هددت الكنيسة المصرية بالانسحاب من مجلس الكنائس العالمي اذا لم يتم اتخاذ موقف متشدد من بابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر علي موقفه من الاساءة للدين الاسلامي. ونسبت مصادر كنسية للبابا شنوده بطريرك الكنيسة الارثوذكسية قوله ان تصريحات بنيديكت ادت الي ازمة في العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في العديد من بلدان العالم لذا فمن الواجب اعادة الامور الي نصابها. ودعا شنوده الي ضرورة الحفاظ علي علاقات مثالية بين اهل الديانات السماوية ووصف العلاقة بين الاقباط والمسلمين بأنها تاريخية وجيدة واسمي ما نملك لذا ينبغي علينا الحفاظ عليها والوقوف دون ان تنال منها اي جهة. وقد أرسلت سكرتارية الكنيسة الارثوذكسية بالفعل لمجلس الكنائس العالمي طلبا يحمل بين طياته تهديدا مباشرا بالانسحاب احتجاجا علي عدم توجيه اللوم لبنيديكت. وفي السياق نفسه دعا المستشار نجيب ميخائيل الناطق بلسان الكنيسة المصرية لوقفة احتجاجية في الثالثة ظهر يوم الجمعة يشارك فيها عدد كبير من القساوسة في اول تجمع من نوعه وذلك للتنديد بتصريحات بنيديكت السادس عشر، وقد اعلنت طائفة القساوسة الانجيليين والتي يرأسها القس صفوت البياضي المشاركة في الوقفة التي تقام بشارع شبرا ذي الاغلبية القبطية بشمال القاهرة. واعلن ميخائيل ان اقباط مصر متألمون للغاية من الاساءة للاسلام وللرسول الكريم والتي وردت علي لسان بنيديكت. واضاف بان البابا شنوده قد هدد بالانسحاب من مجلس الكنائس العالمي اذا لم يندد بما جري ويدعو بنيديكت للاعتذار صراحة وبدون استخدام الالفاظ الفضفاضة. واكد علي ان خروج الاقباط ليدافعوا عن مشاعر اخوانهم المسلمين لا ينبغي النظر اليه بدهشة وذلك لان عمق العلاقة بين الطرفين ادي الي صهر الكيانين داخل نسيج واحد. وقد تقرر ان يرفع القساوسة والرهبان في اول وقفة احتجاجية من نوعها شعارات ولافتات تندد ببابا الفاتيكان وتدعوه للتوبة الي الله من الآثام التي نطق بها زورا وبهتانا. ومن بين الذين يحضرون المظاهرة القمص مرقص عزيز خليل راعي الكنيسة المعلقة بمصر القديمة بجنوب القاهرة والقمص متياس نصر راعي كنيسة العذراء بالمرج والقس اسانيوس راهب كنيسة العذراء والقس قسطنطين راهب كنيسة مصر القديمة. و اكد الانبا اسانيوس ان ما ذكره بنيديكت بشأن الاسلام يؤلم كل مسيحي ومؤمن في هذا العالم مشددا علي ان البابا شنوده وجميع الطوائف المصرية تشعر بالغضب الشديد بسبب تلك التصريحات غير المسؤولة والتي لا علاقة لها بحقيقة الايمان. واشار الي ان الكنيسة المصرية تكن عميق الاحترام للاسلام وكافة الشرائع السماوية. ودعا اسانيوس الي ضرورة التكاتف بين المؤمنين في العالم من اجل نبذ روح العنصرية التي تؤدي للحروب وتهدد سلام الامم. وهاجم السياسي القبطي عضو مجلس الشعب الاسبق جمال اسعد عبد الملاك ما وصفه بروح العنصرية التي اصبحت تهيمن علي دولة الفاتيكان والتي كشفت تصريحات بنيديكت الاخيرة عن بعض منها. واكد علي ان آثار ما ذكره بابا الفاتيكان سوف تستمر طويلا وذلك لان ما نطق به يعد تشويها كبيرا في حق الاسلام وحق نبيه الكريم. ودعا عبد الملاك لضرورة ان يكون هناك نوع من التراحم بين اهل الديانات السماوية ووصف علاقة المسلمين والاقباط بأن بعها بعض الاحتقان والسبب في ذلك علي حد رأيه عائد للدولة التي تقوم باضطهاد الطائفتين معا.