وسط تداعيات خطيرة تمر بها الأزمة السورية وبدء مهمة المبعوث الاممي العربي المشترك الى سوريا كوفي عنان وزيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومشاركته لعرض موقف بلاده من الأزمة جاء انعقاد الدورة 137 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاريدعا الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا للشعب السوريوقال أن المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تحتم على الدول العربية اتخاذ خطوات سريعة ومباشرة لحماية أبناء الشعب السوري وتقديم المساعدات بأنواعها للدفاع عن نفسه فهو الذي يدفع ثمن التصعيد العسكري.وأضاف في كلمته امام الاجتماع الوزاري للدورة العادية 137 لمجلس جامعة الدول العربية إن على الدول عربية مسؤولية أخلاقية وإنسانية لما يجري في سوريا بأن تعمل على وقف القتل اليومي المبرمج مشددا على أنه آن الأوان للأخذ بالمقترح الداعي بإرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا وأيصال رسالة إلى النظام السوري بأن صبر العالم وصبرنا قد نفد وزمن السكوت على ممارساته قد ولى.وقال : يأتي هذا الاجتماع والأمة العربية تواجه العديد من التحديات وتزخر بالعديد من المشاكل والأزمات التي تهدد الأمن العربي وتدفع المنطقة إلى المزيد من عدم الاستقرار . لقد بذلنا وبالتعاون معكم والأمانة العامة جهودا كثيرة لمعالجة القضايا التي مرت بها الأمة العربية وكان نصيب بعضها النجاح إلا أن أهمها ما زالت تتعقد أكثر فأكثر أعني هنا الوضع في سورياوإننا نرحب بتعيين سعادة السيد كوفي عنان مبعوثا خاصا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ونأمل أن يحالفه النجاح في بذل مساعيه الحميدة لحل الأزمة في سوريا. الحضور الكريم إن علينا كدول عربية مسؤولية أخلاقية وإنسانية لما يجري في سوريا بأن نوقف القتل اليومي المبرمج حماية للشعب السوري وعلينا مساعدتهم في تحقيق طموحاتهم بكافة الطرق وأود أن أؤكد على أنه آن الأوان للأخذ بالمقترح الداعي بإرسال قوات عربية ودولية إلى سورية وعلينا إيصال رسالة إلى النظام السوري بأن صبر العالم وصبرنا قد نفد وزمن السكوت على ممارساته قد ولى ولابد من تنفيذ قرارات الجامعة العربية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بدلا من التخندق خلف أسباب واهية لقتل المزيد من أبناء شعبه وإننا نأمل أن يكون وجود سعادة السيد سيرغي لافروف وزير خارجية الاتحاد الروسي فرصة مؤاتية للتوصل إلى تفاهم حول حل الأزمة في سوريا.من جانبه قال الشيخ صباح خالد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتى ان أعمال هذه الدورة تنعقد فى ظل ظروف غاية في الدقة ، نظرا لما يواجه النظام العربي من مشكلات موضحا أن هذا الوضع يدعونا إل بذل مزيد من الجهود لتحقيق تماسك الصف العربي لمواجهة التحديات .وأضاف أن أمامنا فرصة لتقييم مدى تقدم العمل العربي المشترك ، وتحديد العوائق ، وخلق الآليات التي تدفع بالعمل العربي للإمام .وأوضح ان دولة الكويت تولي اهتماما بالغا لقضايا التعاون العربي المشترك في كافة المجالات وهو اهتمام نابع من إدراك لاهمية الجامعة العربية في توحيد المواقف العربية في المحافل الدولية بكما يخدم مصالح أمتنا .واعتبر أن مايجرى فى سوريا يمثل انتهاكا لكل القيم والأعراف ، بالرغم من الدور البارز الذي قامت به الجامعة العربية وخطتها التي تضمنت خطة خارطة طريق تحفظ سوريا من الحرب الأهلية ومخاطر التدخل الخارجي الا اننا لم يمكننا تحقيق مانتطلع إليه .