انطلاق مؤتمر أخبار اليوم العقاري الخامس 16 يونيو المقبل    مندوب فرنسا لدى مجلس الأمن: إسرائيل يجب أن تمتثل للقانون الإنساني الدولي    الزمالك يهزم الأهلي في أولى مواجهات نصف نهائي دوري سوبر السلة    على طريقة كريستيانو رونالدو.. مصطفى شلبي يعاتب نفسه بعد مباراة بيراميدز    انقلاب سيارة ربع نقل محملة بالحديد بطريق مصر إسكندرية الزراعي| صور    أفضل 10 إطلالات للنجمات على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائى.. صور    فيلم الرحيل يومًا ما يفتتح مهرجان كان 2025:    اللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تنتهج سياسة مزعزعة للاستقرار بالمنطقة    اتحاد شباب كفر الشيخ ينظم ملتقى «قلبي على وطني» لتعزيز الوعي    وزير التعليم يستقبل الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان لبحث سبل تعزيز التعاون    محافظ جنوب سيناء خلال لقاؤه «الجبهة»: المواطن السيناوي في قلب الأولويات    "إبداع بلا حدود".. 60 مشروعًا ابتكاريًا لطلاب التربية الفنية ب "نوعية طنطا"    الصين صدرت 242 ألف سيارة تجارية في الربع الأول من 2025    خالد أبو بكر: قانون تنظيم الفتوى يمنع الفوضى التي قد تضر بالرأي العام    نصائح للتغلب على الحر والنوم بعمق    وكيل الصحة بالمنوفية يتفقد القومسيون الطبي لبحث تطوير الخدمات    وزير خارجية سوريا: رفع ترامب العقوبات عن بلادنا نقطة تحول محورية    هل الصور الفوتوغرافية في البيوت تمنع دخول الملائكة ؟ أمين الفتوى يجيب    مسؤول روسي: الهدف الرئيسي لمحادثات إسطنبول إرساء سلام مستدام في أوكرانيا    التقنية الحيوية ومستقبل مصر.. رؤية من جامعة القاهرة الأهلية    محافظ الدقهلية: 1457 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية بقرية الخليج مركز المنصورة    الصحة العالمية تحذر من عجز أعداد الممرضين في إقليم شرق المتوسط    إلهام شاهين تشارك جمهورها صورًا من على شاطئ البحر في لبنان    رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج يشكر مصر على استضافة البطولة الإفريقية    وكيل وزارة الصحة يعقد اجتماعًا مع لجنة المعايشة بمستشفى سفاجا المركزي    المرأة الوحيدة في استقبال ترامب.. من هي الأميرة السعودية ريما بنت بندر؟    رئيس الوزراء يستعرض جهود تعزيز استدامة جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة    جامعة برج العرب التكنولوجية تنظم الملتقى الثاني لكليات العلوم الصحية التطبيقية    سن الأضحية من الخروف والماعز والبقر.. يكشف عنها الأزهر للفتوى    ننشر الصورة الأولى لشاب ألقى بنفسه في ترعة الإسماعيلية    «كان يا ما كان في غزة» ينطلق في عرضه العالمي الأول من مهرجان كان السينمائي    انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم بمديرية أوقاف كفر الشيخ    أهلي طرابلس الليبي يعلن استمرار حسام البدري مديرا فنيا للفريق    النقل: وسائل دفع متنوعة بالمترو والقطار الكهربائي للتيسير على الركاب    "نيويورك تايمز": قبول ترامب للطائرة الفاخرة يتجاوز حدود اللياقة.. ومعلومات عن اطلاق عملة مشفرة لتمويل مؤسسته    قرار عاجل من المحكمة في إعادة إجراءات محاكمة متهمين بأحداث شغب السلام    الصحة العالمية: نصف مليون شخص فى غزة يعانون من المجاعة    فرص عمل بالإمارات برواتب تصل ل 4 آلاف درهم - التخصصات وطريقة التقديم    براتب 87 ألف جنيه.. تعرف على آخر موعد لوظائف للمقاولات بالسعودية    بالصور- مصادرة مكبرات صوت الباعة الجائلين