استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأربعاء، رئيس حزب "نداء تونس" المعارض، الباجي قائد السبسي في لقاء لم يكن مخططًا له، بعد يوم من استقباله رئيس حزب النهضة التونسي الذي يقود الائتلاف الحاكم راشد الغنوشي. وقال مصدر رفيع المستوى، لوكالة الأنباء الجزائرية، إن بوتفليقة استقبل اليوم الوزير الأول التونسي الأسبق الباجي قائد السبسي وتناولا العلاقات بين البلدين والتطورات في المنطقة. وتأتي هذه الزيارة بشكل مفاجئ في ظل التطورات التي تشهدها تونس في الآونة الأخيرة، وسط أزمة سياسية ناجمة عن مطالب من المعارضة باستقالة حكومة علي لعريض، وكذلك إعلان تونس الحدود مع الجزائر "منطقة عازلة"، بسبب نشاط الجماعات المسلحة في محيط جبل الشعانبي وسط غربي تونس. وأوضح المصدر أن السبسي أطلع بوتفليقة على المساعي الجارية لتحقيق متطلبات المرحلة الانتقالية في تونس للوصول بها إلى بر الأمان كما تم التطرق أيضا إلى الأوضاع في المنطقة. ويأتي هذا بعد يوم واحد من استقبال بوتفليقة لراشد الغنوشي في لقاء بحثا فيه تطورات الوضع في عدة دول عربية وإسلامية، وكذلك التطورات الأخيرة والجهود المبذولة لإنجاح المرحلة الانتقالية في تونس". ولم تعلن الرئاسة الجزائرية عن فحوى هذه اللقاءات التي أجراها الرئيس بين أهم الشخصيات السياسية في تونس وعلاقتها بالوضع الداخلي، فيما قال مصدر دبلوماسي إن الجزائر تسعى من خلال هذه اللقاءات التي يجريها الرئيس بوتفليقة مع الأطراف الفاعلة في تونس إلى حلحلة الأزمة الداخلية الناجمة عن مطالب برحيل الحكومة". وأضاف المصدر الدبلوماسي، الذي رفض الكشف عن هويته، أن اختيار قيادتي الحكومة والمعارضة في تونس للجزائر من أجل الوساطة في الأزمة مبرر كون الحكومة الجزائرية حافظت على نفس المسافة بين مختلف الأطراف في تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي مطلع العام 2011". ويعد راشد الغنوشي أول شخصية سياسية غير جزائرية يستقبلها بوتفليقة منذ عودته من مشفاه بباريس منتصف يوليو/تموز الماضي بعد رحلة علاج بفرنسا دامت أسابيع. وكثف بوتفليقة خلال الأيام الأخيرة من لقاءاته بكبار المسؤولين في البلاد حيث استقبل عدة مرات الوزير الأول عبد المالك سلال وقائد أركان الجيش الفريق قايد صالح.