى لنفسه طوال هذه الشهور وحتى الآن ، رغم أن الانتخابات أصبحت على الأبواب ، يؤكد وجود خلافات خطيرة فى صفوف الطغمة العسكرية ، وهى خلافات شخصية بحتة ، لاعلاقة لها بالسياسات ، خلافات قائمة تحت عنوان ( من يشيل الليلة ؟) أى ( من يتحمل المسئولية عن المجازر عندما يسقط الانقلاب ؟ ) أو بالأحرى ( بمن نضحى ككبش فداء حتى لا يسقط الانقلاب أو حتى لا تسقط هيبة الجيش أو حتى يتحقق الاستقرار أو حتى نجرى مساومة مع الاسلاميين ) ولا يأمن السيسى على نفسه من كل هذه الاحتمالات ، وهو يقول لهم : لقد ضحيت بنفسى ووضعتها فى وش المدفع ومن حقى أن أحصل على كل الضمانات الممكنة . وقد حاولوا إرضاءه برتبة المشير ، ولكن السيسى ليس غبيا إلى هذا الحد ، فقد شعر أن رتبة المشير وكأنها قلادة النيل التى أخذها طنطاوى وعنان ، فما فائدة الرتبة بدون وزارة الدفاع ؟!
وبدأ السيسى يطرح فكرة الجمع بين الرئاسة ووزارة الدفاع ورئاسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة أى يجمع بين القائد العام والقائد الأعلى والرئيس بعد أن كانوا 3 أشخاص أو اثنين على الأقل فى عهد مبارك . فيرد عليه أحدهم : هذا معناه أنك لاتثق فينا وهذا لايجوز ، كذلك سيعطى هذا انطباعا بأن الجيش لايوجد فيه إلا السيسى ، وسيؤكد فكرة الانقلاب والحكم العسكرى.
كذلك فإن السيسى لايثق أن يتولى غيره رئاسة الجمهورية من العسكريين ويبقى هو وزير الدفاع ، لأن رئيس الجمهورية العسكرى يمكن أن يرتب أموره مع العسكر ويطيح بوزير الدفاع !! ( يبدو أن الانتحار هو الخيار الأسهل والأضمن للسيسى !!).
ويزيد من تعقيد الموضوع أن الأمريكان طرف حاسم فى هذه المناقشة ، وقد كان واضحا أنهم يميلون لعدم ترشيح السيسى رئيسا ، بل هذا ماقاله وزير الدفاع الأمريكى فى أحد تصريحاته ، وقاله ولى عهد الإمارات الذى يعرف النبض الأمريكى جيدا وقاله غيرهما ، ومن الأسباب الظاهرية التى سيقت لترجيح هذا الخيار : ( حتى لا نؤكد أن ماجرى فى 30 يونيو كان انقلابا عسكريا ) . وكل هذا التأخير فى إعلان السيسى مرشحا يعكس ضراوة الخلاف فى الكواليس العسكرية المصرية والأمريكية .
وقد كان ترشيح عنان يستهدف ضرب أكثر من عصفور بحجر : فهو عميل أمريكى مختبر وبامتياز ، ويمكن أن يتبرأ من كل جرائم الانقلاب لأنه لم يشارك فيه ، وممكن أن يمد يده للاسلاميين بغصن الزيتون ، كى يأتوا ويعملوا تحت إمرته على طريقة مبارك فى عام 2005 . استغل السيسى وجود عنان فى مصر وتم اقتياده لمؤتمر صحفى كى يعلن إنسحابه . وعندما تعتب عليهم أمريكا يقولون لها : إحنا بتوعكم يا افندم هو احنا اتأخرنا عليكم فى حاجة . بس بلاش عنان ( على نفس طريقة مبارك عندما كان يطلب من الأمريكان أن يستمر فى الحكم) . أما شفيق فهو فى الخارج فى حمى الامارات، لذلك بدأت حملات دعاية له باعتباره الرئيس القادم . وكل هذه مساومات وضغوط سنعرف خلال ساعات إلى أين ستصل بهم ؟ أما موافى فله صفحة تؤيده منذ زمن على الفيس بوك . ويشهد الله أننى غير مهتم بكل هذه التفاصيل ، فكلهم ينطبق عليهم ( ما أسخم من سيدى إلا ستى ) ولكننى أسوقها لأوضح حجم الأزمة الداخلية بين العسكر وبينهم وبين الأمريكان ، وهى أزمة ناجمة عن فشل مشروع الانقلاب ، وعدم قدرته على الثبات على الأرض إلا بقذائف المدفعية والطيران وطلقات الجرينوف ، ولايمكن إدارة الأمم بهذا الأسلوب إلا فى أذهان المتخلفين عقليا .
