لا تتوقف ايران عن الإعلان بأن برنامجها النووي هو برنامجا سلميّا صرفا وهي تخضع منشآتها النووية للتفتيش الدوري الذي تقوم به هيئة الطاقة الدولية التي يترأسها السيد محمد البرادعي والجميع يعلم ان البرادعي أصدر أكثر من تقرير أكد فيها انه لا يوجد ما يشير أو يدل على أن ايران تملك برنامجا نوويّا للتصنيع العسكري , وقد أقرت منذ شهور جميع أجهزة الإستخبارات الأميركية بعدم سعي ايران لإنتاج اسلحة نووية منذ العام 2003 .
لم يعد خافيا على أحد أن الولاياتالمتحدة الأميركية لا تخشى من قنبلة ايرانية نووية بقدر خشيتها من دولة ايران المتقدمة علميا والمالكة لناصية التكنولوجيا الحديثة ومنها التكنولوجيا النووية السلمية القائمة اولا على النجاح في تخصيب اليورانيوم محليا من أجل استخدامه في توليد الطاقة الضرورية لتوفير الخدمات المدنية بما فيها المصانع غير العسكرية , وهذا الأمر يعني أن بلدا مسلما وكبيرا كايران يتقدم ليحتل مرتبة متقدمة جدا بين الأمم مما يؤسس لنهضة علمية كبيرة يستفيد منها العالم الإسلامي بأكمله, وبذلك يكتفي ذاتيا وينهي إعتمادة على الغرب في تأمين احتياجاته في شتى المجالات .
يوما بعد يوم يتأكد للمراقب المنتمي وللمراقب المحايد أن اميركا واسرائيل خصوصا والغرب عموما لا يروق لهم سعي ايران المتواصل لإمتلاك استقلالية قرارها و يكرهون دعوة الجمهورية الإسلامية لجيرانها لمشاركتها في تكوين مظلة أمنية أقليمية لا يشارك فيها سوى ابناء الأقليم وبخاصة دول الخليج (العربي- الفارسي) الذي تتشاطىء جميع بلادهم عليه. كما وتفزعهم دعوة ايران للإنسحاب الأميركي من العراق وافغانستان ومن بحار وخلجان المنطقة ولا يطيقون سماع الإصطلاحات الإسلامية التي تطلقها ايران بخصوصهم وبخصوص إسرائيل ووصفهم بالمستكبرين والمتصهينين ووصف اسرائيل بالكيان الغاصب ولعل أكثر ما يرعبهم دعوة ايران المتكررة لتفكيك دولة اسرائيل وانشاء دولة فلسطينية بديلة عنها بحيث تكون غير صهيونية وغير عنصرية وتتسع لكافة الأجناس والأديان المنتمية لفلسطين التاريخية .
ستبقى الجمهورية الإسلامية الايرانية هدفا تريد اميركا واسرائيل والغرب عموما الحاق الأذى به وفي سبيل ذلك يستعملون مجلس الامن الدولي والمحافل الدولية الأخرى ويحشدون جيوشهم وأساطيلهم في البحار والخلجان العربية والايرانية فيلوحون بذلك بالعصى العسكرية من أجل إفزاع ايران ومحاصرها والحاق الضرربها وقد ادركت ايران هذه الحقيقة فلم ترضخ للتهديدات والإبتزازات المعادية بل ضاعفت من استعداداتها كما امرها الله فأعدت ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيل لترهب به عدو الله وعدو الإسلام وأعداء الحق وعلى الباغي تدور الدوائر .