معظم الدول العربية تقع تحت وطأة الأنظمة الشمولية المغالية في قمع شعوبها وفي الإستئثار بالسلطة وتوارثها وفي الإرتهان للأجنبي ومما لا شك فيه ان خضوع الجماهير العربية لنفس المعاناة وتساويهم فيها يقود هذه الجماهير الى وحدة المصير , فحاضرهم واحد ومستقبلهم سيكون كذلك. إنّ تشارك كافة الجماهير العربية في هذا الواقع السلبي والقبيح لا ينفي عنه بعض الإيجابية والجميل فيه أن الشعوب العربية باتت شريكة في مستقبل واحد وأصبح أبنائها ملزمين في صناعة التغيير مجتمعين ومتكاتفين كي ينالوا الحرية معا بعد أن شاهدنا الأحداث تنبئنا باقتراب سقوط حجر الدومينو الأول الذي سوف تبدء بعده بقية الأحجار بالتسارع في السقوط كنتيجة منطقية لتداعيات المواجهة الشرسة التي تمارسها المقاومات الشعبية ضد الإحتلالين الإسرائيلي والأميركي لفلسطين والعراق وأفغانستان وأجزاء من لبنان ونتيجة منطقية أيضا للإنتصارات العظيمة التي حققتها هذه المقاومات في فلسطين والعراق وجنوب لبنان , إن سقوط أحجار الدومينو سيأتي أيضا ضمن إجابة الشعب على هيمنة اعدائنا التاريخيين على معظم أنظمتنا وتواجد حاملات طائراتهم وبوارجهم الحربية في البحار والخلجان العربية والإسلامية. لم يعد خافيا على أحد أن المقاومات العربية والإسلامية في كل من فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان أحتلت مكانا لها في قلوب ونفوس الجماهير العربية والمسلمة وراحت تحدث تغييرا تراكميّا بداخلهم سوف يقودهم حتما الى الثورة على أعداء الأمة في الداخل والخارج. ويدلل على صحة هذا الكلام ما نشاهده من خروج أحرار العرب والمسلمين بمئات الآلاف الى شوارع المدن العربية معبرين عن ألمهم ومعلنين عن تضامنهم مع أخوانهم الغزيين إثر تعرضهم في الأيام القليلة الماضية للقتل والحرق والإبادة الجماعية على يد العدو الصهيوني الغادر. ولا بد أيضا من رصد حجم الفرح الذي عبرت عنه الجماهير بعد الصمود الأسطوري لمقاومي القطاع في وجه الهجمة الإسرائيلية الشرسة حيث دحرت المقاومة الفلسطينيه الإسرائليين وأجبرتهم على التراجع كما لا بد من الحديث عن الفرح الكبير الذي عبرت الجماهير الفلسطينية والعربية عنه إثر نجاح العملية الإستشهادية الإنتقامية التي أصابت العدو الصهيوني في القدسالغربية في مقتل وذلك بوصول يد المقاومة المباركة الى مدرسة "مركاز هراف" تلك المدرسة التي تخرّج منذ العام 1924 عتاة الصهاينة الأكثر تطرفا والأكثر خبرة في الاستيطان والأشد كرها للأسلام والعروبة, لقد أثلجت العملية صدور أحرار الأمة وشحذت عزائمهم وأضيف إسم منفذها البطل الشهيد علاء ابو دهيم الى قائمة ابطال العرب والمسلمين العظماء من أمثال الشهيدين الشيخ أحمد ياسين وعماد مغنية وشهداء عظام آخرين . ما زال ورثة سايكس- بيكو مكابرين ومعاندين يرفضون التصالح مع شعوبهم ولا يقبلون التخلي طوعا عن استفرادهم بجميع مقاليد الحكم ويرفضون الإعتراف بالحقوق السياسية والإجتماعية لأبناء الوطن , فمنذ أن عمل مقص سابكس- بيكو في بلادنا اعتاد الحكام رؤية المواطن خاضعا ومطأطئا لرأسه يسيطر الخوف على قلبه وعقله وربما لم يدركوا بعد ان المقاومات العربية والإسلامية أدخلت المنطقة في عصر جديد وراحت تصرخ بآذان المواطنين من أجل أن يستيقظوا وبآذان الحكام كي يكفوا عن الإستفراد بالسلطة والتحكم ظلما بمصائر شعوبهم... آلية التغيير في وطننا الكبير انطلقت وستقودنا حتما لبلوغ الأنعتاق من التسلط والى التحرر والنصر ويبدو أن شمولية الأنظمة ستجعل من التغيير المنتظر تغييرا شاملا أيضا سوف يمتد ليطال كامل المساحة العربية والإسلامية في الإتجاهات الأربع.