ودعا الشيخ الصباح الحكومة السورية لقبول عناصر الخطة العربية والتجاوب مع المبعوث الاممي العربي المشترك كوفي عنان حفاظا على أرواح الشعب السوري الشقيق .كما أكد نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية أهمية القضايا المطروحة على جدول اعمال مجلس الجامعة العربية في دورته الجديدة والتي تعبر عن تطلعات الشعوب العربية وتتقاطع مع العديد من التحديات والاحداث غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة العربية.وقال في كلمته في افتتاح مجلس الجامعة في دورته ال137 إن جامعة الدول العربية منذ شهر يوليو الماضي لم تدخر جهدا إلا بذلته وأي سبيل وإلا سلكته وأي باب وإلا طرقته ، من أجل حل الأزمة في سوريا، وإقامة حوار سوري سلمي دون عنف لتحقيق نظام سياسي ونظام ديمقراطي ، ودفع عنها كل مخاطر التدخل الخارجي بكل أشكاله ، أو أي تهديد للسلم الأهلى بين مكونات المجتمع السوري .ودعا العربي القيادة السورية للاستجابة لمطالب الشعب السوري العادلة ، كما أعرب عن الأمل أن تتجاوب أطياف المعارضة مع جهود الأممالمتحدة والجامعة العربية ومع المبعوث العربي الأممي المشترك الخاص بسوريا كوفي عنان ، مشيرا إلى أنه تم الإتفاق على تعيين وزير الخارجية الاسبق ناصر القدوة نائبا لكوفي عنانوقال إنه عنان سافر إلى دمشق ، وبدأ نشاطه بمسار إنساني عاجل يقتضي صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ، وتوصيل المساعدات الإنسانية.وأشار إلى أن هناك مسارا ثانيا لعنان يشمل العمل على تحقيق إصلاحات ديمقراطية في سوريا ، من خلال تطبيق المبادرة العربية لحل الازمة السورية .ولفت العربي إلى أن القضية الفلسطينية ، تشهد جمودا تاما في مسارها التفاوضي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بسبب إصرار إسرائيل على التمادي في الاستيطان ، وعدم الالتزام بالشرعية الدولية والانسحاب من الأراضي المحتلة 67 ، ورغم المبادرات العربية، والجهود الدولية ، و السبب في ذلك شعور إسرائيل بأنها محصنة في مجلس الأمن ضد أي إجراءات ، مما يجعلها تكرس احتلالها ، وتكثف سياسية التهويد للمعالم العربي والإسلامية والمسيحية في القدس ، والحفريات حول مسجد الأقصى .واستدرك قائلا إنه برغم من ذلك فإن الدبلوماسية الفلسطينية حققت كثيرا من النجاحات بدعم عربي مثل الانضمام لليونيسكو زيادة عدد الدول المؤيدة لإنضمامها للأمم المتحدة إلى182 ، منوها بجهود المصالحة الفلسطينية التي تقودها مصر وماتم إقراه في لقاء الدوحة ،و تكثيف التحركات الدبلوماسية الفلسطينية .وفيما يتعلق بليبيا .. حث القادة في المنطقة الشرقية والسياسيين الليبيين على الحفاظ على المصلحة العليا للوطن ، والالتزام بالجدول الزمني لوضع الدستوري ، مؤكدا أن المسار الديمقراطي لايجب أن يكون على حساب وحدة الوطن ،وقال إن الجامعة العربية ترى ضرورة فتح بعثة لها في طرابلس ، لتقديم المشورة في إعادة بناء الدولة الليبية ، والعمل على تعبئة جهود المنظمات العربية المتخصصة .وفيما يتعلق بالصومال قال إن هناك تطورات لافتة عقب مؤتمر لندن ، الذي أعاد تسليط الأضواء على مأساة الشعب الصومالي ، وضرورة إعادة بناء المؤسسات الصومالية.وقال إن هذه الدورة تطرقت إلى موضوع هام ، هو اعتماد إعلان الإعلان العربي لحماية حقوق الإنسان ، الذي يؤكد ضرورة تمتع الإنسان في العالم العربي بحقوق الإنسان ، وحرية العمل لمنظمات المجتمع المدني .