في الوقت الذي تنشغل فيه حركات المقاومة بقيادة (حماس والجهاد) والسلطة الفلسطينية بالتوقيع علي اتفاقات مصالحة بينهم لا معني ولا قيمة لها (كما جري في لقاء القاهرة البائس والأخير !!) ، مع التوقف العمدي منهم جميعاً عن المقاومة ، يقوم العدو الصهيوني بقضم مزيد من الأرض وبناء المستوطنات ، وسجن الأطفال والنساء ، وكأنه يوجه صفعة للجميع ، ويخرج لسانه لهم بأن ما حررتموه من الأسري لا قيمة له وسنعيد اعتقال المئات مجدداً وبخاصة الأطفال حتي يتم إيلام الشعب الفلسطيني وإشعاره بالمهانة ، وهو ما لن يحدث بإذن الله ، خاصة إذا ما صحت قوي المقاومة من سباتها ، واستعادت زمام قرارها من أيدي أجهزة المخابرات العربية ، ومن أيدي الأمريكان وبدأت انتفاضتها الثالثة ساعتها سيفرج عن الأطفال وسيتوقف العدو عن سياساته الجديدة القائمة علي أسر النساء والأطفال .مناسبة هذا القول هو التقارير بالغة الأهمية التي تصدرها دائرة الطفل في وزارة الإعلام الفلسطينية شهرياً والتي تحكي عن اعتقال عشرات الأطفال شهرياً (من 30 -70 طفلاً في المتوسط) مع تعذيبهم وحجزهم إدارياً في مخالفة صريحة للمواثيق الدولية كافة ، كل هذا يتم في الوقت الذي يغرق قادة الفصائل الفلسطينية حتي رؤوسهم في تلك المصالحات والاتفاقات الوهمية والتي لم تأتِ علي ذكر كلمة (مقاومة) ، لقد نسبوها ، وكان للربيع العربي الكاذب، دور في هذا النسيان للأسف ، إن التقرير سالف الذكر يقدم لنا التقرير إحصائيات مهمة للغاية عن أطفال فلسطين الأبطال حيث يقول : يشكل الأطفال حوالي نصف المجتمع الفلسطيني، إذ بلغ عدد الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة 2 مليون طفل أي ما نسبته 48.2% من مجموع السكان في الأرض الفلسطينية للعام 2011؛ 46.1% في الضفة الغربية و51.5% في قطاع غزة.ويشير التركيب العمري للمجتمع الفلسطيني عامة وللأطفال خاصة إلي أن المجتمع الفلسطيني ما زال فتيا، حيث يشكل الأطفال دون سن الخامسة ما نسبته 14.7% من مجموع السكان المقيمين في الأرض الفلسطينية، و13.4% للأطفال في الفئة العمرية 5-9 سنوات، و12.7% في الفئة العمرية 10-14 سنة و7.3% في الفئة العمرية 15-17 سنة.ويشير التقرير إلي أن ما يقارب نصف الأطفال لاجئين، إذ حوالي 45.0% من الأطفال أقل من 18 سنة في الأرض الفلسطينية من اللاجئين؛ 28.5% في الضفة الغربية مقابل 68.8% في قطاع غزة.وبلغت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدرسة والمنخرطين أيضا في عمالة الأطفال 5.6%؛ 7.5% في الضفة الغربية و3.0% في قطاع غزة، وبلغت 7.2% بين الأطفال الذكور الملتحقين بالمدرسة مقابل 4.0% بين الإناث. و تشير الاحصاءات الي أنه يوجد 65 ألف طفل، 6.0% من إجمالي عدد الأطفال في الفئة العمرية 5-14 سنة هم أطفال عاملون سواء بأجر أو من دون أجر عام 2010، 8.0% في الضفة الغربية و3.1% في قطاع غزة، ومن الواضح أن نسبة الأطفال الذكور المنخرطين في العمل هي الأعلي، 7.7% مقارنة بالأطفال الإناث اللواتي بلغن نسبة 4.2%.هذه هي فلسطين .. وهؤلاء هم أطفالها الأبطال المعذبين في الأسر أو تحت الاحتلال .. فأين المقاومة لترد لهم الاعتبار ؟ هل هي جالسة مع أجهزة المخابرات العربية المصرية والخليجية لتتصالح ولتتحاور مع (أبو مازن) عن المصالحة علي أساس خيار أوسلو ، إنهم يتصالحون وهم لايزالون في زنزانة الاحتلال ، من يصبح رئيس الزنزانة ومن يتولي رئاسة وزراءها ، ولم يفكروا للحظة في الخروج أولاً من الزنزانة وقتل السجان المجرم الذي يحبسهم فيها ، اسمحوا وكلي أسف إذا كانت المقاومة محصورة في هذا الفعل وداخل تلك الزنزانة .. فبئس المقاومة هي ؛ وليتفضل أطفال فلسطين الأسري ليقيموا هم مقاومتهم وليعيدوا لنا أسطورة انتفاضة أطفال الحجارة مجدداً .. فهذا وحده هو الطريق وما عداه باطل !! .