كشف خبراء سياسيون أن الاحتلال الأمريكي قد أقام "مدناً عسكرية" ضخمة في العراق تمكنه من تهديد إيران، في ذات الوقت الذي تحاول فيه إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إجبار الحكومة العراقية على توقيع اتفاقية أمنية طويلة الأمد لتحويل العراق إلى "مستعمرة نفطية أبدية". وبحسب صحيفة الخليج الإماراتية فقد كشف باتريك كوكبرن، أحد الخبراء السياسيين الأمريكيين، أن الإدارة الأمريكية شيدت "مدناً عسكرية" في البلد المحتل فضلاً عن القواعد، إذ يمكنها استخدام قاعدتين كبيرتين منها على الأقل لتهديد طهران . وأوضح كوكبرن أن الاحتلال الأمريكي يحتاج فقط للمحافظة على اثنتين من هذه "المدن العسكرية" كي تستمر هيمنته العسكرية هناك من جهة، وليشكل تهديداً ثابتاً لإيران من جهة أخرى. واعتبر كوكبرن أن تنازل أمريكا عن حصانة المتعاقدين العسكريين من المقاضاة أمام القانون العراقي، في مقابل تمرير الاتفاقية، وإن كان سيؤدي لانخفاض أعداد هؤلاء المتعاقدين، إلا أنه لا يعد شيئًا إذ ستحتفظ القوات الأمريكية بحصانتها أمام أية مساءلة قانونية. ويرى كوكبرن أن الأمر الحاسم بالنسبة لمفاوضات الاتفاقية الأمنية، سيكون مقترناً بمواقف الحكومة الإيرانية التي تعارض إبرام الاتفاقية بشكل كبير. وفي سياق مؤامرات بوش وإدارته على العراق، كشفت تقارير إعلامية غربية أن الرئيس الأمريكي ونائبه ديك تشيني مارسا ضغوطاً كبيرة على الحكومة العراقية لتوقيع "اتفاقية سرية تحوّل العراق إلى مستعمرة أبدية" تابعة لواشنطن. يأتي هذا في الوقت الذي سيشهد الأسبوع المقبل توقيع الشركات النفطية الأكبر في العالم صفقاتها للعودة إلى استغلال احتياطيات النفط العراقي بعد طردها قبل 36 عاماً، ما سيسمح بسيطرة هذه الشركات على حقول النفط العراقي بالجملة. وكان وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي قد صرح أن المباحثات حول الاتفاقية الأمنية بين الوزير هوشيار زيباري وسفير واشنطن لدى بغداد إيان كروكر، أمس، كانت ايجابية وجرى التأكيد على أهمية استمرار المفاوضات للتوصل إلى "اتفاقية تحفظ سيادة وأمن العراق وتحقق مصالحه الوطنية".