وأشار إلى طرح موضوع إنشاء محكمة عدل عربية لحقوق الإنسان ، في ظل التحولات العربية الجارية .وشدد العربي على اهمية إنجاح القمة العربية المقررة ببغداد في التاسع والعشرين من مارس الجاري مشيرا إلى انها تعبر عن التواصل المباشر مع الشعب العراقي ، ليعود العراق عضوا فاعلا في المنظومة العربية.وقال إنه سيطرح امامها بعض الأفكار المبدئية لتطوير الجامعة العربية ، كما يتوقع تقريرا مرحليا من اللجنة المعنية بتطوير منظومة العمل العربي المشترك التي يرأسها الوزير الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي.موقف متخاذلوفي كلمته أمام الاجتماع أكد سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أن الموقف المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة فيما يتعلق بالشأن السوري قد منح النظام السوري الرخصة للتمادي في ممارساته الوحشية ضد الشعب السوري دونما شفقة أو رحمة.وأضاف أن الزيادة بشكل رهيب في أرقام القتلى والمصابين في إدلب وحمص وعلى نحو خاص بابا عمرو وحتى دمشق وحلب منذ تاريخ سقوط قرار مجلس الأمن وحتى الآن تدلل بشكل صارخ على نتائج الاعتراض على مرور هذا القرار الذي كان يمكن أن يساعد على حقن الدماء وإنقاذ الأرواح مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية تتمنى لجهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان التوفيق في مهمته لتهيئة السبل الكفيلة بتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري المنكوب .وأوضح وزير الخارجية السعودي بأنه من الضرورة أن لا يقتصر تفويض الأمين العام للأمم المتحدة على الجانب الإنساني فقط بل أن تمنح له صلاحية معالجة الموضوع السوري من جميع جوانبه الأمنية والإنسانية لافتا إلى أن جميع المحاولات التي جرى بذلها لحل الأزمة في إطارها العربي لم تجد سبيلا بسبب تعنت النظام السوري وصلفه وتجاهله كل النداءات وفق ذلك مطالب شعبه المشروعة . وتقدم الأمير سعود الفيصل بالشكر والتقدير إلى معالي الشيخ حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية علي ما بذله من جهد متميز طيلة رئاسته للدورة السابقة إضافة إلي جهوده المتصلة في إطار لجنة الجامعة العربية المعنية بمتابعة الشأن السوري متقدما في الوقت نفسه بالتهنئة إلى الشيخ صباح خالد الصباح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي علي تبوئه مقعد رئاسة هذه الدورة .لافروف :روسيا تؤيد التطلعات الديمقراطية في دول المنطقةكما استعرض سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي موقف بلاده إزاء الأزمة السورية منتقدا الاتهامات الموجهة اليها بأنها تتخذ هذا الموقف بسبب أهداف اقتصادية وسياسية، مؤكدا أن بلاده أيدت التطلعات الديمقراطية في الدول العربيةوقال لافروف : يقول البعض إن لدينا مصالح معينة في هذا الصدد ، واستدرك قائلا إننا لم نشن حربا استعمارية في منطقتكم ،و حجم علاقتنا التجارية مع الدول المشار إليها أقل من علاقتنا مع دول أخرى ، فنحن لانسعى للاستفادة الاقتصادية .واضاف : لقد عملنا على حل الأزمة السورية، وساندنا المبادرة العربية ، وبذلنا جهودا لإقناع دمشق بالقبول بالمبادرة ، وقال إن بعثة المراقبين كان لها دور في الاستقرار ، ونأسف لعدم استمرارها .