حذر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من خطورة المرحلة الحالية التي لم تشهد احراز أي تقدم على صعيد المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي مؤكداً انه اذا لم يتم احراز أي نجاح أو انجاز على صعيد هذه المفاوضات ، والتي من المقرر أن تنتهي المهلة المقررة لها نهاية أغسطس المقبل وقال موسى : ان التوجه العربي المطروح هو الذهاب الى مجلس الأمن الدولي لطرح القضية برمتها وسوف يتحدد ذلك خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر في شهر سبتمبر المقبل .جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الأمين العام للجامعة العربية عقب جلسة مباحثات اجراها اليوم مع السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الأوسط.وأضاف موسى : لقد استعرضت خلال المحادثات اليوم مع السيناتور ميتشيل جوانب عديدة توضح جهود ميتشيل والرئيس الامريكي باراك اوباما ،ونوايا الادارة الأمريكية ، كما شملت المباحثات الموقف العربي الذي يستند الى قرارات القمة العربية والمجلس الوزاري العربي و لجنة مبادرة السلام العربية ، والموقف الواضح المستقر والمستمر من قبل الجانب العربي من أن الانتقال الاتوماتيكي من مرحلة المحادثات غير المباشرة الى محادثات مباشرة لا يصح أن يتم دون احراز تقدم والا سنكون قد دخلنا في عملية قديمة مثلما كان في السنوات العشر الماضية من مفاوضات مفتوحة النهاية وهذا ما لا نريده .ولفت موسى الى انه تناول مع ميتشيل كذلك موقف الولاياتالمتحدة من حل الدولتين والانعكاسات الضارة الناجمة عن بناء المستوطنات ،وما يحدث في القدس من تهويد اسرائيلي وتأثيره على جهود السلام.وقال موسى : أن الموقف الأمريكي من هذه الاجراءات نرحب به لكن لا يوجد جدية لدى الجانب الاسرائيلي ولا تأكيد ليس فقط بالنسبة للدخول في المفاوضات أو لتهيئة المناخ المناسب لأ ي مفاوضات يمكن أن تنجح ، ونحن امامنا المحادثات عن قرب ،وحتى الآن لم تثمر شيئاً.وأضاف موسى : أن ميتشيل شرح حسن النوايا التي يتمتع بها ،ورغبته في المساعدة وهو يرى أن الطرق كلها تضيق لتؤدي الى مفاوضات مباشرة .وقال موسى : انني عبرت في المقابل بأن هذا الكلام سمعناه من قبل ،وكانت هناك مفاوضات مباشرة واتصالات نشطة انتهت كلها الى لاشيء ..نحن لا نريد أن نقع في نفس الخطأ مرة أخرى .وأضاف : اننا انتهينا الى اننا سنطرح الأمر برمته بعد أن نستمع الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 29 يوليو الجاري خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية وتقريره حول كافة الاتصالات التي جرت ونتائج اتصالاته واتصالات الادارة الامريكية به وأي اتصالات أخرى ، كما سنطرح نحن أيضا نتائج اتصالاتنا وما نراه معقولا وما لا نراه معقولا.ونبه موسى الى أن الموقف العربي هو التأكيد على ضرورة الاستمرار والمضي لأن مجرد الانتقال من مفاوضات غير مباشرة الى مفاوضات مباشرة دون أي ضمانات أو تأكيدات من الجانب الاسرائيلي فاننا نكون قد دخلنا في ادارة الأزمة وليس حلها .وأضاف موسى ان ميتشيل استمع جيداً لهذا الموقف ،كما استمعت أيضا لرؤيته ،ونحن سنناقش هذا الامر بتفاصيله ،حتى يكون الموقف العربي صادراً عن مجموعة مفوضة جماعة نعلنها يوم 29 يوليو الجاري ، كما سيتم عقد اجتماع للمجلس الوزاري الذي سينظر هذا الموضوع والاجراءات القادمة في اوائل سبتمبر المقبل .وحول موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المفاوضات المباشرة رد موسى : نحن التقينا بالامس وعقدنا جلسة مطولة مع الرئيس ابو مازن وناقشت معه كل هذه النقاط و لم استشعر أن هناك تراجعا من جانب الرئيس الفلسطيني ، بل انه ملتزم بقرارات الجامعة العربية الخاصة باوتوماتيكية الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المباشرة ، وأن الانجازات غير قائمة ، كما تناولت مباحثاتنا الوضع في القدس في ضوء ممارسات اسرائيل وهدمها للمنازل الفلسطينية ومصادرة املاك الفلسطينيين الاسبوع الماضي .وفي تعليقه على تصريحات افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي بشأن فك الارتباط بين الضفة وغزة قال موسى : هذه التصريحات صادرة بشكل يبدو أنه غير مدروس بشكل كاف ،ويبدو ان بها ناحية غير جدية ونواح أخرى غير قانونية ونوايا الفصل تشير الى ان اسرائيل تتحدث عن القدسالشرقية وكأنها جزء من القدس الكبرى ، وتتحدث عن غزة بشكل وعن الضفة بشكل آخر ،وتحاول تقسيم فلسطين الى ثلاثة أجزاء ، الضفة وغزةوالقدس وهذه مسألة خطيرة للغاية .وحول مبررات الموقف الامريكي للدخول في مفاوضات مباشرة قال موسى : هم يقولون ان المحادثات غير المباشرة حددت حتى الآن الفجوات الموجودة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وهي كثيرة للغاية ، وأن الافضل في رأيهم جلوس الطرفين لمحاولة سد هذه الفجوات ، ومناقشة المواقف المتناقضة مباشرة ، وهذا يشير الى أن نفس الموقف سمعناه من قبل ..وهذه ليست المرة الأولى التي يجلسون فيها سويا والنتيجة كانت سلبية ، بالاضافة الى ان كل هذا يتطلب ويحتاج مناخاً مواتيا لهذه المفاوضات وهذا لايمكن أن يخلقه ما يجري في القدس أو الحصار على غزة أو الاجراءات الجارية في الضفة الغربية.و حول متطلبات اصلاح البيت الفلسطيني قال موسى : ان أحد نتائج الخلاف الفلسطيني هو ما نراه الآن ، فما كان الاسرائيليون يجرأون على الحديث عن فصل غزة عن القدس او الضفة الا نتيجة لهذا الموقف ، ولذا فان أول أثر لذلك كان اجتماع حركتي حماس وفتح في محاولة لتنسيق المواقف .ودعا موسى الى موقف فلسطيني منسق وموحد وواضح في مواجهة التحديات الراهنة .