في بورسعيد    13 ملعقة بماء الذهب.. مذيعة تتهم خادمتها بالسرقة والنيابة تحقق    مصدر ليلا كورة: لا توجد أزمة في خروج حسام عبد المجيد لأداء امتحان ثم عودته    وزير الثقافة يزور الكاتب صنع الله إبراهيم ويطمئن محبيه على حالته الصحية    رئيس الوزراء يتابع إجراءات طرح إدارة وتشغيل مشروع "حدائق تلال الفسطاط"    أمينة الفتوى توضح سنة الاشتراط عند الإحرام    «بتهمة تزوير معاينة بناء».. السجن سنتين لمهندس تنظيم بمركز مغاغة في المنيا    تحديد موعد مشاركة الجفالي في تدريبات الزمالك    الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا    المشدد سنة ل3 أشخاص بتهمة حيازة المخدرات في المنيا    غلق 138 محلًا لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    استلام 145 ألف طن من القمح المحلى بمواقع التخزين بالصوامع والشون فى بنى سويف    رئيس «اقتصادية قناة السويس»: توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا هدف رئيسي باستراتيجية الهيئة    مصرع شاب غرقا فى حوض مياه بالشرقية    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة أسيوط جميع الصفوف    ولي العهد السعودي في مقدمة مستقبلي ترامب لدى وصوله إلى الرياض    تغيير وحيد بالتشكيل المتوقع للأهلي لمباراة سيراميكا كليوباترا    صحة غزة: شهيدان فلسطينيان إثر قصف إسرائيلي استهدف مجمع ناصر الطبي    حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجدي حسين يكتب: لماذا لم يسقط الانقلاب حتى الآن رغم أزمته المستحكمة ؟ (2)
نشر في الشعب يوم 21 - 03 - 2014

كل اقتراحات الترشح للرئاسة سيئة للعسكروالأمريكان .. والانتحار هو أفضل الحلول للسيسى
الانقلابيون يصرون على تحويل انتخابات الرئاسة إلى مهزلة بإختراع حكاية الكشف الطبى
الانهيار الاقتصادى المتسارع هو مقتل الانقلاب والتمويل الخليجى ليس حلا
نواصل تقدير الموقف الاستراتيجى الذى بدأناه فى المقال السابق .. لماذا لم يسقط الانقلاب رغم أزمته المستحكمة رغم أنه "محشور بالزاوية وحالته بالويل" ؟ وقد أشرنا سريعا إلى أن قادة الثورات هم عادة سبب نجاحها أو انتكاستها ؟ وسنفصل ذلك فى النهاية ولكننا لن نفجر مفاجأة فرأينا قلناه مرارا : إن قادة الثورة يركزون على ظل العدو ( السيسى وأقرانه ) ويتجاهلون جسم العدو ( أمريكا واسرائيل ) فكيف بالله عليكم ينتصر من يحارب الظل ولا يواجه الجسم الأصلى ، بل يرى أن من حسن الفطن أن نخدع الأمريكان ونتظاهر بعدم معاداتنا لهم ، والتعامل معهم كطرف ثالث ، بينما هم العدو الأصلى الذى نثورضده ، وهو الذى يحرك الانقلاب ويمده بأسباب القوة ، حتى وإن اختلف معه فى التفاصيل التكتيكية . وهم صانعو كل السياسات التى تحكم البلاد من عهد مبارك إلى عهد السيسى . إن الأمريكان - وفقا للقصة الشهيرة - هم القرد الذى ذهبت إليه قطتان ليقسم بينهما قطعة الجبن بالعدل ، فالتهم قطعة الجبن كلها . والقطتان اختلفتا قليلا طوال السنوات الثلاث الماضية فكانت مرة : المدنيون والعسكريون ، ومرة الاسلاميون والعسكريون ، ولكن ظل القرد النصاب الذى يلتهم مصر ثابتا وهو أمريكا . ومايزال المصريون يحتكمون إلى الغرب وأمريكا وإن جاز ذلك للعسكر فلا يجوز للاسلاميين الذين قال لهم القرآن الذى يحفظونه ويدرسونه ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) والحقيقة فأمريكا ليست مجرد الحكم ، بل هى الحاكم الفعلى للبلاد ، والخونة من أتباع مبارك حاملى البطاقات المصرية ينفذون تعليماتها ، فتبدو وكأنها قرارات "وطنية".
