التقى الرئيس السوري بشار الاسد بمبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان يوم لثلاثاء في اعقاب مذبحة تلقي الحكومة السورية باللوم فيها على اسلاميين متشددين في حين تقول الاممالمتحدة ان القوات الحكومية لعبت دورا فيها. ويحاول عنان انقاذ خطة سلام بدأت منذ ستة اسابيع مدعومة من الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية الا انها لم تضع حدا يذكر لاراقة الدماء في الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ 14 شهرا ضد الاسد والتي بدأت باحتجاجات حاشدة وتحولت الان الى مقاومة مسلحة. وكان عنان وصف مجزرة الحولة بانها لحظة بشعة ذات تبعات هائلة . وتحدث عدد من الناجين من المجزرة لبي بي سي عن صدمتهم وخوفهم عندما دخلت قوات النظام بيوتهم وقتلت ذويهم. وقال عنان ان على الحكومة السورية ان تتخذ خطوات جسورة لتظهر جديتها تجاه السلام، واضاف: رسالة السلام ليست فقط للحكومة، بل لكل من يحمل سلاحا . ويقول مراسل بي بي سي في لبنان جيم ميور ان زيارة عنان هي نقطة حاسمة في الحفاظ على خطته للسلام، وعليه ان يخرج بشئ ملموس من لقاءاته في سوريا. وكان عنان قد التقى مساء الاثنين وزير الخارجية السوري وليد المعلم والجنرال روبرت مود رئيس فريق المراقبين الدوليين إلى سوريا. وتأتي زيارة عنان إلى سوريا بعد إدانة مجلس الأمن الدولي للمجزرة ومطالبته بسحب الاسلحة الثقيلة السورية من المناطق السكنية. وأضاف بيان صادر عن مجلس الأمن أن هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية . ونفت السلطات السورية أي علاقة لها بما حدث في الحولة واتهمت وزارة الخارجية في رسالة إلى مجلس الأمن المجموعات الإرهابية المسلحة بارتكاب المجازر في الحولة. من جانبه انتقد المجلس الوطني السوري المعارض مساء الاثنين البيان الصادر عن مجلس الأمن وطالب الأممالمتحدة ب اتخاذ قرار تحت الفصل السابع يحمي المدنيين . وكانت الاحداث أثارت ردود فعل عالمية واسعة، فقد أعلنت فرنسا وبريطانيا اتفاقهما على العمل معا لزيادة الضغط على الرئيس السوري وأكدتا سعيهما لمحاسبة المسؤولين في النظام السوري على ممارساتهم. وطردت استراليا دبلوماسيا سوريا رفيع المستوى من البلاد احتجاجا على مجزرة الحولة. ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى زيادة الضغط على الرئيس السوري والمساعدة في وضع حد ل قمع الشعب السوري . وفي وقت لاحق حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من تزايد مخاطر انهيار سوريا ودخولها حربا اهلية، مطالبا دمشق تطبيق خطة السلام من اجل وقف دوامة العنف التي تعصف بالبلاد. وقال هيغ عقب محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، ان خطة السلام المكونة من ست نقاط والتي توسط فيها مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا كوفي عنان هي الامل الوحيد لتحقيق الاستقرار في سوريا. أما روسيا فقد اتهمت الجانبين، المعارضة والحكومة، بالمسؤولية عن وقوع هذه المذبحة. وأوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف أن الجانبين ضالعان في موت اناس ابرياء، من ضمنهم العشرات من النساء والاطفال، فالمنطقة تحت سيطرة المتمردين، لكنها ايضا مطوقة من القوات الحكومية . ميدانيا، ارتفعت حصيلة ضحايا أعمال العنف الاثنين في سوريا إلى 64 قتيلا بينهم 36 جنديا في القوات النظامية حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وأوضح المرصد أن 24 مدنيا قتلوا في محافظات حمص وحماة ودير الزور ودرعا وريف دمشق وادلب وحلب فيما قتل أربعة منشقين في ريف حلب وريف دير الزوروتدمر. وأضاف أن 36 جنديا نظاميا بينهم ثلاثة ضباط قتلوا في حلب وحمص وريف دمشق ودرع وريف دير الزور وادلب.