وفى هذا الإطار فإننى غير مهتم إطلاقا بالإطلاع على قانون الانتخابات الرئاسية ، لأن البلد لم يعد فيه قانون ، وهذه الانتخابات بالذات تحسم الآن كما ذكرت فى الكواليس . ولكن الأمر لايخلو من فكاهة . ونحن نحتاج لبعض الفكاهة فى هذا الزمن الأغبر للتسرية عن النفس ، ولكننى لا أقصد ذلك فى هذا المقال ، ولكن لتوضيح حجم الأزمة المستحكمة فى عقول ونفوس العسكر ، فهم يحاولون التفصيل فى القانون حتى يمنعوا من يريدون ؟ ومن ذلك ماورد من تحصين للجنة الانتخابية وهو ماكان فى الانتخابات السابقة ، ولكن فى هذه المرة لاتوجد حالة الحريات والتوازن السياسى الذى يحيط باللجنة ، فهذه المرة اللجنة فى قبضة العسكر تماما. وكذلك فإن القضاء فى قبضة العسكر ولكنهم يريدون الأمر أن يمر بدون محاكم وقضايا . أما الأمر الأكثر طرافة فهو إصدار مايسمى اللائحة التنفيذية للقانون يمكن من خلالها إيجاد وسائل أخرى لاستبعاد أى مرشح . ومنها حكاية الكشف الطبى الذى تقوم به وزارة الصحة على المرشح ، والآن ماهى الأمراض التى تحول دون الترشح ؟ فإذا استبعدنا الزكام ، فهل تعتبر أمراض الربو والقلب والضغط والحساسية مانعة للترشح ؟! وقيل إن هذا البند تم وضعه لاستبعاد حمدين صباحى لأنه مصاب بفيروس سى !! المهم لقد دخل العسكر فى طور الهزل والتهريج ، فهم يراهنون على أن صحتهم زى البمب ، وأن وزارة الصحة تحت سيطرتهم !! هم يستطيعون القضاء على أى مرشح بالتزوير ولكن إستبعاد من يمكن أن يمثل صداعا أفضل ، وهذه هى الرؤية الديموقراطية العسكرية .
وكانت الشعب الالكترونية قد نشرت التالى :
فوجئ المواطنون صباح الأربعاء بلافتات ضخمة تغزو الشارع المصري وخاصة بمحافظة القاهرة ، مكتوب عليها "حركة أنت الرئيس"، و"نعم لترشيح أحمد شفيق لرئاسة الجمهورية"، وذلك بالتزامن مع انسحاب الفريق سامى عنان بعد تهديده بمستندات خطيرة له، وعقب زيارة الفريق السيسى له بالامارات ليكتمل مسلسل الفلول والعسكر، فهل هو صراع على السلطة أم اتفاق بينهم ؟
وفى سياق متصل انتشرت منذ أسابيع في شوارع القاهرة لافتات “غامضة” لا تحمل صورة ولا اسمًا، ولكن فقط كتب عليها عبارة: “اتقل يا شعب الكبير جاي
وكانت لافتات دعائية ضخمة شبيهة بالحملة الجديدة، انتشرت في مارس/ آذار 2012، قبيل الانتخابات الرئاسية الماضية، تحمل كلمة واحدة “الرئيس”، تبين لاحقا أنها تخص أحمد شفيق، وتكلفت، بحسب الحملة، 3 ملايين جنيه.
