كشف أمير الجيش الإسلامي، أكبر جماعات المقاومة المسلحة في العراق، أن الجيش نفذ أكثر من 14 ألف عملية ضد قوات الاحتلال الأمريكي، وأن 3 آلاف من مقاتلي الجيش استشهدوا أو اعتقلوا. وأشار الأمير، الذي رفض الكشف عن أسمه في مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية، إلى أن جماعات المقاومة التي شكلت المجلس السياسي للمقاومة العراقية، تسعى إلى حكومة وطنية خارج التصنيف الطائفي ورحيل الاحتلال وتوفير العدل. وتابع إعلان المجلس السياسي، استحقاق طبيعي لجهاد خمس سنوات متواصلة، والعمل السياسي ليس نقيضاً للعمل العسكري، بل أن العمل العسكري هو جزء من العمل السياسي. وأضاف أن الجهاد والعمل العسكري خيارنا الاستراتيجي، ولا كلام الآن عن نزع السلاح، فالساحة مليئة بالتحديات العسكرية، ومن ينزع سلاحه يحكم على نفسه بالنهاية. وشدد على أن جماعته لم تستقبل مقاتلين غير عراقيين لوفرة المقاتلين في العراق، وان تمويل جماعته يتم من داخل العراق، ودعا الدول العربية إلى الاعتراف بالمقاومة ممثلاً شرعياً للعراق. واتهم أمير الجيش الإسلامي تنظيم القاعدة في العراق بتشويه صورة الجهاد الناصعة، وأضاف إن دولة العراق الإسلامية التي تتزعمها مصطلح وهمي رفضت جماعات المقاومة الانضواء تحت لوائها، مشيرا إلى أنه لا يرى في سلوكها مشروعاً أممياً إلا في تفجيرات في بلاد شتى، وهذا لا يعني أن هناك مشروعاً إلا إذا كان هذا هو المشروع. ولفت إلى أن المواجهات التي حدثت بين الجيش الإسلامي والقاعدة جاءت بعد أن نفد ما بأيدينا من أسباب لدرء المفسدة، علينا وعلى الناس، فقامت الجماعة برد صولة القاعدة وهجماتها غير المبررة على الناس عامة وعلى الجماعة خاصة. وأوضح أمير الجيش الإسلامي أن جماعته لا تنتمي إلى السلفية الجهادية، واصفا ذلك المسمى بأنه مصطلح طارئ وغير صحيح. كما رفض الربط بين جماعته والمراجعات التي أجرتها الجماعات الإسلامية في مصر، قائلا لا شأن لنا به، فنحن نأخذ من المعين الصافي ولم نأخذ باجتهاداتهم في السابق ولا نأخذ بتراجعاتهم حالياً. وعن الحوار مع الأمريكيين أكد أن الجانب الأميركي غير جاد في إجراء حوار (مع المقاومة) أصلاً، علاوة على الوصول إلى نتيجة، ولكن قد يجري بينهم وبين أدعياء، يدعون أنهم يمثلون الجيش الإسلامي في العراق، فهذا وارد. والإدارة الأمريكية بغبائها تتحمل ذلك. واعتبر أمير الجيش الإسلامي أن مجالس الصحوة العشائرية، التي شكلها الأمريكيون، تنقسم إلى خمسة أصناف: منهم خونة لهم علاقاتهم مع الأمريكيين منذ الأيام الأولى للاحتلال واستمروا بذلك، ومنهم من فقد مجده كشيخ عشيرة ويبحث عن مجده ولو بالتعاون مع المحتل، وآخر يبحث عن المال في جيب إبليس، ومنهم من هو مظلوم صاحب حق، يرد العدوان من أي جهة كان، ومنهم من لم يجد عملاً فاستهوته موضة الصحوة ليحصل على ما يقتات به. وطالب زعماء هذا المجالس بألا يكونوا مركباً هنيئاً للأمريكيين، وأن يكتفوا بحماية أنفسهم ومناطقهم من أي عدوان، وألا يتعرضوا لمن يستهدف الاحتلال ولا يستهدفهم. وأكد أمير الجيش الإسلامي أن البعثيين في العراق لا يمتلكون وزناً عسكرياً على الأرض وقادتهم يحاولون سرقة جهود الآخرين. لكنه رغم ذلك لم يدع إلى إقصائهم مع أن حزب البعث في العراق مارس ذلك معنا بامتياز عندما كان في السلطة. وامتدح عشائر الجنوب الشيعية، وقال: نرحب باستجابة العشائر الشيعية العربية التي تحركت وانتفضت على الصفويين الذين صادروا رأي الناس وحريتهم، مؤكداً أن جماعته لم تتورط في تهجير الشيعة من المناطق التي تسيطر عليها، وقال إن بعضهم ما زال يقيم هناك بحماية الجيش الإسلامي. ولفت إلى أن سياسة التهجير نفذتها الميليشيات تحت ظل الاحتلال وما حدث خلال المرحلة السابقة من تهجير لن يتكرر.