سنعود لهذه المعضلة التى كانت سببا فى ضياع البلاد على مدار 40 سنة . ولكن دعونا نكمل تشخيص الموقف ، وقد بدأنا بالموقف السياسى وسنكمل تطوراته التى حدثت خلال الأيام الماضية :
الموقف السياسى
ملخص ما قلناه أن حكم العسكر فشل فى إخفاء أنه انقلاب !! ونجح نجاحا منقطع النظير فى عزل نفسه عن كافة القوى السياسية التى أخطأت أو تورطت معه فى 30 يونيو عدا الأقسام التى التى كانت أصلا جزءا أصيلا من حكم مبارك ، ونجح فى عزل نفسه عن الشعب بما فى ذلك القطاعات التى خدعت بحكاية 30 يونيو . وكنا قد وصلنا إلى الانتخابات الرئاسية المزعومة وقلنا إن المجلس العسكرى يمارس الانتخابات حاليا فى السر ، وإنهم يصفون بعضهم بعضا ، للتوصل إلى مرشح واحد للرئاسة . كتبت ذلك فى الصباح وفى مساء نفس اليوم ظهر ما كنت استنتجه ، فصدرت قرارات السيسى لعزل قائد الجيش الثانى وآخرين وإجراء عددا من التنقلات فى المراكز العليا للجيش وبما يغير فى تركيبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة . أى أن السيسى يحاول أن يؤمن ظهره فى حالة استقالته من الجيش لتولى الرئاسة . واستمرار عدم إعلان ترشيح السيسى لنفسه طوال هذه الشهور وحتى الآن ، رغم أن الانتخابات أصبحت على الأبواب ، يؤكد وجود خلافات خطيرة فى صفوف الطغمة العسكرية ، وهى خلافات شخصية بحتة ، لاعلاقة لها بالسياسات ، خلافات قائمة تحت عنوان ( من يشيل الليلة ؟) أى ( من يتحمل المسئولية عن المجازر عندما يسقط الانقلاب ؟ ) أو بالأحرى ( بمن نضحى ككبش فداء حتى لا يسقط الانقلاب أو حتى لا تسقط هيبة الجيش أو حتى يتحقق الاستقرار أو حتى نجرى مساومة مع الاسلاميين ) ولا يأمن السيسى على نفسه من كل هذه الاحتمالات ، وهو يقول لهم : لقد ضحيت بنفسى ووضعتها فى وش المدفع ومن حقى أن أحصل على كل الضمانات الممكنة . وقد حاولوا إرضاءه برتبة المشير ، ولكن السيسى ليس غبيا إلى هذا الحد ، فقد شعر أن رتبة المشير وكأنها قلادة النيل التى أخذها طنطاوى وعنان ، فما فائدة الرتبة بدون وزارة الدفاع ؟!
وبدأ السيسى يطرح فكرة الجمع بين الرئاسة ووزارة الدفاع ورئاسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة أى يجمع بين القائد العام والقائد الأعلى والرئيس بعد أن كانوا 3 أشخاص أو اثنين على الأقل فى عهد مبارك . فيرد عليه أحدهم : هذا معناه أنك لاتثق فينا وهذا لايجوز ، كذلك سيعطى هذا انطباعا بأن الجيش لايوجد فيه إلا السيسى ، وسيؤكد فكرة الانقلاب والحكم العسكرى.
كذلك فإن السيسى لايثق أن يتولى غيره رئاسة الجمهورية من العسكريين ويبقى هو وزير الدفاع ، لأن رئيس الجمهورية العسكرى يمكن أن يرتب أموره مع العسكر ويطيح بوزير الدفاع !! ( يبدو أن الانتحار هو الخيار الأسهل والأضمن للسيسى !!).
ويزيد من تعقيد الموضوع أن الأمريكان طرف حاسم فى هذه المناقشة ، وقد كان واضحا أنهم يميلون لعدم ترشيح السيسى رئيسا ، بل هذا ماقاله وزير الدفاع الأمريكى فى أحد تصريحاته ، وقاله ولى عهد الإمارات الذى يعرف النبض الأمريكى جيدا وقاله غيرهما ، ومن الأسباب الظاهرية التى سيقت لترجيح هذا الخيار : ( حتى لا نؤكد أن ماجرى فى 30 يونيو كان انقلابا عسكريا ) . وكل هذا التأخير فى إعلان السيسى مرشحا يعكس ضراوة الخلاف فى الكواليس العسكرية المصرية والأمريكية .
