دعت فعاليات رسمية وبرلمانية ونقابية بالأردن إلى تنظيم ما وصفته بالزحف العربي المقدس انطلاقا من القاهرة باتجاه قطاع غزة, مؤكدة أن سقوط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رهان خاسر. وقد دعا رئيس لجنة يوم القدس بعمان الدكتور صبحي غوشة إلى توحيد الصفوف والزحف الشعبي نحو غزة لتحريرها ووقف المجازر الصهيونية، مطالبا القاهرة بالنداء لتنظيم ذلك الزحف بمساندة شرفاء العرب والعالم. وأضاف غوشة أن صواريخ حماس ليست مجرد ذريعة بل الهدف هو تركيع الشعب الفلسطيني وإجباره على الاستسلام لإرادة الصهاينة وواشنطن, مشيرا إلى أنه لا يستبعد هجوما مماثلا بالضفة الغربية وافتعال أحداث في لبنان بهدف إشعال للمنطقة يمهد لتدخل أمريكي للهيمنة على عليها. من جهته قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أسعد عبد الرحمن إن هدف العملية الصهيونية بالقطاع إرسال رسالة صارخة لقيادة حماس بأن ثمن إطلاق الصواريخ باهظ جدا, مشيرا إلى أن تل أبيب استخدمت نفس السياسة في لبنان. وأضاف عبد الرحمن أن المؤسسة العسكرية الصهيونية هدفت إلى تفحص الوضع ميدانيا, تمهيدا لخطواتها التالية بما في ذلك اقتحام قطاع غزة بشكل شامل, وصولا إلى تعديل وضع حماس أو الإطاحة بها. موقف مفجع ورأى السياسي الفلسطيني أن الموقف الرسمي كان دون الحدث كثيرا, وعلى نحو مفجع, وفي أحيان بدا كأن بعض الدول العربية لم تسمع بما يحدث بغزة, مضيفا أن الموقف الجماهيري كان مشجعا, ولكن ليس على النحو المأمول. وفي تعليقه على دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى استئناف محادثات السلام, قال عبد الرحمن إنه لم يكن هناك مفاوضات أصلا, وإنما كانت مجرد اتصالات وزيارات, بدليل أنها لم تسفر عن إزالة حاجز عسكري واحد أو وقف المصادرات والاغتيالات. زيف الأسطورة أما عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وقائد قوات صلاح الدين التابعة للجبهة الشعبية صبحي التميمي فاعتبر أن صمود أهل غزة للمرة الثانية خلال بضعة أشهر يكشف زيف أسطورة الجيش الذي لا يقهر. وأضاف أن العدوان الأخير على غزة تكرار لما حدث في مجزرة دير ياسين, وذلك لإجبار أهالي غزة على الهجرة, لكنهم صمدوا خاصة المقاومة الشريفة. كما يرى التميمي أن المقاومة رفعت شعبية حركات المقاومة وفي مقدمتها حماس, مضيفا أن الموقف الرسمي كان ضعيفا ومتخاذلا, في حين أثبت الشارع العربي حضوره ووجوده. من جهته قال الباحث في الشئون الصهيونية نواف الزرو إن الحديث عن هدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال بغزة والضفة حديث مخادع وليس واقعيا, مشيرا إلى أن الاحتلال يعمل على مدار الساعة لشطب القضية الفلسطينية بكل ملفاتها عبر إستراتيجية راسخة يعتمدها الكيان الصهيوني منذ إقامتها مبنية على قاعدة الحرب دائما. محرقة صهيونية وحول تقييمه لردود الأفعال العربية عبر الزرو عن أسفه للموقف الرسمي إزاء المحرقة الصهيونية, مضيفا أن الدول العربية لا تتحرك للدفاع عن نفسها كما هو ملموس، وتمتلك مخزونا هائلا من القدرة على ضبط النفس في مواجهة مجازر إسرائيل. وبدوره أكد الكاتب والمخرج المسرحي غنام غنام أن الهجمة الصهيونية لا تشتد إلا عندما يصبح نضال الشعب الفلسطيني ضاغطا أكثر على الكيان الصهيوني الذي يحاول في هجمته كسر الحاضنة الاجتماعية للنضال. وأوضح غنام أن الشعب الفلسطيني في الداخل يواجه قدره كبطل أسطوري, منتقدا في الوقت ذاته قصور الخطاب السياسي للقوى العربية من أحزاب وقوى ديمقراطية ومجتمعية, حيث لم يشكل أية آلية ضاغطة على الأنظمة. كما يرى أن أبسط إجراء عربي هو وقف الاتصالات مع الكيان الصهيوني وتجميد الاتفاقات وإغلاق السفارات والمكاتب المعلنة وغير المعلنة. وكان مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين قد أدان بشدة العدوان الصهيوني على غزة. وقال نقيب الصحفيين طارق المومني إن جرائم الاحتلال الوحشية ضد المدنيين تفتح أبواب الحرب والدمار بالمنطقة، وإن الكيان الصهيوني يرتكب كل جرائم الحرب دون أن يجرؤ أحد في العالم على محاسبته.