تنظر الجماهير العربية للإنتفاضة الحالية للشعب المصري بعيون يملؤها الأمل في التغيير . تتجه قلوب وعقول أحرار أمة العرب نحو حركة الغليان الشعبي لأكثر من خمسة وسبعين مليون مواطن عربي مصري يعانون من ظلم ذوي القربى ومن طغيان سلطوي وصل الى حد لا يحتمل , هذا الطغيان السلطوي الذي حاول ويحاول سلخ مصر عن أمتها العربية التي هي بموقع القلب منها هذا الطغيان السلطوي الذي أدخل عشرات الملايين من ابناء الشعب المصري في صراع مرير مع العوز والجوع , كيف يجوع شعبا ..؟ عرفت ارضه بخيراتها الوافرة وعرف أبناءه عبر القرون الماضية بتفوقهم العلمي وبإبداعاتهم الثقافية والأدبية والفنية التي عمّت وفاضت خيراتها على كامل التراب العربي من المحيط الى الخليج . نعلن نحن العرب غير المصريون أن المصريين هم قرّة أعيننا وهم قادتنا , أول خريجينا الجامعيين أنعمت بهم علينا مصر وأول أدبائنا وشعرائنا إما مصريون أو كانوا ينهلون معظم علومهمم وآدابهم من المنابع المصرية الأصيلة . كيف يجوع أدباء أمتي وعلماء أمتي وأصلائها ؟ كيف يظلمون ويلقون في زنازين السلطان فقط لانهم طلاب للحرية يدافعون عن حقهم المشروع في حرية التعبير وفي توفير ما يكفي من الخبز النظيف لصغارهم قبل كبارهم .
انتفضي مصر انتفضي.. فالنصر بات قريب , انتفضي وانتصري كي تقودي أمتك العربية من جديد . إن احرار أمتك يتلهفون لعودتك اليهم ويحلمون بمصر حرة أبية وشامخة تعيد العزة لعرب المشرق وعرب المغرب , نريد لمصر العظيمة ان تتربع فوق القمة لكنها قمة مختلفة عن قمم الأنظمة العربية لأنها قمة لأحرار الأمة , قمة لقادة الجماهير العربية المتعطشة للحرية والتواقة للإنتصارعلى جلادينا من أبناء جلدتنا وعلى هزيمة أعدائنا الغرباء المتربصين بنا والمحتلين لترابنا المقدس ولبحارنا وخلجاننا وقنواتنا البحرية , انتفضي مصر فلم يعد الرغيف عزيزا فقط في أرض النيل بل بات مطلبا ملحا لأطفال العرب في كل مكان , فيا مصر الأصيلة إن حرّرت كلمتك ورغيفك فسوف نحرّر حتما خبزنا ورأينا, قلوبنا معكم ايها المصريون الشرفاء وسيوفنا معكم أيضا وعيوننا تشخص نحو انتفاضتكم ونحو الرابع من مايو فاجعلوا منه بشارة للنصر واحرصوا كي يكون يوما ناجحا يؤسس لخلاصكم ولنجاتكم التي هي نجاة لنا. [email protected]