وقد كان ترشيح عنان يستهدف ضرب أكثر من عصفور بحجر : فهو عميل أمريكى مختبر وبامتياز ، ويمكن أن يتبرأ من كل جرائم الانقلاب لأنه لم يشارك فيه ، وممكن أن يمد يده للاسلاميين بغصن الزيتون ، كى يأتوا ويعملوا تحت إمرته على طريقة مبارك فى عام 2005 . استغل السيسى وجود عنان فى مصر وتم اقتياده لمؤتمر صحفى كى يعلن إنسحابه . وعندما تعتب عليهم أمريكا يقولون لها : إحنا بتوعكم يا افندم هو احنا اتأخرنا عليكم فى حاجة . بس بلاش عنان ( على نفس طريقة مبارك عندما كان يطلب من الأمريكان أن يستمر فى الحكم) . أما شفيق فهو فى الخارج فى حمى الامارات، لذلك بدأت حملات دعاية له باعتباره الرئيس القادم . وكل هذه مساومات وضغوط سنعرف خلال ساعات إلى أين ستصل بهم ؟ أما موافى فله صفحة تؤيده منذ زمن على الفيس بوك . ويشهد الله أننى غير مهتم بكل هذه التفاصيل ، فكلهم ينطبق عليهم ( ما أسخم من سيدى إلا ستى ) ولكننى أسوقها لأوضح حجم الأزمة الداخلية بين العسكر وبينهم وبين الأمريكان ، وهى أزمة ناجمة عن فشل مشروع الانقلاب ، وعدم قدرته على الثبات على الأرض إلا بقذائف المدفعية والطيران وطلقات الجرينوف ، ولايمكن إدارة الأمم بهذا الأسلوب إلا فى أذهان المتخلفين عقليا .
وفى هذا الإطار فإننى غير مهتم إطلاقا بالإطلاع على قانون الانتخابات الرئاسية ، لأن البلد لم يعد فيه قانون ، وهذه الانتخابات بالذات تحسم الآن كما ذكرت فى الكواليس . ولكن الأمر لايخلو من فكاهة . ونحن نحتاج لبعض الفكاهة فى هذا الزمن الأغبر للتسرية عن النفس ، ولكننى لا أقصد ذلك فى هذا المقال ، ولكن لتوضيح حجم الأزمة المستحكمة فى عقول ونفوس العسكر ، فهم يحاولون التفصيل فى القانون حتى يمنعوا من يريدون ؟ ومن ذلك ماورد من تحصين للجنة الانتخابية وهو ماكان فى الانتخابات السابقة ، ولكن فى هذه المرة لاتوجد حالة الحريات والتوازن السياسى الذى يحيط باللجنة ، فهذه المرة اللجنة فى قبضة العسكر تماما. وكذلك فإن القضاء فى قبضة العسكر ولكنهم يريدون الأمر أن يمر بدون محاكم وقضايا . أما الأمر الأكثر طرافة فهو إصدار مايسمى اللائحة التنفيذية للقانون يمكن من خلالها إيجاد وسائل أخرى لاستبعاد أى مرشح . ومنها حكاية الكشف الطبى الذى تقوم به وزارة الصحة على المرشح ، والآن ماهى الأمراض التى تحول دون الترشح ؟ فإذا استبعدنا الزكام ، فهل تعتبر أمراض الربو والقلب والضغط والحساسية مانعة للترشح ؟! وقيل إن هذا البند تم وضعه لاستبعاد حمدين صباحى لأنه مصاب بفيروس سى !! المهم لقد دخل العسكر فى طور الهزل والتهريج ، فهم يراهنون على أن صحتهم زى البمب ، وأن وزارة الصحة تحت سيطرتهم !! هم يستطيعون القضاء على أى مرشح بالتزوير ولكن إستبعاد من يمكن أن يمثل صداعا أفضل ، وهذه هى الرؤية الديموقراطية العسكرية .
