تسببت حادثتا اعتداء أجهزة السلطة على مشيعي جنازة الشهيد حسن الترابي في قرية صرة بنابلس، واعتقال خلية في منطقة الخليل كانت تخطط لخطف جندي صهيوني للإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال؛ في تصاعد وتعاظم الغضب والاستياء الشعبي على دور أجهزة السلطة التي لا تبالي ولا تلتفت لاعتراضات واحتجاجات المواطنين على دورها. وكانت الحادثتان مثار حديث المواطنين ونشطاء ال"فيسبوك"، حيث اعتبرت الطالبة نهى سلامة من جامعة القدس أن سحب راية الجهاد عن جثمان الشهيد بالقوة خلال تشييع جنازته والاعتداء على المشيعين، هو عمل مشين ومرفوض وطنيا وأخلاقيا، فللشهيد مكانة عظيمة في نفوس الناس, ولا يجوز الاستخفاف بمشاعر الناس.
ووصفت حركة الجهاد الإسلامي ما حدث من اعتداء أجهزة أمن السلطة على جنازة ومشيعي الشهيد حسن الترابي بالجريمة الوطنية.
ويرى محمود حسن أحد مواطني قرية صرة بأن ما حصل في جنازة الشهيد الأسير الترابي، كان من الممكن أن يتحول إلى مواجهات دامية مع أجهزة السلطة، لولا رباطة جأش المشيعين وعقلانية المقاومين، واختصارهم للشر المفتعل من قبل أجهزة السلطة.
ويتحدث الناشط أحمد عبد الله على صفحته في ال"فيسبوك" بأن اعتقال خلية في الخليل خططت لخطف جندي، والاعتداء على جنازة الشهيد الترابي، وغيرها من الأفعال المرفوضة قيميا ووطنيا، تحت ما يسمى بالتنسيق الأمني؛ تسارع في تعاظم وتراكم الغضب الشعبي، وهو ما يعجل بانفجار الغضب الشعبي وفي زوال السلطة وأجهزتها لاحقا.
وتعاني الضفة الغربية من حالة غليان ونيران تحت الرماد؛ فالفساد والغلاء طال مختلف مناحي حياة المواطنين، وملاحقة أجهزة السلطة لرجال المقاومة لا تتوقف، عدا عن الاعتقالات اليومية والاستدعاءات المشتركة بين أجهزة السلطة والاحتلال.
ويرفض الكثير من شرائح المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية، ما يسمى بالتنسيق الأمني بين أجهزة السلطة وقوات الاحتلال، وهو ما دفع الطالبة يسرى علي من جامعة بيرزيت للقول: "في السابق كانت حركة فتح تعدم كل من يتصل مع الاحتلال، باعتبار أنها خيانة للوطن، والآن هم لا يتصلون مع الاحتلال فقط، بل ينسقون ويلاحقون معا رجال المقاومة أو من يشتبه بدعمه للمقاومة!"