أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية انه اذا لم يكن هناك أي نجاح ولا انجاز في نهاية المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والتي ستنتهي المهلة المقررة لها نهاية أغسطس المقبل، فان التوجه العربي المطروح هو الذهاب الى مجلس الأمن الدولي لطرح القضية برمتها . جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الأمين العام للجامعة العربية، بعد ظهر اليوم"الأحد"، بأحد فنادق القاهرة، عقب المحادثات التي اجراها مع المبعوث الاميركي للسلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشيل . وقال موسى : اننا تعرضنا خلال المحادثات إلى جوانب عديدة توضح جهود السيناتور ميتشيل والرئيس الاميركي باراك اوباما ،ونوايا الادارة الأميركية ، وعلى الجانب الآخر شملت المباحثات الموقف العربي الذي يستند الى قرارات القمة العربية والمجلس الوزاري واللجنة الوزارية المختصة بمتابعة جهود السلام "لجنة مبادرة السلام العربية " ، والموقف الواضح المستقر والمستمر من قبل الجانب العربي من أن الانتقال الاتوماتيكي من مرحلة المباحثات عن قرب "غير المباشرة" الى محادثات مباشرة لا يصح أن يتم دون احراز تقدم والا سنكون قد دخلنا في عملية قديمة مثلما كان في السنوات العشر الماضية من مفاوضات مفتوحة النهاية وهذا ما لا نريده . وأوضح موسى أنه تم الحديث كذلك عن موقف الولاياتالمتحدة من حل الدولتين وعن الأثر الضار من بناء المستوطنات ،وما يحدث في القدس على جهود السلام. وأشار الى أن الموقف الأميركي من هذه الاجراءات نرحب به لكن لا يوجد جدية لدى الجانب الاسرائيلي ولا تأكيد ليس فقط بالنسبة للدخول في المفاوضات أو لخلق الجو المناسب لأ يمفاوضات يمكن أن تنجح ، ونحن امامنا المحادثات عن قرب ،وحتى الآن لم يتنج شيئاً. وأشار موسى الى أن ميتشيل شرح حسن النوايا التي يتمتع بها ،ورغبته في المساعدة وهو يرى أن الطرق كلها تضيق لتؤدي الى مفاوضات مباشرة . وأضاف موسى: انني عبرت في المقابل بأن هذا الكلام سمعناه من قبل ،وكانت هناك مفاوضات مباشرة واتصالات نشطة انتهت كلها الى لاشيء ..نحن لا نريد أن نقع في نفس الخطأ مرة أخرى . وقال موسى : اننا انتهينا الى اننا سنطرح الأمر برمته بعد أن نستمع الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 29 يوليو الجاري خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية وتقريره حول كل الاتصالات التي جرت ونتائج اتصالاته واتصالات الادارة الامريكية به وأي اتصالات أخرى نكما سنطرح نحن أيضا نتائج اتصالاتنا وما نراه معقولا وما لا نراه معقولا. والموقف العربي يجب أن نستمر ونمضي فيه لأن مجرد الانتقال من مفاوضات غير مباشرة الى مفاوضات مباشرة دون أي ضمانات أو تأكيدات من الجانب الاسرائيلي فاننا نكون قد دخلنا في ادارة الأزمة وليس حلها . وأضاف الامين العام ان ميتشيل استمع جيدًا لهذا الموقف ،كما استمعت أيضل لما قال ،ونحن سنناقش هذا الامر بتفاصيله ،حتى يكون الموقف العربي صادراً عن مجموعة مفوضة جماعة نعلنها في 29 يوليو الجاري ، وكذلك هناك اجتماع للمجلس الوزاري الذي سينظر هذا الموضوع والاجراءات القادمة في اوائل سبتمبر المقبل . وردا على سؤال حول موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المفاوضات المباشرة قال موسى : نحن التقينا بالامس لقاءا مطولا مع الرئيس ابو مازن وناقشت معه كل هذه النقاط وانا لم اشعر أن هناك تراجعا من جانب الرئيس الفلسطيني ، وشعرت انه ملتزم بقرارات الجامعة العربية الخاصة باوتوماتيكية الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المباشرة ، وأن الانجازات غير قائمة ، كما تحدثنا عن الوضع في القدس في ضوء ازالة منازل فلسطينية ومصادرة املاك فلسطينية الاسبوع الماضي . وردا على تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان بشأن فك الارتباط مع غزة قال موسى : هي تصريحات صادرة بشكل يبدو أنه غير مدروس بشكل كاف ،ويبدو ان بها ناحية غير جدية ونواح أخرى غير قانونية ونوايا الفصل تشير الى ان اسرائيل تتحدث عن القدسالشرقية وكأنها جزء من القدس الكبرى ، وتتحدث عن غزة بشكل وعن الضفة بشكل آخر ،وتحاول تقسيم فلسطين الى ثلاثة أجزاء ، الضفة وغزةوالقدس وهذه مسألة خطيرة للغاية . وحول مبررات الموقف الاميركي للدخول في مفاوضات مباشرة قال موسى : هم يقولون ان المحادثات عن قرب "غير المباشرة" حددت حتى الآن الفجوات الموجودة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وهي كثيرة جدا ، وأن الافضل في رأيهم جلوس الطرفين لمحاولة سد هذه الفجوات ، ومناقشة المواقف المتناقضة مباشرة . واستدرك موسى قائلا: وهذا يشير الى أن نفس الموقف سمعناه من قبل ..وهذه ليست المرة الأولى التي يجلسون فيها سويا والنتيجة كانت سلبية ، بالاضافة الى ان كل هذا يتطلب ويحتاج جوا مواتيا لهذه المفاوضات وهذا لايمكن أن يخلقه ما يجري في القدس أو الحصار على غزة أو الاجراءات الجارية في الضفة الغربية. وردا على سؤال حول اصلاح البيت الفلسطيني قال موسى : ان أحد نتائج الخلاف الفلسطيني هو ما نراه الآن ، فما كان الاسرائيليون يجرأون على فصل غزة عن القدس او الضفة الا نتيجة لهذا الموقف ، ولذا فان أول أثر لذلك كان اجتماع حماس وفتح لمجاولة تنسيق المواقف، كما أكد أننا محتاجون الآن الى موقف فلسطيني منسق وموحد وواضح .