حذر عسكريون أمريكيون أن سيادة سلاح الجو الأمريكي على الأجواء في خطر، ما لم يعمل البنتاجون على زيادة موازنة القوة وسريعاً لتجديد أسطاليها المتهالكة. وقال عسكريون في سلاح الجو إن حربي العراق وأفغانستان، وعلى مدى سبع أعوام، أنهكت على نحو خطير، الأسراب الجوية من طائرات مقاتلة وقاذفات وناقلات شحن وتلك الهجومية، وطالبوا ببدائل حديثة ومكلفة على وجه السرعة. وأوضح مدير التخطيط الإستراتيجية بسلاح الجو الأمريكي العميد بول سيلفا أن القوة بحاجة إلى ضخ 20 مليار دولار إضافية سنوياً، وعلى مدى خمسة أعوام، بالإضافة إلى موازنة بنحو 137 مليار دولار للعام 2009، عوضاً عن 117 مليار دولار التي اقترحتها إدارة الرئيس جورج بوش. وذكر سيلفا إن مقاتلات F-15s وF-16s، العاملة حالياً، تعدت عمرها الافتراضي المحدد 4 آلاف ساعة طيران، إلى 8 آلاف. ودفعت حادثة تحطم طائرة من طراز F-15s أثناء رحلة تدريبة في مطلع نوفمبر، بقيادات السلاح إلى وقف أكثر من 400 طائرة من هذا النوع، من الطيران. وتشكك القيادات العسكرية في إمكانية تخصيص موازنات عالية لتحديث القوة، برغم التوقعات بتعزيز الكونغرس لميزانية العام المقبل، إلا أنها لن ترتقي لمطالب سلاح الجو. خلل فاضح هذا وقد أكدت تقارير عسكرية أمريكية وجود خلل فاضح في شبكة الدفاع الجوي الأمريكي المحلي في الوقت الحالي، بسبب نقص الطائرات المقاتلة المخولة القيام بالمهام العسكرية، وذلك بسبب تجميد عمل كامل أسطول الطائرات من طراز F-15، مما يجبر واشنطن على الاستعانة ببعض حلفائها لضمان أمنها. وتقول التقارير أن القوات الأمريكية في ألاسكا تستعين حالياً بالجيش الكندي لمساعدتها، فيما يؤكد خبراء أن الفترة الحالية تشهد حدثاً غير مسبوق في التاريخ العسكري الأمريكي، وذلك باعتماد سلاح الجو كلياً على طراز واحد من الطائرات هو F-16. تنامي قوة الصين وتتسق تلك المخاوف مع تحذير مسئول عسكري أمريكي بارز من تنامي قوة الصين العسكرية مقابل الأمريكية الآخذة في التراجع، جراء الحرب في العراق، التي أثرت بشكل سلبي على جهوزية القوات وترسانة العتاد العسكري الأمريكي. وقال الجنرال بروس رايت، قائد القوات الأمريكية في اليابان، في سبتمبر الماضي، إن العراق استنزف الموارد المخصصة لاستبدال أو تحديث سلاح الجو، وأوضح أن العمليات العسكرية هناك تستهلك الطاقة العملياتية القصوى للأسراب المقاتلة. وفي المقابل، عززت الصين أجوائها بأحدث المقاتلات العسكرية الروسية من طراز سوخوي Su-27 وSu-30s، بجانب الطائرات المصنعة محلياً من طراز J-10، التي تعتبر إحدى الطائرات المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم.