رفض المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، القول بأن مبادرته لوقف العنف في سوريا قد فشلت، نتيجة استمرار حملة القمع التي تشنها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ضد المعارضة، رغم انتهاء المهلة التي كانت محددة في العاشر من أبريل الجاري.وقال عنان، في مؤتمر صحفي عقده في تركيا الثلاثاء، قرب الحدود مع سوريا، إنه من المبكر جداً القول بأن خطته لإقرار السلام في سوريا قد فشلت، وأجاب رداً على سؤال بهذا الصدد قائلاً: إذا كنت تريد طرحها جانباً من على الطاولة، فما هو البديل المتاح ليحل مكانها؟واعتبر المبعوث الدولي أن خطته، والتي تدعو إلى سحب القوات العسكرية من مختلف المناطق السكنية، ما زالت الخيار الوحيد، في الوقت الراهن، أمام الحكومة السورية لإنهاء الأزمة الراهنة، وبدء حوار مع المعارضة.وكان عنان قد أصدر بياناً، في وقت سابق السبت، عبر فيه عن صدمته إزاء التقارير التي تشير إلى زيادة أعمال العنف في سوريا، كما اعتبر التصعيد الأخير من جانب قوات الأسد يُعد انتهاكاً للضمانات والتأكيدات التي منحت له.ومن المتوقع أن يلقي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بياناً أمام مجلس الأمن الدولي، خلال الساعات القادمة، حول آخر تطورات مهمته بشأن وقف أعمال القتل المتواصلة في سوريا.جاءت تصريحات عنان بعد قليل من تأكيد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو الثلاثاء، أن حكومة بلاده سحبت فعلاً بعضاً من قواتها من المدن، تماشياً مع خطة سلام دولية قدمها المبعوث الدولي.وقال المعلم إن بلاده بدأت بالفعل بتنفيذ خطة عنان، مضيفاً أن الحكومة السورية قامت بسحب القوات، وسمحت لأكثر من 28 محطة إعلامية بالدخول إلى سوريا، منذ 25 مارس الماضي، كما ذكر أن سوريا لم تطلب من عنان أن يوافيها بضمانات مكتوبة من المجموعات المسلحة، والدول الراعية لها، بل أن يتصل بها وأن يعطيها نتائج هذه الاتصالات.وعلى صعيد التطورات الميدانية في سوريا، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط ما يزيد على 45 قتيلاً، حتى غروب شمس الثلاثاء، في المواجهات مع القوات الموالية لنظام الأسد الثلاثاء، من بينهم أربع نساء، وثلاثة أطفال.وقالت جماعة المعارضة، العاملة داخل سوريا، إن محافظة حمص شهدت وحدها سقوط 25 قتيلاً، في حين سقط 8 قتلى في إدلب، و7 في حماة، و3 في درعا، بالإضافة إلى قتيل واحد في كل من ريف دمشق، ودير الزور.من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا، إنه تم الثلاثاء تشييع جثامين 33 قتيلاً من عناصر الجيش وحفظ النظام، استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة، وهو الاسم الذي تطلقه الحكومة على مسلحي المعارضة، في ريف دمشق، وحمص، وإدلب، والحسكة، وحلب.يُشار إلى أن شبكة CNN لا يمكنها التأكد من الأنباء الواردة من سوريا بشكل مستقل، بسبب القيود الصارمة التي يفرضها النظام السوري على دخول الصحفيين الأجانب.