جددت الولاياتالمتحدة مناشدتها روسيا الانضمام الى الجهود المنسقة لحل الازمة السورية المتفاقمة، التي بدأت تتسع وتنتشر لتصل الى لبنان المجاور. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الامريكية ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاي كلينتون ناقشت، خلال مكالمة هاتفية مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف السبت، الاوضاع في سوريا وانعكاساتها على لبنان. واضاف المسؤول ان "الاثنين اتفقا على العمل معا في هذا الامر، وان رسالتها (كلينتون) اليه (لافروف) تتمثل في ان نعمل معا لمساعدة السوريين وضع استراتيجية انتقال سياسي جدية".
في هذة الاثناء ، عرضت الحكومة الأمريكية صورة ذكرت أنها لمقبرة جماعية في منطقة الحولة بمحافظة حمص السورية. ونشر السفير الأمريكي في دمشق الصورة على صفحته الخاصة على موقع "فيس بوك". وتقول الأممالمتحدة إن 108 أشخاص على الأقل، بينهم 49 طفلاً تحت سن العاشرة، قتلوا في "الحولة". وأثارت المجزرة، التي شهدت عمليات قتل بالسلاح الأبيض، ردود أفعال واسعة النطاق، وعلى إثرها قامت عدة دول بطرد السفراء والمبعوثين السوريين. ومن جانبها، تنصّلت الحكومة السورية من مسؤوليتها عن المجزرة، وألقت بمسؤوليتها على ما سمّته "عصابات مسلحة". ومن جانبها، قالت الإدارة الأمريكية: "كنا نستخدم الصفحة الخاصة بالسفير فورد على فيس بوك لعرض بعض من هذه الصور، ليس في الحولة فحسب، بل في غيرها، لإبراز كيف أن النظام السوري بصدد استخدام اسلحة ثقيلة ضد تجمعات سكانية". وتابعت: "نريد أن نبعث برسالة الى الشعب السوري بالدرجة الأولى حتى يشاهد ما تفعله حكومته، لكن من المهم أيضاً أن يرى المجتمع الدولي هذه الصور". وقف البث في غضون ذلك ، انتقدت دمشق السبت قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الطلب من شركتي عربسات ونايلسات وقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية والخاصة، ومطالبة الأممالمتحدة إدراج الملف السوري تحت الفصل السابع. فقد أصدر المجلس الوطني السوري (الحكومي) للإعلام السبت بيانا اعتبر فيه أن قرار الجامعة العربية "تدخل سافر في الشؤون الداخلية السورية، واعتداء غير مسبوق على حرية الإعلام في الوطن العربي، ومساهمة مكشوفة في تغييب حقيقة ما يحصل على الأرض السورية". ودعا البيان إدارتي عربسات ونايلسات إلى "الإلتزام بالعقود المبرمة مع الجهات الإعلامية السورية، مطالباً المؤسستين بعدم التحول إلى أداة سياسية تستخدمها بعض الحكومات العربية في خطوة تستهدف سورية وشعبها."
وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية قد طالب في ختام اجتماعه في العاصمة القطرية الدوحة السبت مجلس الأمن الدولي بتطبيق خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، كوفي عنان، وإدراجها تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ولكن من دون الإشارة إلى القيام بعمل عسكري. ونص البيان الختامي للاجتماع على دعوة "مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته طبقاً لميثاق الأممالمتحدة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التطبيق الكامل والفوري لخطة عنان في إطار زمني محدد".
وأشار إلى أن اللجوء إلى الفصل السابع يكون "بما تضمنه من وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل الاتصالات وقفا جزئيا أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية". عنان يحذر وجاء الطلب العربي بعد تحذير عنان من أن سوريا تنزلق نحو "حرب أهلية شاملة". وقال عنان في كلمته أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية: "يتزايد يوما بعد يوم شبح حرب شاملة في سوريا بأبعاد طائفية مثيرة للقلق".
من جهته، طالب الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر، عنان بوضع إطار زمني لمهمته وبنقل خطته الخاصة بحل الأزمة في سوريا البلد إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. غليون ينتقد أما برهان غليون، الرئيس المستقيل للمجلس الوطني السوري المعارض، فقد انتقد الموقف الروسي حيال الأزمة السورية، إذ خاطب مجلس وزراء الخارجية العرب في الدوحة قائلا: "إن روسيا بدعمها للنظام السوري ولبقاء الأسد، أصبحت جزءا من المشكلة، وليست جزءا من الحل".
وأضاف غليون: "لو تعاونت روسيا من أجل التوصل لصياغة تجعل الأسد يتخلى عن السلطة، ستصبح جزءا من الحل".
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 33 شخصا بينهم 22 جنديا من الجيش السوري في اشتباكات وقعت في مناطق مختلفة من سورية أمس السبت. وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له إن مدينة حمص تعرضت ليلا لقصف تواصل ساعات عدة ما أودى بحياة 4 مدنيين ومسلح من قوات المعارضة، في حين قتل مدني واحد في ريف المدينة. وذكر ناشطون أن 22 جنديا من قوات حفظ النظام السورية قتلوا في مواجهات مع مسلحين في محافظتي إدلب والحسكة وكذلك في ريف درعا والغوطة الشرقية في ريف دمشق.
هذا نقل التلفزيون النرويجي صورا تظهر تعرض عناصر من الجيش السوري النظامي لهجوم مسلح في عربين بريف دمشق. ووذكر التلفزيون ان عددا من المراقبين الدولين كانوا يقومون بدورية روتينية ولدى توقفهم للحديث مع ضباط من الجيش السوري في المنطقة، إطلقت قنابل صاروخية باتجاه الضباط ما أدى الى مقتل أحدهم.
من جانبها ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن جثامين 25 قتيلا من عناصر الجيش وحفظ النظام والمدنيين شيعت يوم السبت الى مثاويهم الأخيرة من مشافي تشرين بدمشق وزاهي أزرق في اللاذقية وحلب العسكرية. وأوضحت الوكالة ان القتلى سقطوا في هجمات شنتها المجموعات المسلحة في ريف دمشق وحمص وإدلب وحلب واللاذقية.