ورأى أن المهمة الأساسية هي إنهاء العنف أيا كان مصدره ، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ، وقال إذا اتفقنا جميعا على ذلك ، فلن نخوض في قضية من يقع عليه اللوم في الأزمة ، ولكن المهمة الملحة هي إنهاء العنف أيا كان مصدره ، ويجب نستخدم الادوات المتاحة لنا لحمل الأطراف في سوريا على ذلك من خلال المراقبة والرصد لتطبيق الالتزامات الخاصة بإنهاء العنف ، وتقديم المساعدات الإنسانية بطريقة ميسرة ، مشيرا إلى أن منسقة الأممالمتحدة للشئون الإنسانية فاليري آموس أعربت عن ارتياحها للنتائج التي تحققت في هذه المرحلة ،وقال إننا نريد المزيد من التقدم بهذا الاتجاه من الحكومة السورية عبر الآلية المخصصة لذلك.ورحب بتعيين كوفي عنان مبعوثا أمميا عربيا مشتركا، وقال إنه معني بالتحدث مع كافة الأطراف ، والحكومة والمعارضة السورية .وفيما يتعلق بالفيتو الروسي في مجلس الأمن ضد المبادرة العربية لحل الأزمة السوري .. قال لافروف إنه دعونا مجلس الأمن للأخذ بالمبادرة العربية بالتعاون مع الصين، ولكن الطرف الآخر لم يكن لديه استعداد للقبول بوجهة نظرنا ، وكان هناك مشاريع قرارات بديلة ، لانفهم التنسرع في إصدار القرار ، معتبرا أن أن الدافع لهذا الموقف لم يكن لتوافق .وتابع قائلا إن القرار كان يجب أن يطلب وقف العنف أيا كان مصدره ، و تنفيذ مادعت إليه جامعة الدول العربية ، وبالتالي أن يطلب من الأطراف الأخرى ( في إشارة للمعارضة ) يطلب منها الانسحاب من المدن التي تواجدوا فيها على نفس الذي طلب من الحكومة السورية، ولكن أصر شركاؤنا على أن الأطراف الحكومية هي التي يجب أن تنسحب ، ثم الأطراف الأخرى .ورأى أن هذا النهج لم يكن واقعيا ومن ثم لم تتح له فرصة التطبيق ، وقال إنه بعد أسبوعين من تبني هذا المشروع فإنهم اعترفوا بنه لم يمكن تطبيقه ميدانيا ، وعلينا أن نتفاوض .وقال إن الدول دائمة العضوية ، بالإضافة إلى المغرب تسعى لاعتماد مشروع آخر .. وأضاف إننا لانسعى أن تنتصر للمجموعات المتمردة ، ولانريد أعمال عنف في المدن حتى تتاح الفرصة للأهداف التي نتوخاها .وحدد الخطوات المطلوبة وقف العنف ، وتقديم مساعدات إنسانية ، وإجراء حوار شامل ، بين الحكومة والأطراف المعارضة .وقال لافروف إن روسيا أيدت تطلعات شعوب المنطقة للإصلاح والديمقراطية ، وتتطلع للقوى السياسية الإسلامية الجديدة التي تولت السلطة في بعض البلدان العربية لأن، تلتزم بالشعارات التي أطلقوها ، وفي مقدمتها احترام حقوق الإنسان والحريات والتسامح ، نحن على استعداد للعمل مع كل القوى التي تعمل من ألجل البناء والتطوير، مشيرا إلى أن بلاده تضم أعداد كبيرة من المواطنين المسلمين يتمتعون بالحريات طبقا للدستور .وأضاف لافروف لقد شهدنا تطورات تؤدي إلى ضياع أرواح الملايين من البشر ، ولانريد لبلادنا وغيرها من البلاد أن يحدث فيها هذا .. وأردف: لقد راقبنا مايحدث في هذه الدول باهتمام وقلق لأنها دول صديقة ، ونؤمن أن كافة الأطراف الخارجية يجب أن تتوخي الحذر في معالجة المشكلات التي تواجهها بلدانكم العربية، وضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي ، وعدم التدخل العسكري بما يتعارض مع مبادئ الأممالمتحدة.وأعرب عن قلقه إزاء الوحدة الإقليمية لليبيا ( في ظل ماتردد عن دعوات لإنشاء إقليم برقة الفيدرالي) ، معربا عن استعداد بلاده لمساعد ليبيا في كافة المجالات خاصة مجال مكافحة تهريب الأسلحة.وحذر الوزير الروسي بالربط بين إيران وبين الأزمة السورية ، لافتا الى هذا الربط يساعد على حدوث فتنة سنية شيعية ، وهو الأمر سيؤثر على سكان المنطقة من المسلمين وعن المسيحيين ، وكذلك سيؤثر على روسيا.. كما طالب لافروف بألا تسبب الأزمة السورية في نسيان القضية الفلسطينية.