نفى المتحدث باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر أن تكون الجزائر قد تقدمت بوساطة لحل الأزمة السياسية التي تعيشها تونس منذ اغتيال النائب في المجلس التأسيسي محمد البراهمي في 25 يوليو الماضي. وأكد منصر في تصريحات صحفية اليوم الخميس: أن الجزائر معنية بوجود استقرار وحكومة قوية في تونس قادرة على مواجهة "الإرهاب"، ولكنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية. وأضاف: "اتصالاتنا بالجزائر لم تنقطع، وأنا شخصيا زرت الجزائر مرتين خلال الأسابيع الأخيرة، ولكن لا علاقة للجزائر بالحوارات التي تدور بين الأحزاب السياسية في تونس، الجزائر حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا مثلما أنها لا تريد لأحد أن يتدخل في شؤونها الداخلية، هم يريدون رؤية تونس مستقرة وتتجاوز أزمتها السياسية بأسرع الأوقات الممكنة، وبالتالي الأمر لا يتعلق بوجود وساطة مطلقا. وأكد منصر أن الرئاسة التونسية تواصل دورها في بحث سبل تفعيل الحوار الوطني وتجاوز الأزمة السياسية، قائلا: "الرئاسة التونسية لم تنقطع جهودها من أجل دفع الحوار الوطني، ولولا الرئاسات الثلاث لما أمكن لمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل أن تظهر إلى النور، وأعني هنا حضورهم ومشاركتهم في تلك المبادرة ومساندتهم لها". وأضاف "على الرغم من تحفظاتنا على بعض نقاط مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل، إلا أننا أكدنا أن أي مبادرة قادرة على أن تكون منطلقا للحوار، ولا يمكن لأي جهة أن تملي شروطا للحوار، ولذلك فإن المآل الذي وصلت إليه مبادرة الاتحاد كان متوقعا بالنظر إلى الشروط التي وضعتها، وهو ما أدى إلى وصولها إلى نفق مسدود، لأنه لا يمكن لمبادرة من منظمة اجتماعية أن تقوم باشتراطات، ونحن في الرئاسة جهودنا متواصلة لبحث السبل الكفيلة بتجاوز الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد". يذكر أن زعيمي حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي ونداء تونس الباجي قايد السبسي كانا قد زارا الجزائر في اليومين الماضيين والتقيا بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتحدثت أوساط جزائرية عن أن القيادة الجزائرية بصدد قيادة وساطة بين أطراف الأزمة السياسية في تونس، بالنظر إلى العلاقات الجيدة التي تربطها بزعيمي أكبر حركتين في تونس، أي الشيخ راشد الغنوشي الذي كان لاجئا سياسيا في الجزائر أيام حكم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، والباجي قايد السبسي الذي دعمته الجزائر ب 100 مليون دولار أثناء فترة رئاسته للحكومة بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي.