ناقش الشاعر محمد حلمي الريشه، كتابه "قلب العقرب.. سيرة شعر"، بدار الفاروق بنابلس. وافتتح الجلسة الروائي محمد عبد الله البيتاوي متحدثًا عن جزء من مسيرة «الريشه» الشعرية، ومدى إخلاصه للشعر، حتى استطاع أن يوجد لنفسه لغة خاصة وأسلوبًا وشكلًا ميّزاه عن سواه من الشعراء. وعندما تعرّض للكتاب المطروح للنقاش، أوضح بأن الشاعر الريشة يعرض فيه مسيرته الشعرية منذ البدايات الأولى له حتى نما واشتد عوده، مؤكدًا على أن جلسة النقاش ليست لجلد أو مدح الشاعر بقدر ما هي فرصة لتناول الكتاب بشكل مجرد بحضور كاتبه، بعيدًا عن المحاباة أو الذم. ولفت إلى أن كتاب "قلب العقرب" يعد من الكتب المميزة فيما يتعلق بالشعر والشعراء، لأنه يفتح آفاقًا رحبة أمام كل من يريد أن يتعرف إلى طريق الشعر وكتابته، فنكاد لا نجد صفحة إلا ووضع فها الشاعر اقتباسًا لكلمة أو قول لأحد الشعراء أو المفكرين، وهذا يدفع المتلقي للكتاب للبحث عن هؤلاء المستشهَد بأقوالهم. وفتح باب النقاش، فتحدث الشاعر جميل دويكات قائلًا: "لم أسمع بسيرة شعر بالمطلق، فالكتاب هو سيرة ذاتية للشاعر، يتحدث فيها عن نفسه، كما أن عنوان الكتاب "قلب العقرب" فيه استفزاز للمتلقي لأنه يعطي معنى القاتل! واسأل الشاعر: هل أنت تلدغ الآخرين؟ ولماذا وضعت عبارة "لم أعد أحدًا بأنني سأكون شاعرًا.. لقد ولدت هكذا؟" موضحًا أن الموهبة الشعرية تتماثل مع البذرة التي تحتاج للماء والتربة الخصبة والعناية لكي تعطي الثمر. وتابع: "من هنا نجد الشاعر يوفي معلمه الشاعر علي الخليلي، الذي ساهم في فتح الطريق أمام الشاعر، وتساءل: لماذا قلت: "يجب قراءة النص قراءة إبداعية من قبل قارئ مبدع، لأن القارئ خلاق آخر" هل الشعر للخاصة فقط؟ ثم: هل تكتب القصيدة أم القصيدة تكتبك؟ ولماذا نجد نصوصك الشعرية بحاجة إلى النخبة، وإلى قراءة متأنية؟ ولماذا تستشهد بالشعر الحر وليس بقصيدة النثر التي تهوى؟ وأضاف: إن القصيدة تسقط أمام رغيف الخبز، لهذا نجد الحالة الشعرية لم ترتق عندنا كما يجب. وتحدث الكاتب سامي مروح قائلًا: إن العنوان "قلب العقرب" يوحي بالضيق والحصار للمتلقي، لكن مضمون الكتاب مفتوح ورحب، وهناك استمتاع في قراءته، فنجد في الكتاب التوازن بين العاطفة والعقل، بالجمال والشكل، ونجد القصائد التي وضعها الشاعر في نهاية الكتاب متعوب عليها. وتساءل: هل الشاعر يتعمد الغموض في قصائده؟ وهل هو يكتب للخاصة فقط؟ ولماذا يهتم الشاعر بالشكل أكثر من المضمون؟ ولماذا لم يكتب الشعر العمودي؟ وتحدث الأديب نضال دروزة قائلًا:" إن العنوان موضوعي "قلب العقرب- سيرة شعر"؛ فالكتاب يتحدث عن مسيرة الشاعر بشكل خاص، إذ يحدثنا عن أثر فيروز عليه، وكذلك أبي حيان التوحيدي الذي جعل الشاعر يتميز ويأخذ طريقًا خاصة به، بعيدًا عن النمطية الشعرية السائدة، وعندما تحدث عن "شعريار وشعرزاد" أرد أن يؤكد دور المرأة الحيوي في مسيرة الشاعر، فبدونها ما كان ليصل ما وصل إليه من تميز، لهذا فهو ينحاز للمرأة ويرفع من مكانتها. وأضاف: إن شعر محمد حلمي الريشة يستمتع به، وهو قريب من خط أدونيس، لهذا هو بحاجة إلى قراءة متأنية وهادئة، وليس قراءة عادية، ولا يمكن أن يستوعب شعره إلا من يقوم بهذه القراءة المتأنية، فالشاعر يبتعد عن الوصف العادي، والمباشر، والمستهلك، ويتجه نحو الإيحاء والصور المركبة. أما الروائية خلود نزال فقالت، إن العنوان يدل على أن حياة الشاعر هي الشعر، فالمقصود بالعقرب هو الشعر، والشاعر وصل إلى قلب، وروح، وجوهر الشعر. وتساءلت: لمن نكتب الشعر؟ ولماذا نكتب؟ مضيفة أن أهم عنصر في أي نص أدبي هو المتعة، متعة الآخرين، المتلقين للنص الأدبي. إن الكتاب شيق وممتع، وأضاف شيئًا جديدًا إلى الحركة الأدبية الفلسطينية، لكن هناك بعض الفقرات مكررة فيه، ونجد فيه بعض الحروف التي كان من الممكن استبدالها بحروف أخرى مألوفة للمتلقي.