طالب مجلس جامعة الدول العربية، من مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار لوقف العنف في سوريا فوراً. وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية (الدورة 137) لمجلس الجامعة العربية صباح الخالد الصباح، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عقب اختتام الاجتماع، إن مجلس الجامعة يطالب مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار لوقف العنف في سوريا فوراً يستند إلى المبادرة العربية وتأكيداً على خطة العمل العربية كوحدة متكاملة من دون تجزئة. وأضاف الصباح أن الاجتماع أعاد التأكيد على الحل العربي، معرباً عن "بالغ الأسى والأسف على إصرار الحكومة السورية على العمل العسكري". وتابع أن قرار مجلس الجامعة العربية يُطالب الحكومة السورية بالوقف الفوري للعنف والقتل، وضمان حرية المظاهرات وإطلاق سراح الموقفين في الأحداث، وسحب القوات المسلحة في المدن وإدانة الانتهاكات. وأوضح الصباح أن المجلس قرَّر اعتبار "مجزرة بابا عمرو جريمة ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، تتطلب مساءلة المسؤولين عنها، والتحذير من تكرارها"، وضرورة السماح للمنظمات الدولية بالدخول إلى سوريا ودعم مهمة كوفي انان في سوريا، والترحيب بنتائج مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس. وأشار وزير الخارجية الكويتي إلى أن الاجتماع أعد جدول أعمال القمة العربية القادمة المقررة أواخر شهر مارس الجاري في بغداد، مشيراً إلى أن الاجتماع أصدر قرارات لدعم السودان والصومال ولبنان وجزر القمر، وكذلك العلاقات مع التجمعات الإقليمية والدولية، إضافة إلى المناقشات المعمقة العربية - الروسية. ومن جهته قال العربي "إننا سنبحث الموضوع السوري على أعلى المستويات خلال القمة العربية في بغداد"، لافتاً إلى أن "الروس أبدوا موافقة على مشروع القرار الأممي". وأعلن العربي أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان سيزور عدداً من الدول العربية بعد إنتهاء مهمته في دمشق. ولفت الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى "أن المهم هو طرح النقاط العربية – الروسية على مجلس الأمن"، مشدداً على أن الجامعة العربية لا يمكنها أن تقدم أكثر من ذلك وجميع الدول العربية تمت دعوتها للمشاركة في قمة بغداد. وأضاف "اننا نحاول الآن الوصول الى مجلس الأمن من دون الإصطدام بالفيتو وعبر التنسيق مع الأطراف كافة ومنها روسيا". وكانت جامعة الدول العربية وروسيا الإتحادية قد اتفقتا، بوقت سابق، على خطة عمل تهدف إلى حل الأزمة السورية سياسياً. وأعلن رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في تصريح مشترك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم السبت، أن الخطة تتكون من 5 نقاط هي وقف العنف في سوريا أيّاً كان مصدره، واعتماد آلية رقابة محايدة للوضع، وعدم التدخل الأجنبي في الشأن السوري. وأضاف آل ثاني ان الخطة تتضمَّن إتاحة وصول المساعدات الإنسانية للسوريين من دون إعاقة، وتقديم الدعم القوي للمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان لإنجاز مهمته وإطلاق حوار بين الحكومة السورية والمعارضة. وتابع أن مهمة أنان تستند إلى مرجعيات معتمدة هي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول سوريا الصادر في 16 فبراير الفائت، وخطة العمل العربية التي أُقرت في نوفمبر 2011، وقراري مجلس الجامعة العربية ذوي الصلة الصادران في 2011 اللذان تضمنا خارطة لحل الأزمة السورية وفقاً للمبادرة العربية. ومن جهته أكد لافروف الاتفاق بين روسا الاتحادية والدول العربية حول الخطة ونقاطها الخمس، مشيراً إلى أن تلك الخطة تُرسل رسالة واضحة لجميع الأطراف السورية بأهمية الحل السياسي. وأضاف أن الخطة تؤكد على أهمية دعم مهمة أنان "الذي بدأ التحرك في دمشق"، متمنياً أن تثمر مهمته (عنان) إلى بدء حوار بين الأطراف السورية. من جهة أخرى أعرب وزير الخارجية الروسي عن أمله في أن يُعقد خلال العام الجاري المنتدى الأول "للحوار العربي – الروسي" في موسكو. وجاءت التصريحات المشتركة للوزيرين آل ثاني ولافروف في ختام اجتماع مشترك بين اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا وبين الوزير لافروف. وتضم اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا في عضويتها كلاً من مصر وقطر والسودان وعُمان والجزائر بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية. وكان لافروف أكد، في كلمة ألقاها بافتتاح اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اليوم السبت، أن بلاده دعمت المبادرة العربية لحل الأزمة السورية، ولم تحم أي نظام بل تحمي القانون الدولي . وأضاف "لقد دعمنا الحل المباشر لحل الأزمة في سوريا، واقنعنا دمشق بضرورة التعاون"، مرحباً بتعيين كوفي عنان كمبعوث إلى سوريا. ودعا لافروف إلى وقف العنف في سوريا فوراً بصرف النظر عن المسؤول عنه (العنف) وإخلاء المدن والبلدات السورية من كل من يحمل السلاح، مشدِّداً على ضرورة عدم إلقاء اللوم على طرف بعينه. وطالب وزير الخارجية الروسي بوضع آلية لوقف العنف، وإيصال المساعدات الإنسانية. ومن جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في كلمته، "إن الجامعة العربية لم تدخر أي جهد منذ بداية الأزمة السورية من أجل حقن دماء الشعب السوري"، داعيا الحكومة والمعارضة السورية للتجاوب بشكل إيجابي مع جهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة كوفي عنان إلى سوريا من أجل حل الأزمة. وأضاف العربي أن المنطقة العربية تواجه تحديات لم يسبق لها مثيل وهو ما يتطلب التعامل برؤية مستقبلية. وحول القضية الفلسطينية، قال العربي إن شعور إسرائيل أنها محصَّنة في مجلس الأمن يشجعها على سياسة الاحتلال وتكثيف الحفريات تحت المسجد الأقصى. ومن جهته دعا رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في كلمته، إلى ضرورة تطبيق الاقتراح الداعي إلى إرسال قوات عربية أممية لحفظ السلام في سوريا، وتقديم مساعدات للشعب السوري لحماية نفسه. وحثَّ آل ثاني، روسيا والصين على مراجعة موقفيهما من الأزمة السورية، معتبراً أن الفيتو المزدوج (الروسي – الصيني) في مجلس الأمن الدولي "كان بمثابة رسالة خاطئة للنظام السوري شجعته على التمادي في قمع شعبه". وأضاف لقد بذلنا جهودا كبيرة لإقناع سوريا بتغيير قبل أن نذهب الى مجلس الأمن الذي لم يتمكن "للأسف" من فعل أي شىء بسبب الفيتو. ورحَّب باختيار كوفي عنان مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، معرباً عن تمنياته له النجاح في مهمته الانسانية لوقف العنف في سوريا. ورأى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري أنه لا توجد عصابات مسلحة في سوريا ولكن "ما يجري هو قتل ممنهج من قبل الحكومة السورية ضد الشعب السوري الذي اضطر للدفاع عن نفسه في الأشهر الثلاثة الأخيرة". وأضاف "آن الآون لإرسال قوات عربية - أممية إلى سوريا، لأن صبرنا نفذ وزمن السكوت قد ولى ولابد من تقديم المساعدات للشعب السوري للدفاع عن نفسه". ووجَّه رسالة الى المعارضة السورية بكل أطيافها طالبهم فيها أن يسموا فوق خلافاتهم وأن يكونوا صوتاً موحداً. كما دعا آل ثاني إلى الإعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري "على غرار ما فعله الاتحاد الاوروبي"، مع ودعوة أطياف المعارضة إلى الالتفاف حوله. من ناحية أخرى دعا رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الفلسطينيين إلى الإسراع بتشكيل الحكومة وتجاوز الانقسامات، منوهاً "بلقاء الدوحة" الذي جمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وحول الوضع على الساحة اليمنية، رحَّب آل ثاني بالتطورات على الساحة اليمنية، واصفاً إياها ب "الإيجابية"، ومعرباً عن أمله في أن تقود هذه التطورات البلاد الى مرحلة جديدة. من جهته اعتبر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يُدين الحكومة السورية "أعطى للنظام السوري رخصة للتمادي في ممارسات الوحشية ضد الشعب السوري". وأشار الفيصل إلى أن من يدعمون النظام السوري "يتحملون المسؤولية الأخلاقية عن الممارسات التي ترتكب ضد الشعب السوري إذا ما استمرت في دعم النظام (السوري)". وكان مجلس جامعة الدول العربية عقد اليوم ، إجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. وتركز الإجتماع الذي جرى برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح رئيس الدورة الحالية (الدورة 137 لمجلس الجامعة)، على تطورات الأزمة السورية وسبل حلها في الإطار العربي وفقاً لمبادرة الجامعة ذات الصلة. وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا عقدت إجتماعاً قبيل بدء الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة. وناقشت اللجنة برئاسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني تطورات الوضع في سوريا في ضوء مهمة المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا كوفي انان ونائبه وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة والتي بدأت اليوم. وتشهد سوريا منذ 15 مارس 2011 مظاهرات تطالب بإسقاط النظام. وقدّرت الأممالمتحدة حصيلة القتلى خلال تلك المظاهرات ب 5400 قتيل، وتقول المعارضة السورية إن العدد يصل إلى 8000 بينهم 590 طفلاً، فيما تقول السلطات السورية إن أكثر من 2400 جندي وعنصر أمن قتلوا في اشتباكات مع "عصابات إرهابية مسلحة" مدعومة من الخارج.