الاستماع إلى الأستاذ «محمد سلماوى» رئيس اتحاد كتاب مصر، والمتحدث الرسمى باسم لجنة الخمسين؛ وجبة روحية وفكرية شهية يحرص الكثيرون على تناولها من وقت لآخر، للتخفيف من حالة الاكتئاب الحادة التى أصابت المجتمع على اختلاف أطيافه وشرائحه؛ فهو يجبرك على أن تضحك أو على الأقل تبتسم وهو يتحدث العربية بطلاقة منقطعة النظير، إنه يذكرك أحيانا بالفنان الراحل عبد الفتاح القصرى، وهو يحاول أن يتظاهر بأنه عالم فى اللغة والنحو، فيكتشف المستمع فى الحال، ومع أول كلمة ينطقها بأن علاقته باللغة علاقة فاضحة، هل تتذكرون عندما قال لفاتن حمامة: «أنا فخورن بك»، ثم أراد أن يوهمها بأنه عبقرى فى اللغة، فتهجى حروف كلمة فخورن هكذا، فاء خاء واو راء نون، فقالت له: لا يا بابا هى بدون نون، ولكنه تنوين بالضم. سلماوى من هذه النوعية؛ فهو -وليتكم تلاحظون فى المرات القادمة أو ليتكم تراجعون حواراته على يوتيوب- دائما يسكن نهايات الكلمات هربا من اكتشاف علاقته غير الشريفة باللغة، وحين تجبره بعض الكلمات على أن يضبطها أو يشكلها، يحدث المشهد الفكاهى الذى يشبه مشهد القصرى فى «فخورن»، فمثلا فى إحدى المرات، قال كما «ترُون» بضم الراء، وهى ينبغى أن تتفح لأن الياء هنا تنطق ألفا فى الفعل يرى ولا تنطق ياء، وفى مرة أخرى قال «ليست مهمتها» جمعا بين العامية والفصحى بطريقة فذة لم سيبقه إليها أحد، فقالها هكذا، كسر الميم الثانية (كما فى العامية) ثم تذكر أنه يتكلم الفصحى (فصحى سلماوى طبعا) ففتح تاءها، وفى مرة ثالثة (تذكر حين تجبره الكلمة على أن يشكل) قال «التى نبحثها» بتسكين الثاء بدلا من ضمها لأنها فعل مضارع مرفوع. وفى مرة رابعة قال «تختلف عن مثيلاتها»، بتسكين التاء بدلا من كسرها، وفى النهاية نحن لا نتصيد الأخطاء، فهذه ليست أخطاء، لكنها كوارث خاصة إذا كانت على لسان رئيس اتحاد كتاب مصر العربية، على الرغم من أنه يتحدث الإنجليزية أفضل بكثير من العربية أجمل جميلات لغات العالم.. ما يجعلنا نتساءل: كيف يكون سلماوى الذى لم يصل مستواه اللغوى إلى مستوى طالب ثانوى، كيف يكون رئيسا لاتحاد كتاب مصر، ومتحدثا باسم لجنة الدستور؟