هدد 58 من كوادر وقيادات الحزب الوطني بمحافظات: القاهرة الكبرى والإسكندرية والإسماعيلية، في مذكرة أرسلوها إلي الرئيس مبارك - بوصفه رئيس الحزب – بالانشقاق عن الحزب احتجاجا علي اختيارات وسياسات المجموعة المحيطة بجمال مبارك. وقالوا في مذكرتهم: إن الأساليب القديمة التي كانت تمارس داخل أروقة الحزب "حاضرة"، مع ما يسمي ب"الحرس الجديد"، ولكن بصورة مختلفة، فمازالت هيئة المكتب أسيرة التقارير التي تكتبها الجهات الأمنية.
وأشاروا إلي أن ملف الحزب التنظيمي صار في يد ثلاثة أعضاء من هيئة مكتب الحزب، ومن ثم فهناك حاجة لتدخل الرئيس، لأن التيار المسمي ب«الإصلاحي» يسئ للحزب وإرادة أعضائه.
وأضافوا: لقد تكسرت كل الآمال في التطوير الحقيقي للحزب، ووضع أهداف وآليات حزبية جديدة، فتلاشي مبدأ «الحزب ليس ملكاً لأحد»، الذي ذكرتموه في أحد خطاباتكم.
وطالبت المذكرة الرئيس بدعمهم في مواجهة ما يسمي ب«التيار الإصلاحي» داخل الحزب، الذي يستمد قوته من قربه من جمال مبارك أمين السياسات.
وأكدت المذكرة أنهم خاطبوا جمال مبارك باعتماد الانتخابات الداخلية، كآلية الاختيار للمواقع الحزبية، لضمان تمثيل أفضل حقيقي، ولكنهم فوجئوا بأن ما كان يحدث في الماضي يتكرر في الحاضر.
وقالت المذكرة: إن التطوير الذي كنا نأمله ونرغبه لمدة عشرين عاماً، كنا أول ضحاياه.. ولقد قمنا بتحذير جمال مبارك من ذلك، خاصة عند اختيار المرشحين لانتخابات مجلس الشعب الماضية، بل سلمناه مذكرة بهذا المعني، ولكن وجدنا مرشحي الحزب من المفصولين والذين لم يدخلوا المجمع الانتخابي، وكانت النتيجة الصعود الانتخابي لجماعة الإخوان، في ظل عدم الالتزام بالمعايير التي تم تحديدها في اختيارات المرشحين.
وأضافت المذكرة أن تقديم الشكاوي والاعتراضات، لم يعد كافياً لكي تصل وجهة نظر أعضاء الحزب إليكم، خاصة أنه قد تقدمنا بمذكرات احتجاج لمعظم أعضاء هيئة المكتب بالحزب، وآخرها ما قدمناه إلي أحمد عز أمين التنظيم، اعتراضاً علي ترشيح بعض أمناء الحزب بالمحافظات، ولكن لم تلق هذه الشكاوي والاحتجاجات أذناً صاغية.. ومن ذلك ما قدمته مجموعة الجيزة بشأن اعتراضها علي اختيار مكرم هلال أميناً للحزب بالجيزة.
وأكدت المذكرة أنهم سيقومون بجمع توقيعات من الحزب ضد هيئة مكتب الحزب الوطني، باستخدام جميع وسائل الاتصالات الممكنة، وطالبوا بحمايتهم من تغول رجال الأعمال والتكنوقراط في الحزب، الذين لا يمثلون أحداً إلا سواهم.
وستقوم المجموعة المعترضة - وفقاً لأحدهم - بإنشاء موقع إلكتروني باسم التيار الإصلاحي الحقيقي في الحزب، للاعتراض والانتقاد لسياسات وأسس الاختيار التي يتبعها الحرس الجديد للحزب، كما ستخصص أرقام تليفونات محمولة لأعضاء الحزب لتلقي رسائل قصيرة «SMS» منهم للتعبير عن رأيهم فيما يخص الإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي والرؤية للتعديلات الدستورية المقبلة.