وقد أثارت اللافتات الإعلانية ذات الحجم الكبير المنتشرة في الشوارع وعلى الجسور المختلفة، دهشة الكثيرين علي مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين “عن ماهيتها؟، وهل هي حملة لأحد المرشحين المحتملين، أم أنها حملة إعلانية تقوم بها إحدى الشركات الخاصة المسؤولة عن إعلانات الطرق في مصر؟”.
وفي هذا الوقت قام "السيسى" بزيارة غامضة ل"شفيق" لم يفصح عنها أى منهما ولا عن سبب الزيارة حتى بعدما كشفت لوسائل الاعلام، وحاول بعض الاعلاميين سؤال شفيق ولكنه امتنع عن الافصاح عن سبب الزيارة.
وبعد هذه اللافتات الدعائية بأيام ظهر تسريب لشبكة رصد، منسوب ل "أحمد شفيق"، قال فيه أن الانتخابات الرئاسية في حالة ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ستكون هزلية، ووصف السيسي بالجهل، ورفض شفيق أن تكون مشاركته في الانتخابات مجرد تحصيل حاصل.
وانتقد شفيق طريقة ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية كما هاجم موقف الجيش منها وأكد أنه لن يشارك فيما وصفها بالمهزلة.
وكتب سامح عرايس منسق حملة عمر سليمان السابق عبر صفحته على الفيس بوك بعد التسريب أن هناك عداء نشب بين شفيق والسيسى . ( انتهى خبر الشعب الجديد )
وأثناء كتابة هذه السطور وصلنى نبأ نقلا عن القبس الكويتية ( ونحن نعلم أخبارنا الآن من الخليج !!) أن موافى مدير المخابرات العامة السابق هو الذى سيترشح للرئاسة ، وقد أشرت فى مقالى السابق والحالى لهذا الاحتمال .
مرة أخرى لايهمنى من من الثلاثة سيترشح : شفيق أو سيسى أو موافى ، فلا فرق بينهم فى المواقف والسياسات ، ولكن أشير فقط إلى حالة عسر ولادة المرشح فى أوساط العسكريين وبينهم وبين الأمريكيين . وضع السيسى سىء له ولهم فى الحالتين : إذا ترشح سيؤكد فكرة الانقلاب العسكرى التى يحاولون إخفاءها !! وإذا لم يترشح ستصبح كل الدعاية التى تفجرت حول ألهيته أو نبوته مدعاة للمزيد من السخرية ، فالآلهة والأنبياء لا يتراجعون ولا يمكن استبدالهم بغيرهم . إلا إذا . إلا إذا شنت حملة كاسحة وسريعة لإثبات ألوهية موافى أو نبوته على الأقل ، والوقت ضيق ، وسيكون الأمر محرجا لكل من تعبد فى محراب السيسى كيف سيشرك به ، ويولى وجهه شطر موافى . اللهم لا تجعلنا من هؤلاء أو هؤلاء !
هذه الصورة الهزلية هى الصورة الحقيقية الواقعية ، ومن سار فى حماقة الانقلاب العسكرى عليه أن يسير فى دروب هذا التيه حتى يسقط مدرجا بالعار والخزى إن شاء الله . فلا نجاة ولا فلاح إلا بالصدق ، والأكاذيب لم تصنع نظاما ولم تقم استقرارا ولا ملكا عريضا . وكل النظم وكل الحكام الذين أفلحوا عبر التاريخ كان لهم مشروع ما ورؤية ما ، وصدقوا الناس فى عرضها . ولم يستقر ملك لمجرد النهم والرغبة فى السلطة والعبودية للأجنبى .
وأكتب اليوم مساء الجمعة الموافق 21 مارس 2014 وهو من أيام الثورة المذكورة لأن الحشود كانت كبيرة وأكبر من يوم 19 مارس ، وشملت كل أرجاء الوطن . وهذا أمر له دلالة ، وأخذت الشرطة ضربات تأديبية فى حلوان وأماكن مختلفة .
