اتهم المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية الأميركية رالف نادر منافسه ومرشح الحزب الديموقراطي باراك أوباما بأنه يعاني من عقدة كونه أسود ويسعى لحل ذلك عبر "التكلم مثل البيض" والتقرب من مصالحهم. ونقلت صحيفة "روكي ماونتن نيوز" عن نادر أن أوباما يحاول "التكلم مثل البيض". ورأى المرشح المدافع عن حقوق المستهلكين أن أوباما يسعى لحل "عقدة الأبيض (بالتفوق)" في سياق سعيه للفوز بالرئاسة.وأوضح "يريد (أوباما) أن يظهر أنه لا يشكل تهديداً...(أي) تهديد سياسي آخر من سياسي أميركي من أصل أفريقي". وأضاف نادر، المرشح من أصل لبناني، أن أوباما "يريد أن يتودد لعقدة الأبيض. أنت تتودد من هذه العقدة ليس عبر إبراز أن الأسود جميل وقوي. بشكل أساسي إنه يحاول وضع حد لها (عبر التأكيد أنه) كشخص لن يهدد هيكلية السلطة البيضاء سواء كانت على شكل شرطة أو بكل بساطة كانت حكماً للأقلية. وهم (البيض) يحبون ذلك. البيض يلتهمون كل شيء". واعتبر أن الفارق الوحيد بين أوباما وغيره من المرشحين الديموقراطيين السابقين الذين كان انتقدهم نادر هو أن سيناتور إيلينوي أسود. وأردف "لم أسمعه يتكلم على إجراءات صارمة بحق الاستغلال الاقتصادي في الغيتوات، وقروض الأجور اليومية، والإقراض المتوحش... ماذا يمنعه من القيام بذلك؟ ألأنه يريد أن يتكلم (ويتصرف) مثل البيض؟ (ألأنه) لا يريد أن يكون مثل جيسي جاكسون؟. وقال نادر إنه يترشح للانتخابات الرئاسية لأن كلاً من المرشحين الديموقراطيين أو الجمهوريين يتعاملون برأفة مع مصالح الشركات. ويتهم الديموقراطيون نادر بأنه كان وراء خسارة مرشحهم آل غور في الانتخابات الرئاسية العام 2000في مواجهة الرئيس الحالي جورج بوش حيث حصل في ولاية فلوريدا على 96ألف صوت كانت ستذهب بمعظمها إلى غور الذي خسر تالياً بفارق 600صوت عن بوش ما جعل الأخير يفوز بالرئاسة. ويتنافس السناتور الديمقراطي أوباما مع السناتور الجمهوري جون ماكين على رئاسة الولاياتالمتحدة ولديه مزايا عديدة أهمها ذكاؤه السياسي الحاد.يشار إلى ان "العبقرية السياسية" هي مصطلح لا يلقى تقييماً كافياً وواسع النطاق، ويمكن أيضاً أن يكون من الصعب تحديده. لكن أوباما أظهر بالفعل مهارات سياسية تنظيمية واستراتيجية لم يسبق لرئيس ان أظهرها منذ الرئيس السابق رونالد ريغان في العام 1980.ولم تكن النقطة السلبية الكبرى في بداية جولاته الانتخابية ضد المرشحة الديمقراطية السناتور هيلاري كلينتون هي حقيقة كونه أميركياً من أصل إفريقي وإنما كونه سيناتوراً مبتدئاً يواجه مرشحة معروفة كانت من أبرز الوجوه في الحزب الديمقراطي طوال 16سنة.وأثبتت هيلاري كلينتون طوال حملتها طاقة وتصميماً ومرونة وصلابة وأبدت قوة أكبر من أوباما في عدد من الولايات الصناعية والدوائر الانتخابية الديمقراطية الطابع، لكن سناتور إيلينوي تخطاها من الناحية التنظيمية والإستراتيجية وأظهر برودة أعصاب وتصميماً على رفض الضغوط من حملة كلينتون الانتخابية لتكون بعد هزيمتها مرشحة الديمقراطيين على منصب نائب الرئيس. وكان الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وكبير المسؤولين الاستراتيجيين السياسيين لديه جيمس كارفيل حصلا على لقب العبقريين بعدما هزم كلينتون الرئيس جورج بوش الأب في العام 1992وأصبح أول رئيس ديمقراطي يفوز في الانتخابات لولاية ثانية طوال نصف قرن من الزمن منذ فرانكلين روزفلت شخصياً.لكن المرشح المستقل للرئاسة روس بيرو قدم في ال 1992وال 1996الفوز بالانتخابات لكلينتون على طبق من فضة بعدما نال، بصفته طرفاً ثالثاً في الانتخابات، أصواتاً من الجمهوريين تبلغ ضعف ما ناله من أصوات الديمقراطيين