أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس على أن تعليق المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني من قبل رئيس السلطة محمود عباس هي مسرحية، وأن العودة إلى التفاوض هي مهزلة سياسية توضح حقيقة الارتهان المطلق من قبل فريق رام الله لأوامر الإدارة الأمريكية . ورأت الحركة، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، في العودة إلى التفاوض مع الاحتلال إدارة للظهر من قبل الرئيس محمود عباس والوفد المفاوض لدماء الشهداء وضحايا المجزرة والمحرقة الكبرى في غزة والتي حصدت أرواح العشرات من الأطفال والنساء والمصلين من أبناء شعبنا الفلسطيني المحاصر . وقال برهوم، في بيان صحفي، إن إقرار رئيس وزراء الحرب الصهيوني إيهود أولمرت خطط استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدس، وتوعده بمزيد من الجرائم للشعب الفلسطيني مباشرة بعد موافقة الرئيس عباس على العودة للتفاوض مع الاحتلال، هو بمثابة استخفاف بالرئيس الفلسطيني ووفده المفاوض وتصفية للحقوق والثوابت الفلسطينية . كما أكد المتحدث باسم حماس على أن اللقاء الثلاثي الذي سيعقد الخميس المقبل والذي سيجمع وفد السلطة مع الاحتلال الصهيوني برعاية أمريكية هو لقاء أمني فقط، ويأتي في إطار استكمال تطبيق الخطط الأمنية الداعية إلى مزيد من قمع المقاومة الفلسطينية وسحب سلاحها، ومحاكمة المقاومين والمجاهدين، وتأمين جانب الاحتلال الصهيوني، وهذا كله يشكك في نوايا الرئيس عباس في دعوته للحوار وقبوله للمبادرة اليمنية . جدير بالذكر أن قرار عباس باستئناف المفاوضات مع الكيان الصهيوني يأتي في وقت أقرت الحكومة الصهيونية بزعامة إيهود أولمرت خططاً لبناء المئات من الوحدات الاستيطانية في إحدى المغتصبات الصهيونية القريبة من مدينة القدسالمحتلة. الإذاعة العبرية عن وزير ما يسمى البناء والإسكان زئيف بويم، قوله، إنه تقرر وبالتنسيق مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت، استئناف بناء 750 وحدة استيطانية في حي أغان أيالوت في مستوطنة غفعات زئيف شمالي غربي القدسالمحتلة. وكانت أعمال بناء هذا الحي الاستيطاني الواقع في شمال غرب المستوطنة قد توقفت بعد اندلاع الانتفاضة الثانية. وقالت مصادر في مكتب الوزير بويم إنه يمكن استئنافها في ضوء الهدوء النسبي الذي يسود المناطق الفلسطينية. وأضاف بويم يقول: إن البناء في منطقة القدس يكتسب أهمية كبيرة لأنه يعمل على إيجاد توازن ديموغرافي في المدينة مع العرب، وكذلك جاء للمساعدة على حل مشكلة السكن في منطقة القدس بعد زيادة الطلب على المساكن في المدينة . وذكرت الإذاعة أن كتلة حزب شاس اليميني المتشدد قد طالبت مكتب رئيس الوزراء أولمرت باستئناف بناء هذا الحي المخصص لليهود المتشددين، مهددة بعدم دعم الحكومة لدى تصويت الكنيست على اقتراحات بحجب الثقة عنها. كما أفادت بأن الكتل الدينية المتزمتة تطالب باستئناف العمل في مشاريع بناء أخرى في مستوطنة بيتار عيليت جنوبي غربي القدس، حيث تدرس حكومة أولمرت الأمر. بدورها؛ عقبت حركة السلام الآن اليسارية الصهيونية على قرار استئناف البناء في مغتصبة غفعات زئيف بالقول إن هذه الخطوة تضعف مكانة رئيس السلطة محمود عباس وتمس بفرص التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين . واتهمت الحركة الحكومة (الصهيونية) بمواصلة توسيع البناء في المستوطنات وبخرق التزاماتها الدولية. وجاءت خطوة التوسع الاستيطاني في الوقت بالتزامن مع إعلان صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية انعقاد لقاء ثلاثي أمريكي صهيوني فلسطيني الخميس المقبل لبحث ما تم تطبيقه في إطار المرحلة الأولى من خطة خارطة الطريق والتي تتركز على محاربة المقاومة الفلسطينية ومصادر سلاحها. ----------------------------------------------