يؤكد أنه كتب الشعر بالسليقة، فعمله كصياد أسماك جعله يقضي معظم وقته في بحيرة البرلس مع البسطاء والمهمشين أو "الارزاقية"- كما يسميهم- وهم من يخرجون يوميا للصيد انتظارا لما يجود به مالك الملك عليهم لإطعام أولادهم والانفاق على معيشتهم. إنه الشاعر الشاب السيد ياقوت العبد، الشهير ب"السيد العبد" ابن مركز مطوبس بمحافظة كفرالشيخ، من أقصى شمال مصر، والذي أكد في حواره مع جريدة "النهار" المصرية أنه يتعرض للظلم والسرقة ويعاني من الشللية التي أفسدت الذوق العام في مصر، وهي فئة كارهة لنفسها وللآخرين ولمصر أيضا. وأضاف الشاعر السيد العبد أنه يتعرض للهجوم لأن له رأيا في الشعر، وهو أن ما دون القصيدة العمودية فليس بشعر، لأنه الأصل في ديوان العرب، ولأن مهاجميه وجدوا فيه من يضيق عليهم في "إسفافهم" الذي أصاب الساحة الأدبية بالفوضى والارتباك، فأرادوا القضاء عليه، ما جعله يفكر في الامتناع عن الشعر، ولكن المقربين منه طالبوه بالاستمرار لعدم ترك الساحة للفوضويين وغير الموهوبين، وليكون عونا لصغار الشعراء ممن يملكون الموهبة.. اقرأ أيضاً * نصائح لمعالجة بثور الجبهة.. غسول يومي والاهتمام بنظافة الشعر * وصفات طبيعية لعلاج تساقط الشعر فى شهر واحد فقط.. السر بالروز ماري * بمشاركة 1212 شاعرا من 19 دولة عربية: مصري بين الفائزين بمسابقة "النخلة بألسنة الشعراء" بدورتها السادسة * من بينهم حمام المرجوش ومسجد الدشطوطي.. أبرز معالم حي باب الشعرية * الأمسية الشعرية الثانية بالمجلس الأعلى للثقافة.. الليلة * كفر الشيخ: رئيس مركز مطوبس يتفقد الخدمات بقرية سكرانة * خطوات هتساعدك على علاج تساقط الشعر.. عشان تحافظى عليه دايماً * أحمد حلاوة: قررت عدم الاستمرار في الفن سابقا وذهبت إلى الشعراوي لمعرفة رأيه * حملة تموينية للتفتيش على محال الجزارة والمخابز في حي باب الشعرية * وصفات طبيعية لعلاج مشاكل الشعر الشائعة.. من التساقط للتجعيد * وصفات طبيعية للعناية بالشعر الدهنى.. عشان يفضل دايماً قوى * رئيس مركز مطوبس يتابع تجديد شبكات الكهرباء في القرى ويتفقد المركز التكنولوجي فإلى نص الحوار: *** كيف بدات كتابة الشعر؟ بدأت كتابة الشعر بالفطرة، أو السليقة، فقد كنت أقرأ واحاول أن أكتب، هذا كان في البدايات، ثم دلني الزملاء على الكتب فقرات واطلعت حتى أدمنت الشعر، وبدأت الكتابة التي مزجت فيها كتاباتي بالعصر الحديث، وكل ذلك بمجهود شخصي وبفضل توجيه بعض الأساتذة الشعراء الكبار، الذين لا يهمهم سوى رفعة الشعر والأدب. *** رأيت في أشعارك تغزلا في مصر وفي محبوبة غائبة، وحزنا دفينا.. ما هذه الغربة؟ بالفعل معظم الشعر الذي أكتبه هو في حب مصر واللغة العربية، أما الحزن فهو لحظة المكاشفة مع الذات من الشاعر إلى وطنه والمجتمع من حوله. *** هي أزمة المبدع المثقف إذن؟ نعم، هي حالة تشبه ذلك، إن لم تكن تطابقها، فحينما تجد الضغائن من أناس ومبدعين لا تتوقع منهم الأذى، فهذا شيء يدعو للأسف والحزن، نحن غرباء في موهبتنا، وبين أقراننا. *** وما الذي يحزنك من الأدباء في بلدك مطوبس خاصة وفي كفرالشيخ ومصر عامة؟ الشللية، وكره بعضهم الخير لبعض، ففي عهد رئيس نادي أدب مطوبس السابق، كان هذا الكيان ممزقا من شلة معينة، وعندما من الله علينا برجل يحترم الجميع ويحترمه الجميع، وجدت هذه الفئة تريد أن ينقسم النادي على نفسه، وهذا شيء محزن، فلو أنك وجدت طفلا مبدعا، فكيف يكون سلوكك معه؟! المفترض أن توجهه وتنمي موهبته بدلا من أن تذبحها، وهذا ما يفعله للأسف كثير من المرضى النفسيين من المبدعين، وهذا ما حدث معي، ولكن هؤلاء لا يعلمون أنني عنيد ولا أقبل الاستسلام. *** أيهما تفضل، مهنة الصيد أم الشعر؟ يا سيدي أنا رجل أعمل بالصيد كي أسد احتياجات بيتي، ولكن الشعر ليس بمهنة، إنه هبة من الله يختص بها من يشاء من عباده. *** ما تقييمك للوضع الثقافي في مصر عامة وفي كفر الشيخ على وجه الخصوص؟ أولا الشعر- خاصة- والأدب عامة، أصبح هناك اهتمام كبير به في مصر في الآونة الأخيرة، وذلك مع بدء إطلاق المشروع التنويري والثقافي للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي تزامن مع انطلاق مشروع تنمية الريف المصري، حياة كريمة، فوجدنا اتجاها لدى الدولة للاهتمام بالثقافة والأدب بفروعه المختلفة باعتباره المعبر عن آلام وآمال المواطن، وكذلك وجدنا الاهتمام بأدب الطفل إيمانا من القيادة السياسية بأهمية خلق جيل مبدع يحافظ على الهوية الثقافية المصرية العربية الإسلامية، فكان لمحافظة كفر الشيخ باعتبارها من الأقاليم حظا وافرا من تلك الخطة الطموحة، وان كنا نأمل في اهتماما أكثر، لما بها من شعراء وأدباء كبار. *** كتبت أن شعراء العامية أو شعراء التفعيلة لا يستحقون لقب شاعر.. فلماذا؟.. وما مقاييس ومواصفات الشاعر عندك؟ هذه أشياء مبتكرة في عصر الحداثة، ولم يتكلم عنها الشعراء أو النقاد القدماء سواء في العصر الاموي أو العصر العباسي من بعده. *** لكنهم تكلموا عن الأراجيز والأهازيج؟ نعم تكلموا عن ذلك ولكنه شعر خفيف يسهل حفظه وترديده، علاوة على أن النقاد كانوا يفرقون بين الأجناس الأدبية فلم يسموا ابن العميد أو ابن المقفع بالشعراء، ولكن ما نراه اليوم من إسفاف وتهريج إبداعي، خاصة بعد بيرم التونسي وفؤاد حداد وجيل الأغاني الراقية، لأن القصيدة العامية لها تذوق خاص عند فى من الناس، وهي الطبقة غير المتعلمة، أما شعر التفعيلة فيهتم كاتبه بعنصر السرد... *** وما العيب في ذلك؟ أنا أسميه نصا أدبيا، ولا أعيب على كاتبه، ولكن الشعر العمودي هو الأصل، والشاعر فيه يبذل جهدا كبيرا لكي يصل بالقصيدة إلى جماليات الموسيقى والوزن والقافية، والشاعر يتعرض للنحو والصرف والإعراب والبحور الشعرية وأوزانها وقافيتها، وهي أمور يهرب منها كثير من الكتاب لعدم إجادتهم لها للأسف، وليس لعيب في اللغة ولكن لقصور في هؤلاء المبدعين. *** كل أديب يجد متعته فيما يكتب.. نعم، كل مبدع يجد متعة فيما يكتبه، لأن النص الأدبي مثل الابن الذي تنجبه، وتتعلق به، وانا شخصيا، أجد في الشعر العمودي وجزالة اللفظ والمعنى متعة كبيرة عند الكتابة. *** ومع ذلك تعيب على الآخرين من شعراء التفعيلة والنثر؟ يا سيدي، هو لا يجيد كتابة الشعر، هو يكتب نصا أدبيا، أو نصا إبداعيا، سمه ما شئت، ولكنه ليس بشعر، فهل يجوز أن أطلق على كاتب القصة القصيرة لقب شاعر، مع أنني أجد في كتابات البعض منهم تفعيلات شعرية موزونة، لا، هذا ليس شعرا، فهناك مسميات أخرى كثيرة. *** أجدك راضيا عن نفسك ومتشددا للشعر العمودي، فما تقييمك لأقرانك؟ أنا راض عن نفسي لأنني أتمسك بالأصل، وأرى- للاسف- في الكثير من أقراني جيلا خاليا من الثقافة لأنه لم يقرأ فيأخذ من الأشياء قشورها، فهؤلاء ليسوا بمثقفين وليس لهم دراية بالشعر ولا بالعلم أيضا. *** وتتهم من بالتسبب في هذه الفوضى؟ إن الثورة التكنولوجية ومواقع التواصل جعلت هناك فوضى، فكل من هب ودب ويقول إنه شاعر، وهو ليس بشاعر، ولكنه وجد من يصفق له، ويقول له أنت شاعر وقصيدتك جميلة لأنها سهلة وبسيطة وفي لغة العامة. *** ورغم ذلك وجدناك تعلن أنك لن تنشر أشعارك على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تراجعت! بالفعل، كنت أعلنت ذلك، بسبب الهجوم على الشعر العمودي، والميل إلى أعمال لا تنتمي إلى الشعر بصلة، وهناك من يروج لها بشدة ويهاجم بأقبح الألفاظ. *** ولماذا تراجعت؟ لان كثيرا من أساتذتي والزملاء من الأدباء والمثقفين وبعض الصحفيين والإعلاميين، طالبوني ونصحوني بالاستمرار وعدم ترك الساحة لهذه الفئة، ولعدم استمرار إفساد ذوق الناس، واتصل بي الكثير تليفونيا واقنعوني بالتراجع، فقررت أن أستمر في نشر إبداعي ولا أنظر للوراء. *** ولكن البعض قال: إنك لا تقبل النقد؟! لا، هذا كذب، فأنا أحب النقد البناء، لأنه هو الذي يجعل الشاعر يقف على أخطائه ويطور من أدواته الإبداعية، وبالفعل أنا أفيد كثيرا من ذلك. *** ولكن البعض تحدث عن سرقة شعرية من أحدهم؟ لا، هذا الموضوع تمت إثارته بعد عودتي للنشر، وهم لا يعرفون ما بيني وبين هذا الشاعر، فنحن نكتب على غرار النقائض الشعرية أو الأهاجي بين جرير والفرزدق والأخطل في العصر الأموي، فهو يقول قصيدة وارد عليه بمثلها في الوزن والقافية، وهذا جهل منهم، فتقدمت بشكوى لرئيس نادي أدب مطوبس الاستاذ سلامة أبو النجاة، وحقق بنفسه في هذا الامر، وتحدث مع صديقنا الشاعر صاحب القصيدة التي تم الحديث حولها، وأكد له صحة القصيدة ونسبتها لي، ونشر نتائج هذا التحقيق واسماء اللجنة التي شاركت فيه. *** وهل حدث وسرقت إحدى قصائدك؟ بالفعل، حدث حيث قام البعض بسرقة قصيدة منذ أيام وتم نشرها على أحد المنتديات، ولكن تم التواصل مع إدارة مكافحة السرقات الأدبية على موقع التواصل، وأثبت ملكيتي لها، والحمد لله تم توثيقها، وحظر تلك الصفحة. *** ومن تتهمه بالوقوف وراء ذلك؟ الحسابات المفبركة لا أحد يستطيع أن يحدد اسما بعينه يقف وراءها، ولكن المتتبع لما يحاك ضدي يستطيع أن يحدد من هم، فليس من المنطقي أن تجد شخصا لا يعرف يقوم بسرقة قصيدة لك ثم يبلغ عنك بانك السارق، والعجيب ألا تجد على هذا الحساب سوى قصيدتك، فهل هذا طبيعي؟! *** هل أنت مع الاقتباس الأدبي؟ وما تقييمك للسرقات الأدبية؟ أولا، السرقات الأدبية مشكلة موجودة منذ القدم وتحدث عنها القاضي الجرجاني وابن قتيبة وغيرهما، وفضلا في هذا الموضوع، وأوضحا أنواع الاقتباس، وأيهما أبلغ في هذا التصوير أو هذا التشبيه، وكان القطع فيها أن المفردات ليست حكرا على أحد و"المعاني مطروحة على الطريق"، فالاقتباس موجود في الشعر القديم، ولكن بالقراءة يهضم الشاعر المعاني ويخرجها في ثوب جديد. *** في النهاية، هل تشعر بالظلم؟ نعم أشعر بالظلم في وطني الذي أحبه وكتبت ديوان شعر كاملا في حبه، وأجد الحرب الضروس ضدي، رغم أني لا أحمل أي ضغينة لأحد، فأنا لم أجد من يقف بحزم حولي وكأني في صحراء جرداء، ولم أجد تقديرا من أحد بل لم أجن سوى الاتهامات الكاذبة والمحاربة من أصحاب القلوب المريضة.