والآن انتقل للوضع الاقتصادى.
السياسة هى الأساس وماتعرضنا له حتى الآن هو الأهم ، لأن السياسة هى التى تحكم الاقتصاد ، على عكس مايتصور البعض . بل السياسة هى التى تحكم كافة جوانب المجتمع . السياسة هى الإدارة الكلية والشاملة لكافة شئون ومكونات المجتمع ، و الاقتصاد من أهم هذه المكونات ، وهو عصب الحياة حقا .
فى أواخر عهد حكم مبارك أكدنا أن مصر تعيش فى فوضى وانهيار اقتصادى ونظام لصوصى لمجموعة من العصابات ، وأن مصر لم تنتقل من نظام اشتراكى فى عهد عبد الناصر إلى نظام رأسمالى أو نظام السوق الحر كما زعم الحزب الوطنى الحاكم ، بل أصبح نظام السلب والنهب .
فى عهد مرسى ، غلب على الاخوان الفكر الليبرالى الاقتصادى وهذا موقفهم المعروف ، ونرى أن ذلك من أسباب فشل التجربة سريعا ( التركيز على رفع الدعم ، والتفاوض مع صندوق النقد الدولى ، والقروض والمنح ، وتركيز الاهتمام على الاستثمار الأجنبى وخاصة الغربى الخ ) . وكانت فى المقابل محاولات إيجابية فى سبيل الاعتماد على الذات فى القمح وغير ذلك من القرارات الايجابية التى لم تأت فى سياق متكامل بالإضافة لنظافة اليد . أما فى عهد الانقلاب فنحن أمام حالة من الانهيار الشامل . نحن أمام عودة أكثر صراحة للاعتماد على الخارج ، وإغراق البلاد فى الديون بمعدلات أكثر بكثير من عهد مرسى ، بل وصل الأمر إلى حد إذلال مصر أمام السعودية والإمارات والكويت . وصل الأمر فعلا إلى حالة من الخضوع المروع لطلبات الإمارات ( بصورة لاتقارن بعلاقة حكم مرسى بقطر ) . و الاستدانة والمنح والودائع لا تقيم اقتصادا . تدفقت على مصر عشرات المليارات خاصة من الامارات والسعودية ثم الكويت . ولكن تدفق الأموال من الخارج أو طبعها فى الداخل وهو ماحدث بعشرات المليارات أيضا ، لايقيم صلب أى اقتصاد فى الدنيا ، بل هذا هو أقصر الطرق لحتفه . الاقتصاد يقوم على دائرة من الانتاج والاستهلاك ، والنقود وسيط بين الاثنين . ولكن النقود لاتغنى عن الانتاج ، وإلا تحولت إلى أوراق لامعنى لها ولا قيمة ، فطبع واستيراد النقود أقصر الطرق للتضخم المروع ، أى إنفجارالأسعار بصورة لايمكن التحكم فيها ( لاحظ على سبيل المثال ارتفاع تكلفة النقل 100 % ) وزيادة معدلات البطالة ، ففى ظل تراجع معدلات الانتاج ، فإن فرص العمل تتقلص كل يوم ، وتدفع الأيدى المتعطلة للاعتماد على الأيدى العاملة فى كل أسرة ، وهذا مايؤدى إلى تقلص القدرة على الاستهلاك حتى فى الضروريات .
باختصار نحن من الناحية الاقتصادية أمام حالة من الانهيار الشامل ، لايمكن للحياة أن تستمر به ، نحن الآن أشبه بحافلة تندفع بأقصى سرعة فى منحدر بدون فرامل ، ولايوجد أى احتمال سوى الارتطام بصخر أو السقوط فى هاوية ، وهذا ماحذرت منه أهم صحيفة اقتصادية أمريكية ( وول ستريت جورنال ) . ولكن لماذا وكيف حدث هذا الوضع المتردى . التفصيل فى الحلقة القادمة إن شاء الله .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.