وكانت الشعب الالكترونية قد نشرت التالى :
فوجئ المواطنون صباح الأربعاء بلافتات ضخمة تغزو الشارع المصري وخاصة بمحافظة القاهرة ، مكتوب عليها "حركة أنت الرئيس"، و"نعم لترشيح أحمد شفيق لرئاسة الجمهورية"، وذلك بالتزامن مع انسحاب الفريق سامى عنان بعد تهديده بمستندات خطيرة له، وعقب زيارة الفريق السيسى له بالامارات ليكتمل مسلسل الفلول والعسكر، فهل هو صراع على السلطة أم اتفاق بينهم ؟
وفى سياق متصل انتشرت منذ أسابيع في شوارع القاهرة لافتات “غامضة” لا تحمل صورة ولا اسمًا، ولكن فقط كتب عليها عبارة: “اتقل يا شعب الكبير جاي
وكانت لافتات دعائية ضخمة شبيهة بالحملة الجديدة، انتشرت في مارس/ آذار 2012، قبيل الانتخابات الرئاسية الماضية، تحمل كلمة واحدة “الرئيس”، تبين لاحقا أنها تخص أحمد شفيق، وتكلفت، بحسب الحملة، 3 ملايين جنيه.
وقد أثارت اللافتات الإعلانية ذات الحجم الكبير المنتشرة في الشوارع وعلى الجسور المختلفة، دهشة الكثيرين علي مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين “عن ماهيتها؟، وهل هي حملة لأحد المرشحين المحتملين، أم أنها حملة إعلانية تقوم بها إحدى الشركات الخاصة المسؤولة عن إعلانات الطرق في مصر؟”.
وفي هذا الوقت قام "السيسى" بزيارة غامضة ل"شفيق" لم يفصح عنها أى منهما ولا عن سبب الزيارة حتى بعدما كشفت لوسائل الاعلام، وحاول بعض الاعلاميين سؤال شفيق ولكنه امتنع عن الافصاح عن سبب الزيارة.
وبعد هذه اللافتات الدعائية بأيام ظهر تسريب لشبكة رصد، منسوب ل "أحمد شفيق"، قال فيه أن الانتخابات الرئاسية في حالة ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ستكون هزلية، ووصف السيسي بالجهل، ورفض شفيق أن تكون مشاركته في الانتخابات مجرد تحصيل حاصل.
وانتقد شفيق طريقة ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية كما هاجم موقف الجيش منها وأكد أنه لن يشارك فيما وصفها بالمهزلة.
وكتب سامح عرايس منسق حملة عمر سليمان السابق عبر صفحته على الفيس بوك بعد التسريب أن هناك عداء نشب بين شفيق والسيسى . ( انتهى خبر الشعب الجديد )
وأثناء كتابة هذه السطور وصلنى نبأ نقلا عن القبس الكويتية ( ونحن نعلم أخبارنا الآن من الخليج !!) أن موافى مدير المخابرات العامة السابق هو الذى سيترشح للرئاسة ، وقد أشرت فى مقالى السابق والحالى لهذا الاحتمال .
مرة أخرى لايهمنى من من الثلاثة سيترشح : شفيق أو سيسى أو موافى ، فلا فرق بينهم فى المواقف والسياسات ، ولكن أشير فقط إلى حالة عسر ولادة المرشح فى أوساط العسكريين وبينهم وبين الأمريكيين . وضع السيسى سىء له ولهم فى الحالتين : إذا ترشح سيؤكد فكرة الانقلاب العسكرى التى يحاولون إخفاءها !! وإذا لم يترشح ستصبح كل الدعاية التى تفجرت حول ألهيته أو نبوته مدعاة للمزيد من السخرية ، فالآلهة والأنبياء لا يتراجعون ولا يمكن استبدالهم بغيرهم . إلا إذا . إلا إذا شنت حملة كاسحة وسريعة لإثبات ألوهية موافى أو نبوته على الأقل ، والوقت ضيق ، وسيكون الأمر محرجا لكل من تعبد فى محراب السيسى كيف سيشرك به ، ويولى وجهه شطر موافى . اللهم لا تجعلنا من هؤلاء أو هؤلاء !
هذه الصورة الهزلية هى الصورة الحقيقية الواقعية ، ومن سار فى حماقة الانقلاب العسكرى عليه أن يسير فى دروب هذا التيه حتى يسقط مدرجا بالعار والخزى إن شاء الله . فلا نجاة ولا فلاح إلا بالصدق ، والأكاذيب لم تصنع نظاما ولم تقم استقرارا ولا ملكا عريضا . وكل النظم وكل الحكام الذين أفلحوا عبر التاريخ كان لهم مشروع ما ورؤية ما ، وصدقوا الناس فى عرضها . ولم يستقر ملك لمجرد النهم والرغبة فى السلطة والعبودية للأجنبى .
وأكتب اليوم مساء الجمعة الموافق 21 مارس 2014 وهو من أيام الثورة المذكورة لأن الحشود كانت كبيرة وأكبر من يوم 19 مارس ، وشملت كل أرجاء الوطن . وهذا أمر له دلالة ، وأخذت الشرطة ضربات تأديبية فى حلوان وأماكن مختلفة .
والآن انتقل للوضع الاقتصادى.
السياسة هى الأساس وماتعرضنا له حتى الآن هو الأهم ، لأن السياسة هى التى تحكم الاقتصاد ، على عكس مايتصور البعض . بل السياسة هى التى تحكم كافة جوانب المجتمع . السياسة هى الإدارة الكلية والشاملة لكافة شئون ومكونات المجتمع ، و الاقتصاد من أهم هذه المكونات ، وهو عصب الحياة حقا .
فى أواخر عهد حكم مبارك أكدنا أن مصر تعيش فى فوضى وانهيار اقتصادى ونظام لصوصى لمجموعة من العصابات ، وأن مصر لم تنتقل من نظام اشتراكى فى عهد عبد الناصر إلى نظام رأسمالى أو نظام السوق الحر كما زعم الحزب الوطنى الحاكم ، بل أصبح نظام السلب والنهب .
فى عهد مرسى ، غلب على الاخوان الفكر الليبرالى الاقتصادى وهذا موقفهم المعروف ، ونرى أن ذلك من أسباب فشل التجربة سريعا ( التركيز على رفع الدعم ، والتفاوض مع صندوق النقد الدولى ، والقروض والمنح ، وتركيز الاهتمام على الاستثمار الأجنبى وخاصة الغربى الخ ) . وكانت فى المقابل محاولات إيجابية فى سبيل الاعتماد على الذات فى القمح وغير ذلك من القرارات الايجابية التى لم تأت فى سياق متكامل بالإضافة لنظافة اليد . أما فى عهد الانقلاب فنحن أمام حالة من الانهيار الشامل . نحن أمام عودة أكثر صراحة للاعتماد على الخارج ، وإغراق البلاد فى الديون بمعدلات أكثر بكثير من عهد مرسى ، بل وصل الأمر إلى حد إذلال مصر أمام السعودية والإمارات والكويت . وصل الأمر فعلا إلى حالة من الخضوع المروع لطلبات الإمارات ( بصورة لاتقارن بعلاقة حكم مرسى بقطر ) . و الاستدانة والمنح والودائع لا تقيم اقتصادا . تدفقت على مصر عشرات المليارات خاصة من الامارات والسعودية ثم الكويت . ولكن تدفق الأموال من الخارج أو طبعها فى الداخل وهو ماحدث بعشرات المليارات أيضا ، لايقيم صلب أى اقتصاد فى الدنيا ، بل هذا هو أقصر الطرق لحتفه . الاقتصاد يقوم على دائرة من الانتاج والاستهلاك ، والنقود وسيط بين الاثنين . ولكن النقود لاتغنى عن الانتاج ، وإلا تحولت إلى أوراق لامعنى لها ولا قيمة ، فطبع واستيراد النقود أقصر الطرق للتضخم المروع ، أى إنفجارالأسعار بصورة لايمكن التحكم فيها ( لاحظ على سبيل المثال ارتفاع تكلفة النقل 100 % ) وزيادة معدلات البطالة ، ففى ظل تراجع معدلات الانتاج ، فإن فرص العمل تتقلص كل يوم ، وتدفع الأيدى المتعطلة للاعتماد على الأيدى العاملة فى كل أسرة ، وهذا مايؤدى إلى تقلص القدرة على الاستهلاك حتى فى الضروريات .
باختصار نحن من الناحية الاقتصادية أمام حالة من الانهيار الشامل ، لايمكن للحياة أن تستمر به ، نحن الآن أشبه بحافلة تندفع بأقصى سرعة فى منحدر بدون فرامل ، ولايوجد أى احتمال سوى الارتطام بصخر أو السقوط فى هاوية ، وهذا ماحذرت منه أهم صحيفة اقتصادية أمريكية ( وول ستريت جورنال ) . ولكن لماذا وكيف حدث هذا الوضع المتردى . التفصيل فى الحلقة القادمة إن شاء الله .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.